تقرير إخباري: من "ابقى في المنزل" إلى "ابقى آمنا"..أوروبا تخوض معركة على جبهتين لإنقاذ الأرواح وسبل العيش

2020-04-29 11:04:00|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بروكسل / برلين 28 أبريل 2020 (شينخوا) على الرغم من حقيقة أن لوحة القياس لمنظمة الصحة العالمية تقول إن المنطقة الأوروبية تستأثر بأكثر من نصف حالات الوفاة بسبب كوفيد-19، والتي تجاوزت 200 ألف في العالم، إلا أن العديد من الدول الأوروبية مجبرة على خوض معركة على جبهتين لإنقاذ الحياة وسبل العيش وسط مشاكل اقتصادية تتزايد عمقا.

--من "ابقى في المنزل" إلى "ابقى آمنا"

وحدد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يوم الثلاثاء خطة حكومته للانتقال التدريجي إلى الوضع الطبيعي بعد رفع الإغلاق على الصعيد الوطني بدءا من 4 مايو.

وخلال خطاب متلفز إلى الأمة، قال رئيس الوزراء للمواطنين إن شعار البلاد الجديد بعد 4 مايو سيكون "ابقى آمنا" بدلا من " ابقى في المنزل"، داعيا إلى العودة بحذر قائلا:" نعود، لكن نبقى حذرين. وقبل كل شيء نبقى آمنين".

ويعكس تغيير الشعار في اليونان جزئيا تعديل الإستراتيجية في جميع أنحاء أوروبا، حيث يتوقع أن يحدث خروجا واسعا من الإغلاق في القارة في مايو المقبل، يبدأ بالنمسا في أول مايو، والبرتغال في 2 مايو، وإسبانيا وإيطاليا بدءا من 4 مايو، وفرنسا من 11 مايو.

وبدأت إيطاليا بقطاعات التصنيع والبناء والبيع بالجملة، تليها قطاعات التجزئة والمتاحف وصالات العرض والمكتبات في 18 مايو والحانات والمطاعم ومحلات تصفيف الشعر وصالونات التجميل في أول يونيو.

ويأتي التخفيف في فرنسا بعد توقف الأنشطة الاقتصادية في البلاد لمدة 6 أسابيع بسبب الإغلاق.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب يوم الثلاثاء لدى تقديم خطة رفع الحجر إلى الجمعية الوطنية أن "التوقف المطول لاقتصادنا، والاضطراب المستمر في تعليم عدد كبير من الأطفال والمراهقين، وتعطل الجمهور والاستثمارات الخاصة، وإغلاق الحدود، والقيود الشديدة على الحركة ...لن يتسبب بازعاج الحبس المؤلم للبلاد فحسب، لكن في الواقع وللأسوأ يعرض البلاد لخطر الانهيار".

وأضاف "حان الوقت لنقول للفرنسيين كيف يمكن استئناف حياتنا".

-- مشاكل اقتصادية

وجاءت معركة إنقاذ الأرواح من الفيروس على حساب معيشة الكثيرين من الناس. وانخفض الناتج الاقتصادي في ألمانيا، المحرك الاقتصادي الرئيسي في أوروبا، بنسبة 16 بالمئة بسبب الإغلاق، وفقا لمسح أجراه معهد (إيفو) يوم الثلاثاء.

ومن المرجح أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا بنسبة 1.9 بالمئة في الربع الأول قبل أن ينخفض بنسبة 12.2 بالمئة في الربع الثاني، وفقا للمعهد.

وفي عام 2020، من المتوقع أن ينكمش الناتج الاقتصادي المعدل لآثار التقويم في ألمانيا بنسبة 6.6 بالمئة، وفقا لمسح تضمن حوالي 8800 شركة ألمانية. وقال تيمو ولميرشاوسر، رئيس التوقعات في (إيفو)، "لن نعود إلى ظروف ما قبل فيروس كورونا حتى نهاية عام 2021".

وبينما يقيد الإغلاق حركة الناس في المنزل، فإنه يجوع الشركات أيضا. وسجلت أكثر من 2.2 مليون شركة صغيرة ومتوسطة الحجم في ألمانيا خسائر في المبيعات في مارس بسبب أزمة الفيروس، وفقا لما لمسح نشره بنك التنمية الألماني يوم الثلاثاء.

ووفقا للمسح الذي أجري على حوالي 3400 شركة، خسرت الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في ألمانيا حوالي 75 مليار يورو (81 مليار دولار أمريكي) أو 2 بالمئة من مبيعاتها السنوية في مارس. وسجلت أكثر من نصف جميع الشركات الألمانية خسائر في المبيعات، وخسرت الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم الألمانية 53 بالمئة في المتوسط من عائداتها المتوقعة في مارس.

وإلى جانب الركود التجاري يأتي الدمار في سوق العمل. وأعلن مؤشر مكتب العمل الألماني التابع للمعهد الألماني لبحوث التوظيف تراجعا بـ 6.8 نقطة في أبريل مقارنة بالشهر السابق. وبالنسبة للأشهر الثلاثة المقبلة انخفض المؤشر مسجلا 93.5 نقطة، أي أدنى قيمة في تاريخه، يوم الثلاثاء.

وقال معهد الأبحاث بوكالة التوظيف الألمانية الاتحادية إن هذا "التراجع غير مسبوق".

ويمكن الإحساس بالآثار المدمرة في جميع أنحاء أوروبا. وكشفت البيانات الصادرة عن وزارة العمل والحماية الاجتماعية يوم الاثنين أن جائحة كوفيد-19 قد أوقف حوالي ربع القوى العاملة الرومانية في القطاع الخاص.

وتوقع ريكسبنك، البنك المركزي السويدي، يوم الثلاثاء أن يتقلص الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة تصل إلى 9.7 بالمئة هذا العام بسبب الجائحة.

ووسط المشاكل الاقتصادية في أنحاء القارة، يخرج الأوروبيون بحذر من منازلهم ويعودون إلى العمل. وتمثل كلمات رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز"استعادة الحياة اليومية دون المخاطرة بصحة الناس"، الاستراتيجية في حرب أوروبا على تلك الجبهتين.

الصور

010020070790000000000000011100001390174511