تحقيق اخباري: اللبنانيون يستقبلون شهر رمضان في ظل أزمة مالية ومخاطر مرض "كوفيد-19"

2020-04-26 03:36:24|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بيروت 25 ابريل 2020 (شينخوا) يحمل شهر رمضان هذا العام طعما مختلفا تماما للبنانيين، فهو يأتي وسط أزمة مالية خانقة وأجواء تعبئة عامة وحجر منزلي لمواجهة مخاطر تفشي مرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وتبدو الشوارع ومحال المواد الغذائية في العاصمة بيروت التي كانت تكتظ غالبا بطوابير أرباب العائلات لشراء مستلزمات شهر رمضان، اليوم تشهد حركة خفيفة، في حين ان المساجد مغلقة لتقييد انتشار (كوفيد-19).

وقال الشيخ طارق مزهر امام مسجد أبي بكر في بيروت لوكالة أنباء ((شينخوا)) "من المحزن جداً رؤية المساجد فارغة خلال هذا الشهر".

وأضاف "اعتاد الناس على دعوة الأيتام إلى الإفطار في السنوات السابقة، وهي الدعوات التي لم نرها هذا العام بسبب التباعد الاجتماعي".

وأعلن مجلس الوزراء اللبناني الجمعة عن تمديد التعبئة العامة والطوارئ الصحية في البلاد لأسبوعين من 27 أبريل الجاري حتى 10 مايو المقبل ضمن التدابير الاحترازية لمواجهة تفشي مرض فيروس كورونا الجديد.

وكان مجلس الوزراء قرر في 15 مارس الماضي إعلان التعبئة العامة والطوارئ الصحية وحظر التجول الذاتي نهارا والالزامي ليلا حتى 29 منه ثم مددها إلى 12 أبريل ثم في تمديد ثالث إلى 26 أبريل.

كما أغلق مجلس الوزراء جميع المنافذ البحرية والبرية والجوية والمؤسسات العامة والمؤسسات التعليمية والشركات الخاصة والمحال التجارية باستثناء مؤسسات بيع المواد الغذائية والمخابز والصيدليات.

وجاءت الاجراءات الوقائية التي فرضتها الحكومة وسط ظروف اقتصادية صعبة يعانيها الناس والتي منعتهم من شراء احتياجات أساسية بسبب الزيادة الهائلة في الأسعار بعد هبوط سعر صرف الليرة اللبنانية إلى مستويات غير مسبوقة مقابل الدولار في بلد يستورد معظم احتياجاته.

ويشهد لبنان منذ فترة أزمة مالية واقتصادية ونقدية وتدهورا في الأوضاع المعيشية وسط فرض المصارف قيودا مشددة على سحب الودائع والتحويلات المالية تلتها تداعيات اجراءات مواجهة مرض (كوفيد-19) على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والصحية.

وقالت ربة المنزل أحلام إسماعيل لـ ((شينخوا)) إنها بالكاد اشترت نصف كمية المواد الغذائية التي كانت تشتريها خلال شهر رمضان في السنوات السابقة.

وأضافت "في الماضي كنت أتسوق من متجر المواد الغذائية كمية كبيرة من المنتجات لشهر رمضان لطهي مجموعة متنوعة من الأطباق لعائلتي، ولكن الآن وبسبب الزيادة في الأسعار وانخفاض قيمة راتبي الشرائية لأكثر من النصف فبالكاد أستطيع شراء بعض المواد".

وأشارت إلى أن "سعر كيلو الطماطم الواحد يبلغ اليوم 4 آلاف ليرة لبنانية مقابل ألف و500 ليرة في الماضي".

وذكرت إسماعيل إنها اشترت في اليوم الأول من رمضان 400 جرام من اللحم بدلا من ألف جرام مضيفة أنه "علي أن أكون حذرة حيث بالكاد أستطيع الصمود حتى نهاية الشهر براتبي الحالي".

ووفقا لمؤشر ثقة المستهلك الذي يعده "بنك بيبلوس" والجامعة الأمريكية في بيروت، تراجعت نتائج الربع الأول من عام 2020 إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2016 نظرا للزيادة الكبيرة في الأسعار وتقييد السحب النقدي من الودائع المصرفية.

وقال رئيس "جمعية حماية المستهلك" اللبنانية زهير برو لـ ((شينخوا)) إن مشتريات الناس من المواد الغذائية قد انخفضت بنسبة 60 في المائة منذ شهر، مشيرا الى أن أسعار الفواكه والخضراوات قد زادت بأكثر من الضعف.

ورغم اعلان وزارة الاقتصاد والتجارة أنها اتخذت إجراءات إضافية للحد من الانتهاكات بزيادة الأسعار خلال شهر رمضان، أصر برو على أن هذه الإجراءات ليست كافية.

ودعا برو إلى إيجاد حل جذري لمشكلة الدولار إضافة إلى منع احتكار استيراد المواد وخلق منافسة في السوق مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار.

وارتفع سعر صرف الدولار أمام الليرة اللبنانية في السوق الموازية إلى مستوى قياسي يوم الخميس الماضي وبلغ نحو 3700 ليرة لبنانية في حين لا يزال سعر الصرف الرسمي يقف عند 1507 ليرات وسط شح كبير في العملة الأمريكية.

وشهد عدة مناطق لبنانية مساء اليوم نفسه احتجاجات واعتصامات وقطعا للطرق احتجاجا على الغلاء وتفاقم الأزمات المعيشية والاجتماعية وتراجع سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار.

وبسبب النقص في احتياطي العملات الأجنبية، قررت الحكومة اللبنانية التوقف عن سداد سندات ديونها البالغة قرابة 90 مليار دولار كما قررت التفاوض مع حملة السندات والتوصل إلى صفقة من شأنها أن تمكن لبنان من إعادة هيكلة ديونه.

وكانت احتجاجات واسعة النطاق اندلعت في لبنان بدءا من 17 أكتوبر ثم توقفت جراء المخاوف من تفشي مرض فيروس كورونا بين المحتجين.

الصور

010020070790000000000000011100001390080441