تحقيق إخباري: الفرق التطوعية العراقية تخفف معاناة الفقراء التي خلقها فيروس كورونا المستجد

2020-04-14 17:26:33|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بغداد 14 أبريل 2020 (شينخوا) لعبت الفرق التطوعية دورا كبيرا بالتخفيف من معاناة الفقراء في العراق من الذين فقدوا أعمالهم بسبب إجراءات حظر التجوال التي تفرضها السلطات الحكومية لمجابهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

ويقوم أعضاء هذه الفرق التطوعية في المحافظات العراقية بالتنسيق مع القوات الأمنية والسلطات الحكومية لاستثنائهم من حظر التجوال لايصال المساعدات الانسانية للعوائل الفقيرة، التي باتت مهددة بالجوع لأن معيليها من الاجراء اليوميين، الذين توقفت أعمالهم وفقدوا مصدر رزقهم.

وينشط المتطوعون في المناطق الشعبية والفقيرة، ويسعون إلى تقديم يد العون لهذه الطبقات بعد أن فقد معيلوها أعمالهم بسبب منع الحركة وتوقف الأعمال بعد انتشار فيروس كورونا في البلاد.

وفي مدينة الصدر شرقي بغداد، تلك الضاحية الفقيرة كثرت فيها صور التكافل الاجتماعي وتوزيع المساعدات الغذائية للأسر المحتاجة.

وقال حامد عباس رسن لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نقوم بجمع الأموال من المتبرعين وبعض الأغنياء، ونشتري سلات غذائية ونقوم بتوزيعها للمحتاجين من الذين انقطعت بهم سبل العمل ولم يعد لهم مصدر للدخل اليومي".

وأشار عباس إلى أن فريقه التطوعي الذي يضم مجموعة من الشباب قام خلال الأيام الماضية من هذا الاسبوع بتوزيع أكثر من 850 سلة غذائية، مضيفا "هناك فرق تطوعية أخرى في العديد من مناطق بغداد تقوم بممساعدة الفقراء وأصحاب الدخل المحدود الذين يعملون بالأجر اليومي خاصة في المناطق الفقيرة".

وفي محافظة كربلاء (110 كلم) جنوب بغداد نظم اساتذة وطلبة جامعة الكفيل التابعة للعتبة العباسية (مؤسسة دينية) "حملة لمساعدة العوائل المتضررة جراء حظر التجوال، للحد من إنتشار فيروس كورونا، شملت الحملة في مرحلتها الأولى توزيع (550) سلة غذائية متنوعة المواد.

وقال الدكتور فراس كامل محمد، مساعد رئيس الجامعة في بيان "دأبت جامعة الكفيل على بث روح المبادرة في المواقف الإنسانية والوطنية، وتقديم الأفضل في مختلف المجالات التي تساهم في خدمة أبناء البلد"، مبينا أن اساتذة الجامعة والطلبة قاموا بإيصال التبرعات، تلبية لنداء المرجعية الدينية العليا في التكافل الاجتماعي ومساعدة العوائل المحتاجة.

أما في محافظة ديالى شرقي العراق فقال مروان الحجي، الذي يرأس فريق المهام بمنطقة بلدروز السلام لـ (شينخوا) "نحن فريق شبابي تطوعي متجول نقوم بتوزيع سلات غذائية متكاملة مع خضار ولحوم للأسر الفقيرة في القرى النائية والأحياء والأزقة الشعبية".

واضاف الحجي أن "فكرة التجول خلقتها تداعيات فيروس كورونا التي كانت قاسية جدا على الفقراء خاصة، كون أغلبهم يعيش على مهن حرة متواضعة توقفت بالمجمل بسبب حظرالتجوال"، لافتا إلى أن الفرق الجوالة تنتقل بآليات يوميا لعشرات الكليو مترات لايصال السلال الغذائية لدعم الفقراء".

إلى ذلك، قال أيوب الانصاري، متطوع إن "الفرق الجوالة فكرة بسيطة تعتمد بالاساس على فرق شبابية تطوعية تقوم باحصاء دقيق للأسر الفقيرة ومن ثم إيصال المساعدات اليها مباشرة من خلال مركبات يجري استثناءها من حظر التجوال بالتنسيق مع القيادات الامنية".

وأضاف الانصاري أن "الفرق الجوالة أنقذت آلاف الأسر الفقيرة في مختلف مدن ديالى، وكانت تعبير حي عن مبدأ التكافل الاجتماعي، وتجاوز أزمة هي الاقسى على مجتمع المحافظة خاصة الفقراء والبسطاء".

