مقالة خاصة: المنشآت السياحية تعود للعمل في غزة وسط تدابير احترازية لمنع تفشي "كوفيد-19"

2020-04-29 20:26:38|arabic.news.cn
Video PlayerClose

غزة 29 ابريل 2020 (شينخوا) حظيت عائلات في قطاع غزة بفرصة تناول وجبة إفطار رمضاني داخل المطاعم التي تم إعادة افتتاحها قبل يومين بعد خمسة أسابيع من الإغلاق ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة خطر تفشي مرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وأبدت سهاد حميد في بداية الثلاثينات من عمرها، سعادتها بتواجدها مع زوجها وطفليهما داخل أحد المطاعم وسط مدينة غزة لتناول وجبة الإفطار بعد فترة طويلة من الالتزام بالحجر المنزلي مع التزامهم بارتداء كمامات الوجه ومراعاة قواعد التباعد الاجتماعي.

وقالت حميد لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنهم استغلوا قرار الإعلان عن عودة عمل المطاعم لارتياد أحدها للتخلص من حالة الملل الشديدة التي رافقت بقاءهم في المنزل طوال الأسابيع الماضية رغم استمرار القلق من خطر مرض فيروس كورونا.

أما زوجها طارق فاعتبر أن بدء عودة الحياة إلى طبيعتها قبل أزمة المرض "مؤشر إيجابي ويثير البهجة لدينا"، مع إشارته إلى ضرورة استمرار العمل بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي.

من جهته، قال بشير خضر في الخمسينات من عمره لـ ((شينخوا))، إنه بادر لدعوة أبنائه وزوجاتهم للإفطار في المطعم لتعويض شبه انقطاعهم عن زيارة بعضهم البعض خلال الفترة الأخيرة وللاحتفال معا بحلول شهر رمضان.

وعاد العمال في المنشآت السياحية في غزة إلى كسب رزقهم في أعقاب خسائر لحقت بهم وبمشغليهم دفعتهم للضغط على السلطات الحكومية التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتمكينهم من العودة إلى العمل مجددا.

وقال هيثم سعد (25 عاما) الذي يعمل نادلا لـ ((شينخوا))، إن عمال المنشآت السياحية يعتمدون على رواتبهم اليومية لتحصيل المال وتوفير احتياجات عوائلهم وعودتهم للعمل سيخفف من ضائقتهم الاقتصادية وظروفهم الصعبة.

وأشار سعد إلى أنهم يحاولون التأقلم مع ظروف العمل الجديدة التي فرضتها أزمة مرض فيروس كورونا بما في ذلك وسائل الوقاية والإجراءات الاحترازية وتوجيه الزبائن للالتزام كذلك من أجل السلامة العامة.

وبحسب رئيس الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق والخدمات السياحية في غزة صلاح أبو حصيرة فإن قرار عودة عمل المطاعم حمل نتيجة إيجابية لاسيما تمكين نحو ثلاثة آلاف عامل على الأقل من العودة لعملهم من أصل خمسة آلاف تعطلوا بفعل تدابير أزمة مرض كورونا.

وذكر أبو حصيرة لـ ((شينخوا))، أن من شأن القرار إنقاذ القطاع السياحي الذي يشمل 265 منشأة، وشلت أعماله كليا في غزة إثر أزمة مرض كورونا.

وأوضح أن قرار عودة عمل المطاعم تم تقييده بمراعاة الإجراءات الوقائية المتخذة لمكافحة مرض كورونا، ومنها تباعد المقاعد بمسافة 1.5 متر ومنع الاكتظاظ، وارتداء العاملين الملابس الواقية، والتقليل من فترة تواجد الزبائن، فضلا عن الالتزام باستخدام المعقمات المعتمدة.

وأعلنت وزارة الداخلية في غزة أنه تم توقيع تعهدات مكتوبة من أصحاب المنشآت السياحية بالالتزام بإجراءات الوقاية، وأنها ستتخذ إجراءات بحق كل من يخالف ذلك، بما في ذلك إغلاق المنشآت المخالفة.

في المقابل، فإن معادلة إعادة تشغيل مرافق بعينها للتغلب على آثار اقتصادية صعبة قابلته مطالب بضرورة عدم التسرع خشية من مخاطر تفشي مرض فيروس كورونا.

وأشار رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا إلى أن صدور قرار السماح بعودة عمل المطاعم والكافتيريات سبقه بيوم واحد تحذير السلطات الحكومية من أن القطاع لا يزال يواجه خطر تفشي المرض.

وأكد الشوا لـ ((شينخوا))، أن مسألة العودة للحياة الطبيعية وتمكين المنشآت الاقتصادية من العودة للعمل بشكل طبيعي يجب أن تؤخذ بحذر شديد حتى لو كانت ضمن شروط وقيود بالنظر الى الوضع الصحي الصعب في قطاع غزة.

ولوحظ مع عودة عمل المطاعم والكافيتيريات استمرار حظر تقديم الأراجيل والاقتصار على تقديم وجبات الطعام والمشروبات وهو ما انعكس على ضعف إقبال الزبائن بفعل المحاذير المتخذة.

ويؤكد مراقبون أن تحقيق توازن متطلبات الحياة المعيشية والحرص على الصحة العامة يعد تحديا ليس سهلا في قطاع غزة الذي يعاني انهيارا اقتصاديا وهشاشة في المنظومة الصحية قبل أزمة مرض فيروس كورونا.

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ عام 2007 عقب سيطرة حركة حماس عليه بالقوة بعد جولات من الاقتتال الداخلي مع الأجهزة الأمنية الموالية للسلطة الفلسطينية.

واشتكى المسؤولون في غزة دائماً من أن عواقب الحصار الإسرائيلي كارثية وزادت من معدلات الفقر والبطالة، واتهموا إسرائيل بحظر شحن المعدات والأجهزة الطبية إلى القطاع.

وسجل القطاع 17 حالة إصابة بمرض فيروس كورونا حتى الآن منذ تفشيه في الأراضي الفلسطينية في الخامس من مارس الماضي، فيما أعلنت وزارة الصحة عن تعافي 10 منهم.

وإلى جانب السماح بعودة عمل المطاعم والكافتيريات، تم إعادة دوام الموظفين الحكوميين بشكل كامل في كافة الوزارات، لكن مسؤولين يؤكدون أن ذلك لا يعني مغادرة بيئة الخطر حال إهمال التدابير الوقائية.

وقال رئيس اللجنة الحكومية التي تديرها حركة حماس في غزة محمد عوض خلال مؤتمر صحفي قبل يومين، ان استمرار حالة "التراخي الخادعة" من السكان ستضطر الجهات الحكومية لتشديد الإجراءات المتخذة.

وشدد عوض على أن "العودة إلى حياة شبه طبيعية لما قبل أزمة مرض فيروس كورونا تتطلب استمرار المواطنين بالبقاء في المنازل والخروج للضرورة فقط مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي وإجراءات الوقاية من خطر تفشي المرض".

الصور

010020070790000000000000011100001390185801