مقالة خاصة: متطوعون إسرائيليون يقدمون الرعاية لعائلات الطواقم الطبية التي تعالج مصابي فيروس كورونا

القدس 14 أبريل 2020 (شينخوا) قامت مجموعة من المتطوعين الإسرائيليين بإطلاق مبادرة لتقديم الرعاية لعائلات الطواقم الطبية التي تعمل على مدار الساعة في مواجهة تفشي فيروس كورونا.

وقالت آدي سكوب كارمن التي أطلقت المبادرة لوكالة أنباء ((شينخوا)) "قررت تقديم المساعدة للأطباء والطواقم الطبية الأخرى التي تعالج وترعى مرضى الكورونا".

وأضافت سكوب كارمن (44 عاما) والتي كانت في خضم إنشاء شركة ناشئة عندما بدأ تفشي فيروس كورونا في إسرائيل " أردت مساعدة الطواقم الطبية من خلال رعاية عائلاتهم، حتى لا نعاني مثل الدول الأخرى التي تفشى فيها المرض".

وأوضحت سكوب كارمن وهي أم لثلاثة أطفال "إذا لم نقدم الرعاية لعائلات العاملين بالمستشفيات الذين يخوضون الان حربا ضد الفيروس التاجي، فمن سيعتني بنا خلال أزمة تفشي الفيروس".

وبحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة الإسرائيلية، فقد ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) إلى 11586 مصابا، في حين بلغ عدد الوفيات إلى 116 حالة وفاة.

وقامت كارمن بنشر منشور على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" وخلال ساعات قامت بإنشاء مجموعة تحمل اسم (أرعى طبيب)، حيث تلقت العشرات من طلبات المتطوعين الذين أبدوا استعدادهم لمساعدة الأطباء العاملون في المستشفيات.

وفي غضون أربعة أسابيع، وصل عدد أعضاء المجموعة إلى 10000 من بينهم 4000 متطوع يقدمون المساعدات للطواقم الطبية بالمستشفيات ولعائلاتهم.

ويقوم المتطوعون بتقديم المساعدات للطواقم الطبية من خلال موقع الكتروني يربط بين المتطوعين مع أي شخص من الطواقم الطبية يعيش بالقرب منه.

ونظرا لأن معظم المواطنين الإسرائيليين يبقون بالحجر المنزلي ويخضعون لقوانين صارمة من قبل الحكومة، قررت كارمن أن تقدم خدمات للطواقم الطبية التي يعيش أفرادها بالمناطق القريبة من سكن المتطوعين.

وبحسب كارمن تحصل 1000 عائلة إسرائيلية على الدعم من أعضاء المبادرة، حيث يلبي المتطوعون حاجاتها ومن ضمنها توفير وجبات جاهزة للأطفال في المنزل، اخراج الكلاب للتنزه، ومربيات للمنزل.

ومن جانبه، قام أفيعاد شيلين مسؤول الخدمات اللوجستية في مبادرة "أرعى طبيب" بإنشاء جدول نشاط افتراضي بدوام كامل للأطفال بما في ذلك رواية القصص والرياضة ودروس التمثيل وبرمجة الكمبيوتر للمبتدئين.

وانضمت المتطوعة جال بيغاجون، البالغة من العمر 36، من مدينة ريشون لتسيون في وسط إسرائيل للمبادرة بعد توقف عملها بمجال الإعلان والتسويق بسبب فرض الإغلاق وحظر التجول في ظل انتشار فيروس الكورونا في إسرائيل.

وقالت بيغاجون لشينخوا " إن مبادرة أرعى طبيب هي مبادرة قيمة ومهمة نظرا لأنها تلبي احتياجات عائلات الطواقم الطبية وتقدم لهم مساعدات حقيقية في ظل الأوضاع الحالية بسب انتشار فايروس كورونا في إسرائيل".

وتقوم بيغاجون بطهي وجبات طعام لجار يعيش بالقرب منها في نفس المنطقة، كما أنها تلبي بعض احتياجات أطفال جيرانها من خلال وضعها أمام منازلهم لتقوم بعدها بإرسال رسالة نصية توضح فيها بأنه تم تسليم الاحتياجات المطلوبة.

وأشارت بيغاجون أن العمل التطوعي يعطي الشعور بالراحة والسعادة خلال هذه الظروف الصعبة التي تعاني منها البلاد ، مضيفة أن العديد من العائلات قامت بوضع النبيذ أو بعضا من الكعك أمام عتبة بيتها كنوع من التعبير على امتنانها للخدمات التي تقدمها كمتطوعة.

ونوهت بيغاجون إلى أنها بالرغم من عيشها على بعد أقل من 100 متر من بعض تلك العائلات، إلا أنه لم يتسن لهم تعرف أحدهم على الآخر أو التحدث عبر الهاتف ، لكن بعد انتشار الفيروس ونتيجة تطوعها وتقديمها العديد من الخدمات للعائلات المجاورة لها جعلها تنشئ علاقات صداقة معهم.

وقالت بيغاجون "إنه شعور رائع انشاء الصداقات نتيجة التطوع بالوقت الحالي وفي ظل هذه الظروف".

وصرحت سكوب كارمن بأن "علاقات الصداقة التي أنشأتها بالفترة الأخيرة مع الجيران في المنطقة التي أعيش فيها، أعطت دفعة معنوية كبيرة للأطباء"، فقد عبر الأطباء عن امتنانهم للمساعدات التي تم تقديمها لعائلاتهم وأشاروا انها منحتهم الطاقة للاستمرار في عملهم لمعالجة مرضى الفيروس التاجي.

وأنشأت مبادرة "أرعى طبيب" شبكة من المنسقين والمتطوعين في 20 مستشفى كمسؤولين عن تلقي التبرعات الغذائية للموظفين الذين يعملون بالمستشفى.

وتم التبرع بملايين الشواقل الإسرائيلية الجديدة لتوفير وجبات جماعية للعاملين والمناوبين بالطواقم الطبية بالمستشفيات.

فيما يعمل منسقون آخرون على توفير مربيات للأطفال (من سن يوم حتى 3 سنوات) بالاضافة للعديد من الأمور اللوجستية الأخرى.

وصرحت كارمن أنها مشغولة بالوقت الحالي بالإعداد للعمل على مشروع ضخم، لذلك تشعر بالامتنان للمتطوعين الذين شاركوا بالمبادرة لتقديم المساعدات والخدمات في ظل الظروف الحالية.

وقالت " إن الوقت الحالي ليس الوقت المناسب للشعور بالخوف أو الشفقة على الذات" ، مضيفة أنه "من واجبنا كمواطنين إسرائيليين أن نقدم خدمات لشعبنا ودولتنا".