مقالة خاصة: مشاهد ومظاهر رمضانية غائبة في الكويت بسبب فيروس كورونا

2020-04-23 19:49:42|arabic.news.cn
Video PlayerClose

الكويت 23 أبريل 2020 (شينخوا) لن يتمكن الكويتي إسلام بدوي، ككل عام من توزيع التمور والمياه في شوارع الكويت قبيل الإفطار في شهر رمضان المقبل بسبب فيروس كورونا المستجد المتفشي في العالم.

وسجلت الكويت حتى الأربعاء 13 حالة وفاة و2248 إصابة بفيروس كورونا المستجد، بحسب وزارة الصحة.

ومع تفشي فيروس كورونا المستجد في العالم، يستعد الكويتيون لاستقبال شهر رمضان، لكن على غير المعتاد، إذ فتحت سوق المباركية، أقدم سوق في الكويت، "بشكل جزئي" أمام الزبائن لشراء احتياجاتهم من بسطات الفواكه والخضراوات.

وبجانب إغلاق المساجد في دول العالم الإسلامي ضمن الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا، ستغيب مشاهد ومظاهر عدة اعتادها الكويتون في رمضان.

ففي شهر رمضان، يكثر فعل الخيرات ومساعدة الغير، ويعد التطوع نوعا من أشكال العمل الخيري، الذي يتسابق في فعله الكثير من أبناء الكويت.

وحرم فيروس كورونا المستجد، الكويتي إسلام بدوي، رئيس مجموعة (كونفوي) التطوعية من ممارسة عمله.

ويعرب بدوي، عن خيبة أمله من تعليق العمل التطوعي بسبب فيروس كورونا.

ويقول بدوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "في العام الماضي كنا نساعد الأسر المحتاجة إما من خلال التبرع بالمال أو الإمدادات الغذائية، ولكن في الوقت الحاضر أصبح من الصعب الحصول على التبرعات بسبب الوضع المالي الحالي للعديد من الجهات المانحة".

وخلال شهر رمضان، اعتادت مجموعة (كونفوي) التطوعية توزيع التمور والمياه في الشوارع قبل صلاة المغرب، لكن الخروج للتوزيع هذا العام سيكون مستحيلاً بسبب ساعات حظر التجول.

وقررت الحكومة الكويتية تمديد حظر التجول الجزئي المفروض في البلاد ثلاث ساعات إضافية لتكون من الساعة الرابعة عصراً إلى الثامنة صباحا (13:00 : 05:00 بتوقيت غرينتش) اعتبارا من أول شهر رمضان في إطار الإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس "كوفيد-19".

وعليه يرى بدوي أنه من المستحيل أن يتم توزيع التمر والمياه قبل أذان المغرب المتوقع سماعه في الساعة 6:19 مساءا، مشيرا إلى أن قبول الناس للطعام والشراب المجاني خاصة في هذه الفترة سيكون غير مقبول نظرا لتخوفهم من العدوى.

ومع قسوة فيروس كورونا على الجميع، لكنه سيكون أكثر قسوة على أولئك الذين يقاتلون في الخطوط الأمامية في رمضان.

ويقول محمد مسعود، البالغ من العمر (22 سنة)، وهو مسعف في أحد المستشفيات في الكويت، ل(شينخوا) إن ساعات العمل الرمضانية عادة أقل من المعتاد بحيث يعمل المسعف فترة يوم كامل ويرتاح لمدة ثلاثة أيام، لكن في الوقت الحالي سيسيطر فيروس كورونا على الحياة اليومية.

ويضيف مسعود أن رمضان عادة ما يشهد مظاهر حيوية بين محيطه، ولكن كورونا سيجبره على صيام رمضان مختلف هذه المرة، خال من أبرز هذه المظاهر الاجتماعية وأولها ابتعاده عن عائلته كإجراء احترازي خوفا من الإصابة.

ويوضح "لا يمكنني التواصل مع أصدقائي أو عائلتي بسبب حالات الإصابة بفيروس كورونا التي نستقبلها بشكل يومي. أنا دائما في الحجر المنزلي، ولا يمكنني أن أعيش أجواء رمضان مع عائلتي خاصة بعد خطة إجلاء المواطنين الكويتيين من الخارج".

ولم يكن فيروس كورونا أقل قسوة على أحمد عصام، الباحث القانوني البالغ من العمر (25 عاما)، إذ حرمته القرارات الحكومية من رؤية عائلته التي سافرت إلى مصر ولم تعد بسبب إغلاق المطارات.

ويقول عصام "هذا العام سوف أتناول وجبتي وحدي لأن عائلتي لا تستطيع العودة إلى الكويت بسبب المطار المغلق"، مضيفا أن إغلاق المساجد وإلغاء صلاة التراويح لمكافحة كورونا سيلغي نكهة رمضان الروحانية في النفوس.

كما لن يشهد رمضان أحد أبرز مظاهره، وهي تجمعات الإفطار بين العائلة والأصدقاء، بسبب القوانين الصارمة التي تفرض على الجميع البقاء في المنزل.

وتفتقد منى الأحمد، وهي ربة بيت تبلغ من العمر (41 عاما)، تقاليد رمضان هذا العام، من زينة متألقة وأضواء وفوانيس معلقة داخل البيوت والشوارع.

وتقول الأحمد ل(شينخوا) "الزينة الرمضانية ليست الشيء الوحيد الذي أفقد رمضان أجواءه، لكن أيضا نعاني من عدم وجود ملابس مناسبة لاستقبال رمضان بسبب إغلاق المحال التجارية".

وتضيف "أن أسعار السلع في متاجر "الأون لاين" زادت بشكل جنوني، حيث اعتدت شراء الفانوس الرمضاني بمبلغ دينار كويتي فقط أما الآن يباع الفانوس ذاته بمبلغ ستة دنانير كويتي" (الدينار يعادل نحو 3.2 دولار).

وتشير إلى أنه بسبب الوقت القصير قبل ساعات حظر التجول، هرع الناس لشراء السلع الرمضانية، مما أدى إلى إفراغ الرفوف في بعض الجمعيات والأسواق المركزية.

وعبرت منى عن حزنها بسبب حرمان أطفالها أيضا بهجة رمضان في القرقيعان، وهي (احتفالية شعبية في منتصف شهر رمضان يتجمع فيها الأطفال في مجموعات ويجولون بالأحياء وتوزع فيها الحلوى والمكسرات".

وتقول منى الأحمد "لن يتمكن أطفالي من الاستمتاع بالقرقيعان خلال زيارتهم لبيوت الجيران مرتدين أزيائهم الشعبية مبتهجين بما لديهم من حلوى مخبأة في أكياسهم القماشية. من المؤسف أن نرى رمضان في هذه الحال".

الصور

010020070790000000000000011101451390024881