تعليق: تجميد واشنطن تمويل منظمة الصحة العالمية غير مسؤول وليس في وقته

2020-04-16 13:33:12|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 15 أبريل 2020 (شينخوا) أعلنت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء أنها ستوقف تمويلها لمنظمة الصحة العالمية.

ويؤدي قرار واشنطن، الذي يعكس شعار"أمريكا أولا"، إلى إحباط جهود احتواء الجائحة بالولايات المتحدة وبقية العالم.

فقد جاء القرار في أسوأ وقت ممكن، إذ وصلت المعركة العالمية ضد الجائحة الآن إلى مرحلة حرجة، واقتربت حالات الإصابة بكوفيد-19 من المليونين وتجاوز عدد الوفيات 125 ألفا.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان "ليس هذا هو الوقت المناسب لتخفيض الموارد لعمليات منظمة الصحة العالمية أو أي منظمة إنسانية أخرى تكافح الفيروس".

كما أنه قرار غير مسؤول للغاية. فقد حققت منظمة الصحة العالمية إنجازات واضحة منذ تفشي المرض وحظيت باعتراف واسع النطاق. تابعت الوضع عن كثب، ونشرت المعلومات المهمة في الوقت المناسب، وأبقت البلدان في جميع أنحاء العالم في حالة تأهب قصوى ضد الفيروس الخطير.

وهناك أصوات من داخل الولايات المتحدة ترفض تجميد التمويل. وقد وصف لورنس غوستين، مدير معهد أونيل لقانون الصحة الوطني والعالمي في جامعة جورجتاون، قطع التمويل عن منظمة الصحة العالمية وسط أزمة صحية عالمية بأنه "قصير النظر" و"مخز"، وحذر من أنه قد يتسبب في إزهاق أرواح وحتى تأثيرات عكسية على الولايات المتحدة.

كما تحدثت دول كثيرة في العالم دفاعا عن منظمة الصحة العالمية. وغرد وزير الخارجية الألماني هيكو ماس قائلا: "إلقاء اللوم لا يفيد. الفيروس لا يعرف حدودا ... علينا أن نعمل معا بشكل وثيق ضد كوفيد-19. أحد أفضل الاستثمارات هو تعزيز الأمم المتحدة، وخاصة منظمة الصحة العالمية ذات تمويل ضئيل".

إن الولايات المتحدة، المركز الحالي للجائحة والقوة العظمى الوحيدة في العالم، تتحمل مسؤولية حاسمة في هذه المعركة العالمية الملحمية.

مع ذلك، فإن واشنطن لا تحاول فقط التنصل من مسؤوليتها، ولكنها تسعى أيضا إلى تقويض دور منظمة الصحة العالمية الذي لا غنى عنه في تنسيق الجهود العالمية لمكافحة الجائحة.

وبالنسبة للبلدان التي لا تزال تكافح مع زيادة حالات كوفيد-19 والتي تعتمد بشكل كبير على التوجيهات والمعدات والخدمات المنقذة للحياة التي تقدمها منظمة الصحة العالمية، ولا سيما تلك الموجودة في قارة أفريقيا، يمثل تجميد التمويل بلا شك صدمة كبيرة لها.

وفي عصر يسوده الاعتماد المتبادل كهذا، فإن واشنطن في الواقع تطلق النار على قدميها من خلال إضعاف الحملة العالمية التي تشتد الحاجة إليها لصد الوباء.

وأخيرا وليس آخرا، يعطي تجميد التمويل مثالا جديدا على استعداد واشنطن دائما لإظهار التنمر باسم المصلحة الذاتية.

وفي السنوات الأخيرة، انغمست الإدارة الأمريكية الحالية في اتخاذ خطوات أحادية الجانب، مثل الانسحاب من اتفاقية باريس بشأن المناخ والاتفاق النووي الإيراني والخروج من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو).

وأدى نهج واشنطن "طريقي أو الطريق السريع" إلى تآكل أسس التعاون الدولي والنظام العالمي ما بعد الحرب العالمية الثانية المبني على روح التعددية.

وفي الوقت الحالي، بينما يعمل المهنيون الطبيون وصانعو السياسات والناس العاديون على مدار الساعة وعبر الحدود لإنقاذ الأرواح، لا يظهر قرار واشنطن المسيس للغاية أي احترام لتضحياتهم الضخمة ويجعل المعركة أكثر صعوبة.

وإذا استمرت واشنطن على تهورها، فإن مخططها لوضع "أمريكا أولا" لن يؤدي لنتيجة سوى عزلتها.

الصور

010020070790000000000000011101451389816051