مقالة خاصة: ترتدي قناع الوجه أم لا ترتديه لم تعد هي المسألة للكثير من الأوروبيين

2020-04-27 12:41:20|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بروكسل 26 أبريل 2020 (شينخوا) في تحوّلٍ لم يتخيله العديد من الأوروبيين، أصبح ارتداء قناع الوجه حاليا ظاهرة في شوارع المدن الأوروبية الكبيرة مثل بروكسل وميلانو وبراغ وباريس.

وبشكل مثير أيضا، تغير الموقف الرسمي للحكومات الأوروبية في أقل من شهرين. فهناك العديد من الحكومات، من جمهورية التشيك وسلوفاكيا والنمسا إلى ألمانيا وبلجيكا وفرنسا، أصبحت تطالب مواطنيها أو توصيهم بتغطية أفواههم وأنوفهم في الأماكن العامة.

المد يتغير. نظرا لأن الدول الأوروبية بدأت تخفف مؤخرا من الأمر المتعلق بالبقاء في المنازل، من المتوقع أن تلعب أقنعة الوجه دورا أكبر في فترة ما بعد الإغلاق، ما يساعد على تقليل انتقال فيروس كوفيد-19 من حاملين له ولكن لا يحملون أعراضه، أي ليسوا مرضى ولكن يمكنهم مع ذلك نشر الفيروس.

سوف يستمر فيروس كوفيد-19، الذي تسبب في إصابة أكثر من 1.2 مليون شخص وفي وفاة ما يقرب من 120 ألفا في أوروبا حتى يوم الأحد، باقيا مع البشر لفترة طويلة، نظرا لعدم وجود لقاح ودواء فعال.

التغيير يبدأ

في دول شرق آسيا مثل الصين وكوريا الجنوبية وتايلاند وفيتنام، تم قبول ارتداء أقنعة الوجه في الأماكن العامة على نطاق واسع للمساعدة في الحد من انتشار فيروس كورونا الجديد.

ولكن في معظم أنحاء أوروبا، غالبا ما كان الأشخاص الذين يرتدون أقنعة الوجه يقابلون بنظرات غريبة خلال الأيام الأولى لجائحة كوفيد-19. وفي بعض الحالات المقلقة التي تم الإبلاغ عنها في المدن الأوروبية، تعرض الآسيويون الذين يرتدون أقنعة الوجه، للاعتداء والتحرش العنصريين.

في ذلك الوقت، كان الموقف الرسمي للحكومات الأوروبية واضحا أيضا، وهو فقط الأشخاص المصابون بالفعل، ومقدمو الرعاية أو العاملون في مجال الصحة، بحاجة لارتداء أقنعة الوجه، بينما لا داعي ولا فائدة لارتدائها من قبل عامة الناس.

ولكن هذا تغير هذا بشكل كبير مع تطور وتزايد جائحة كوفيد-19 في أوروبا، إلى جانب زيادة المعرفة العلمية المحيطة بالمرض.

كانت جمهورية التشيك أول دولة أوروبية تفرض على مواطنيها ارتداء قناع في الأماكن العامة، وقالت إن الأقنعة قد ساعدت في كبح عدوى الفيروس. في 18 مارس المنصرم، أصبح ارتداء القناع إلزاميا في البلاد، وأوصى رئيس وزرائها أندريه بابيس بهذه الممارسة لقادة أوروبا والولايات المتحدة.

في 19 مارس، دعا بابيس في رسالة على تويتر، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تبني هذا الإجراء للحد من انتشار الفيروس. وكتب رئيس الوزراء "ارتداء قناع بسيط من القماش يقلل من انتشار الفيروس بنسبة 80%! لقد جعلت جمهورية التشيك لزاما على مواطنيها ارتداء قناع في الأماكن العامة".

وعلى تويتر أيضا، قال بابيس إنه أرسل مقاطع فيديو لحث معظم الرؤساء ورؤساء الوزراء في أوروبا، على أن يحذو حذوهم في جمهورية التشيك.

