تحقيق إخباري: عماني يتغلب على ظروف الحجر المنزلي بالرسم على الأحجار ومداعبة العصافير

2020-04-30 11:33:33|arabic.news.cn
Video PlayerClose

مسقط 29 أبريل 2020 (شينخوا) منذ أن قررت الحكومة العمانية تعليق الكثير من الأنشطة التجارية والاقتصادية والدراسة وغيرها وتقليص الخروج إلا للضرورة القصوى وذلك للحد من انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، تغير نمط حياة الكثير من الناس ومنهم من أصابه نوع من القلق حول كيفية التكيف مع الواقع الجديد.

ولكن هناك من بدأ ينظر إلى هذا الواقع على أنه فرصة وأن الإنسان هو من يحدد وقع الأحداث عليه، كما أنه من يستطيع أن يوجد المنحة من بطن المحنة.

فمع تطبيق العزل في سلطنة عمان، توجه المواطن العماني عبد الناصر الصايغ إلى الاستفادة من أوقات هذا العزل من خلال ممارسة قدراته وطاقاته ومواهبه المتعددة، وتعليمها للآخرين من متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي بل وإرسالها للمجموعات الأخرى على واتس أب بنفسه.

وقام الصايغ كفنان تشكيلي بمتابعة هوايته الفنية بإبداع لوحات، وبتعليم متابعيه طرق رسم اللوحات الفنية عن طريق التكوينات الحروفية والخط العربي والرسومات الكاريكاتيرية، وكان يتابع مع متابعيه خطوة بخطوة ويشرح لهم بالصوت والصورة في مقاطع فيديو ما يقوم به مع تدعيم بعضها بالعديد من الحكم التي تحض على القيم والجد والاجتهاد والمثابرة والتفاؤل.

كما قام الصايغ لاحقا بعمل عدة مقاطع فيديو أخرى لتعليم الرسم على الأحجار وذلك من خلال جمع تلك النوعية من الأحجار التي قد يرى البعض أنها ليست مفيدة وينظفها ويقوم بالرسم عليها بعدة ألوان متداخلة فيجعل منها أشكالا جميلة فتكون جزءا من ديكور المنزل.

ويتميز الصايغ بأنه يجمع بين العديد من المواهب والقدرات المختلفة، فهو مدرب ومحاضر في الموارد البشرية، وخبير في التخطيط الإستراتيجي وتقييم الأداء المؤسسي، وباحث في التراث والتاريخ الإسلامي، وفنان تشكيلي بارز حيث أقام العديد من المعارض الشخصية والجماعية داخل السلطنة وخارجها.

وبعد قرابة ستة أسابيع من البقاء في البيت مع أسرته، استعرض الفنان العماني العديد من الأعمال الفنية التي تنوعت ما بين لوحات ورسومات كاريكاتيرية وأشكال استخدم فيها بعض الأحجار.

ويضرب الصايغ الأمثال للآخرين من متابعيه على وسائل التواصل في كيفية التنويع في قضاء الوقت بالبيت بحيث يكون البقاء في الحجر المنزلي مع الأسرة وقتا للمتعة وليس وقتا للضيق ومن ذلك قيامه شخصيا باللعب مع العصافير وببغائه المفضل واللعب مع الأولاد ليكون نماذج وصورا للآخرين في التنويع في قضاء الأوقات في منازلهم.

وقال الصايغ في مقابلة خاصة مع ((شينخوا)) "إنني أرى وكأن الجائحة درسا للكثير من الناس فالأشياء التي كانوا ربما قد ملوا منها مثل الموظف في عمله، أو الطالب في مدرسته، أو حتى من ملوا الزحام في الشوارع، ها هم قد بدأوا في الاشتياق لها وبدأوا يشعرون بأنها نعمة، وأن هذه الأشياء التي قد لا نحبها في كثير من الأحيان قد تكون هي السبب في لذة هذه الحياة".

وأردف قائلا "أيضا أرى أن هذه الفترة - أي البقاء في المنزل بسبب الحجر- فرصة جميلة لأن نربي أنفسنا على كل الأحوال وأن نستشعر النعم التي أعطاها لنا الله وأن نرضى ونعيش الحالة كما عاشها الملايين فلسنا وحدنا في العالم .."

وأشار إلى أنه مع بداية الحجر كان التفكير في كيف يمكن أن نقضي هذه الأيام وكيف ستمر ولكن الآن يبدو أننا تكيفنا مع هذه الظروف، وربما يصعب على البعض العودة إلى الحياة الطبيعية بعد رفع الحظر بسهولة. وقال إن التاريخ الذي سيظل عالقا في ذهنه هو تاريخ أمس 28 أبريل حيث قررت الحكومة إعادة افتتاح الكثير من الأنشطة التي كانت قد أغلقتها مما يعني أن الأمر قد أوشك على رفع الحظر تماما قريبا.

وقال "الشيء الذي أتشوق له كثيرا هو أن تعود الحياة إلى طبيعتها وأن أخرج مع أسرتي إلى المجمعات التجارية أو بعض المطاعم لقضاء بعض الأوقات، علاوة على عودة ممارسة حياتنا الطبيعية".

الصور

010020070790000000000000011100001390206321