وحسب عبدالله الحيالي قائممقام بعقوبة (أعلى مسؤول إداري في المدينة)، مركز محافظة ديالى فان معدلات الفقر في المحافظة تزيد على 30 بالمائة، منها 7 بالمائة تعيش في فقر مدقع، مضيفا "إن حظر التجوال رغم أهميته لمجابهة فيروس كورونا، إلا أنه تسبب بازمة إنسانية خانقة للفقراء والبسطاء والنازحين".

إلى ذلك، قال علي موسى عضو لجنة الدعم اللوجستي للجنة الرحمة لدعم الاسر الفقيرة بمحافظة صلاح الدين لـ(شينخوا) "هذه اللجنة شكلها محافظ صلاح الدين عمار جبر لتقديم الدعم والمساعدة للعوائل الفقيرة، لانه بعد فرض حظر التجوال لحقت اضرارا بالعوائل الفقيرة، فقمنا بتوزيع أكثر من 2000 سلة غذائية متنوعة في عموم مدن المحافظة لحد الان، وما زلنا نواصل التوزيع، وغدا سنقوم بتوزيع 250 سلة غذائية".

وأشار إلى أن المحافظ تبرع براتبه الشهري لدعم هذه اللجنة للتخفيف عن كاهل العوائل الفقيرة والنازحة، التي تضررت بسبب حظر التجوال الذي فرض في المحافظة، وعموم البلاد لمجابهة فيروس كورونا.

وأكد موسى وجود تنسيق بين حكومة المحافظة وإدارات المدن التابعة لها لتزويدها بقاعدة بيانات عن العوائل الفقيرة من أجل إيصال ما تحتاجه من مواد غذائية.

من جانبه، قال المتطوع حمد الصميدعي الذي يرأس فريق الضلوعية التطوعي بمحافظة صلاح الدين لـ(شينخوا) "عملنا التطوعي إنقسم إلى قسمين بعد فرض حظر التجوال نتيجة ظهور فيروس كورونا، الاول قمنا بحملات عديدة لتعقيم وتعفير الشوارع والأماكن العامة، كما قمنا بتوزيع الكمامات والكفوف على الطبقات الفقيرة والنازحين".

وأضاف "الطبقة الفقيرة هم أكثر فئة لحق بها ضرر من فرض حظر التجوال، لذلك قمنا بتوزيع أكثر من 700 سلة غذائية متكاملة في مدينة الضلوعية شملت العوائل النازحة، وأصحاب الدخل المحدود، ونواصل عملنا التطوعي لتخفيف معاناة الفقراء في ظل هذه الأزمة التي أثرت عليهم كثيرا".

وأشار الصميدعي إلى وجود فرق من المتطوعين تقوم بتوزيع المساعدات الانسانية والمواد الغذائية في عموم مدن المحافظة، فضلا عن قيام جهات دينية ومنظمات وبعض الميسورين بتوزيع مساعدات على الاسر الفقيرة.

وتنتشر الفرق التطوعية التي تقوم بتوزيع المساعدات الانسانية والمواد الغذائية، في عموم محافظات العراق، ولا تكاد تخلو مدينة عراقية من وجود فرق تطوعية تساهم بشكل كبير في التخفيف من معاناة الاسر الفقيرة والمحتاجة.

وفي خطوة للتخفيف من معاناة المحتاجين والفقراء، نشرت العديد من الصفحات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي أرقام هواتف طلبت من كل محتاج لمساعدة، إرسال رسالة على أحد الارقام يعطي فيها عنوانه لكي تصله المساعدات إلى بيته.

واتخذت السلطات العراقية سلسلة من الاجراءات لمجابهة فيروس كورونا المستجد منها غلق الحدود، وفرض حظر التجوال منذ 17 مارس الماضي ولغاية 18 أبريل الجاري، ومنع التنقل بين المحافظات والمدن والبلدات وتعليق الدوام في المؤسسات التربوية والجامعات، والدوائر الحكومية، ما أدى إلى توقف أعمال أصحاب المهن، وعمال المساطر الذين يعملون بأجر يومي.

وحسب أخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة العراقية يوم أمس الإثنين بلغ عدد الاصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في عموم البلاد 1378، فيما بلغ عدد الوفيات 78، وعدد حالات الشفاء 717.

الصور

010020070790000000000000011100001389753591