حتى يوم الأحد، أبلغت هذه الدولة الواقعة في وسط أوروبا، والتي يبلغ عدد سكانها 10.6 مليون نسمة، عن 7387 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، و220 حالة وفاة بسبب كوفيد-19، مقارنة بـ197675 حالة إصابة و26644 حالة وفاة في إيطاليا و226629 حالة إصابة و23190 حالة وفاة في إسبانيا.

وبعد جمهورية التشيك، جعلت سلوفاكيا المجاورة أيضا ارتداء القناع إلزاميا. وفي 30 مارس، طلبت النمسا من المتسوقين ارتداء أقنعة في محلات السوبر ماركت، ثم قال المستشار سيباستيان كورتز "أنا على دراية تامة بأن الأقنعة شيء غريب على ثقافتنا ... ستكون مرحلة تعليمية".

ارتداء الأقنعة يحظى بالقبول

في يوم الجمعة (24 أبريل)، أصبحت بلجيكا أحدث دولة أوروبية تعلن عن أن ارتداء قناع الوجه أمر إلزامي، كجزء من استراتيجية خروج من ثلاث مراحل لرفع الإغلاق على مستوى البلاد تدريجيا.

وصرحت رئيسة الوزراء البلجيكية صوفي ويلمز بأن المرحلة الأولى من إلغاء قيود البقاء بالمنازل (المرحلة الأولى A ) ستبدأ في 4 مايو المقبل، وأن أحد الإجراءات الأولى يتطلب من جميع البلجيكيين الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما أو أكثر، ارتداء أقنعة في وسائل النقل العام.

وقالت إن الحكومة البلجيكية ستوفر قناع وجه مجاني واحد على الأقل لكل مواطن. وستصبح أقنعة الوجه إلزامية أيضا للمعلمين والطلاب الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما أو أكثر، بعد استئناف الدراسة في المرحلة الثانية، التي من المقرر أن تبدأ في 18 مايو.

وحتى يوم الأحد، كان في هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 11.5 مليون نسمة، 46134 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، و7094 حالة وفاة، مع "معدل وفيات" بنسبة 15.4%، وهي واحدة من أعلى المعدلات في أوروبا.

وقبل بلجيكا، جعلت ألمانيا في 22 أبريل، ارتداء قناع الوجه أمرا واجبا في وسائل النقل العام، بعد أن أصبحت ولاية بريمن آخر ولاية فيدرالية ألمانية تطلب من الناس ارتداء أقنعة الوجه.

قال رئيس وزراء شمال الراين- وستفاليا، أرمين لاشيت، "إن العودة إلى وضع طبيعي مسؤول لا تزال مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحماية الصحية المستمرة. نحن بحاجة إلى لوائح مماثلة قدر الإمكان في جميع الولايات الألمانية".

في فرنسا، لم تجعل الحكومة حتى الآن، ارتداء الأقنعة إلزاميا، ولكن الجماعات القوية، مثل الأكاديمية الوطنية للطب، قد أوصت بها.

وقالت الأكاديمية الوطنية للطب في بيان يوم 22 أبريل "من أجل الحد من خطر انتقال الفيروس مباشرة بواسطة قطرات الرذاذ (المتطايرة من أفواه المصابين) ... فإن ارتداء قناع يصد مثل هذا الرذاذ، ويغطي الأنف والفم، أمر ضروري.

وتتطلع فرنسا، التي أبلغت عن 124575 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، و22856 حالة وفاة بسببه، حتى الأحد، تتطلع إلى تخفيف قيود الإغلاق على الصعيد الوطني في 11 مايو المقبل، ومن المتوقع أن تلعب أقنعة الوجه دورا كبيرا في ذلك.

قال رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، الذي سيكشف للبرلمان في 28 أبريل الجاري، عن خطة الحكومة للخروج من حالة الإغلاق، إن ارتداء قناع للوجه سيكون "على الأرجح" إلزاميا في وسائل النقل العام.

الصور

010020070790000000000000011100001390116131