تحليل إخباري: إسرائيل غارقة في أزمتها السياسية مع تعثر محادثات تشكيل حكومة موحدة

2020-04-14 01:37:28|arabic.news.cn
Video PlayerClose

القدس 13 أبريل 2020 (شينخوا) رفض الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، طلبا تقدم به زعيم حزب "أزرق أبيض" الجنرال بيني غانتس، بتمديد تفويض تشكيل الحكومة المكلف بها لمدة 14 يوماً.

وتنتهي المهلة الزمنية القانونية التي منحها ريفلين لغانتس لتشكيل حكومة جديدة عند منتصف ليل الإثنين، وفي حال عدم الإعلان عن تشكيل ائتلاف حكومي بين غانتس ورئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، فإن غانتس سيعيد كتاب التكليف إلى ريفلين.

ويرى محللون سياسيون إسرائيليون أن الفشل في التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة سيؤدي إلى التوجه نحو انتخابات رابعة، بعد ثلاث انتخابات متتالية في أقل من عام واحد لم تسفر عن نتائج حاسمة.

وكان غانتس ونتنياهو قد تحدثا في نهاية شهر آذار/مارس الماضي أنهما على وشك تشكيل حكومة وحدة بإسرائيل، حيث اقترح نتنياهو تشكيل حكومة "طوارئ وطنية" مع غانتس من أجل المساعدة في علاج أزمة فيروس كورونا.

ومع ذلك، وفي تطور آخر من الأحداث، توقفت المفاوضات بين الجانبين في خلاف واضح بشأن المسائل القضائية مثل حق النقض في تعيينات القضاة ومنع التشريعات التي من شأنها أن تمنع نتنياهو من الحكم بموجب لائحة الاتهام.

وقالت يعار شبيرا مراسلة الشؤون الحزبية في الإذاعة الإسرائيلية لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أساس الخلاف بين الحزبين يتمثل في رفض أزرق أبيض إجراء تعديل للقانون الذي يقضي بإمكانية إلغاء قرار صادر عن المحكمة العليا لمنع نتنياهو من تولي منصب رئيس الحكومة بسبب وضعه القانوني".

وكان الاتفاق المحتمل بين الجانبين هو التناوب على رئاسة الوزراء، حيث سيتنحى نتنياهو بعد 18 شهرا وسيسلم المقاليد إلى غانتس.

وأفادت شبيرا بأنه في حال تشكيل حكومة سينتقل منصب رئيس الحكومة من نتنياهو إلى غانتس بشكل تلقائي بعد سنة ونصف السنة، موضحة أنه في حال تم حل الحكومة والتوجه إلى انتخابات مبكرة فإن غانتس سيتولى منصب رئيس الوزراء فورا.

وفي ليلة السبت طلب غانتس تمديد فترة ولايته لمدة أسبوعين.

ورفض الرئيس ريفلين في بيان صادر عن ديوانه، قائلا "إنه في ظل الظروف الحالية والاستثنائية لايمكن تمديد التفويض"، وأن المهلة الأولى لمدة 28 يوما ستنتهي في منتصف ليل الإثنين.

وجاء قرار الرئيس بعد محادثة مع نتنياهو، الذي لم يؤكد أن الطرفين على وشك التوقيع على اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى حكومة وحدة وطنية.

وإذا لم ينجح الطرفان بتشكيل حكومة وحدة بحلول منتصف ليل الإثنين، سيتم إعادة التفويض إلى البرلمان الاسرائيلي لمدة 21 يوما، واذا لم يحصل أي عضو في البرلمان على 61 توقيعا مرغوبا فيه لتشكيل الحكومة فسوف يتم تحديد موعد لإجراء انتخابات جديدة.

وقال آساف شابيرا الباحث في معهد الديمقراطية الإسرائيلي ل(شينخوا) "إن ريفلين يريد دفع حزب أزرق أبيض وحزب الليكود للتوصل إلى اتفاق بسرعة".

وأضاف شابيرا "إن ريفلين يترك الخيار مفتوحا خلال 21 يوما للتوصل إلى اتفاق حول حكومة وحدة وطنية".

وتلوح في الأفق وسط المأزق السياسي وأزمة فيروس كورونا المستجد مشاكل قانونية ضد نتنياهو، كأول رئيس وزراء لإسرائيل يتهم بالفساد، حيث تم تأجيل مثوله الأول أمام المحكمة بسبب القيود التي فرضها تفشي الفيروس في البلاد والتي أغلقت النظام القضائي.

ويتسم القانون الإسرائيلي المتعلق بتسليم الولاية إلى مرشح قيد الإتهام بغير الوضوح، فإذا ما كلف نتنياهو بتشكيل الحكومة فإنه من المرجح أن تكون هناك عدة إلتماسات إلى المحكمة العليا لمنعه من القيام بذلك.

وانهار حزب "أزرق أبيض" فور إعلان غانتس أنه سيتوجه لتقاسم السلطة مع نتنياهو، حيث كان اثنان من شركائه الرئيسيين ضد تحوله عن وعده الرئيسي في حملته الانتخابية بعدم الجلوس مع رئيس وزراء متهم في نفس الحكومة.

وقال أستاذ العلوم السياسية والفكر السياسي في جامعة حيفا فيجودا جادوت، ل(شينخوا) "قام نتنياهو بخطوة رائعة كما يفعل عادة، لقد فكك المعارضة لفترة طويلة جداً"، مضيفا بأن "غانتس في طريق مسدود من الناحية السياسية".

وأضاف جادوت "أن غانتس حصل على تفويض لتشكيل حكومة، وبهذا التفويض شكل أساسا حكومة لشخص آخر".

ويعتبر الكثيرون أن نتنياهو (70 عاما) أبرز سياسي في تاريخ إسرائيل، حيث استطاع أن يستغل أزمة فيروس كورونا ليرفع من مكانته باعتباره القائم بأعمال الرعاية لحماية المواطنين الإسرائيليين.

وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه لو جرت انتخابات للكنيست الآن، لحصل حزب الليكود على 42 مقعدا، ومعسكره اليميني سيحصل على غالبية مقاعد البرلمان (64 من أصل 120)، في حين سيحصل أزرق أبيض على 18 مقعدا فقط.

من جانبه، قال شالوم يروشالمي محلل الشؤون السياسية في صحيفة (ماكور ريشون) ل(شينخوا) إن "أعضاء الليكود توجهوا برسالة خطية لرئيس الدولة رؤوفين ريفلين، لتكليف زعيم الحزب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمهمة تشكيل الحكومة القادمة".

وأضاف يروشالمي أن أعضاء حزب الليكود يعتبرون أن نتنياهو "هو الشخصية الأوفر حظا لتشكيل حكومة جديدة".

فيما رأى شابيرا أن غانتس فقد الكثير من صورته العامة ومصداقيته، مبينا "أنه في حين تبدو خيارات نتنياهو أفضل بكثير، بما في ذلك التوجه إلى انتخابات رابعة".

وأضاف شابيرا "إنه وبسبب ضعف غانتس، فقد يتنازل لمطالب نتنياهو ويدخل في حكومة وحدة وطنية".

الصور

010020070790000000000000011100001389729501