تعليق: تكثيف الولايات المتحدة لعملية الترحيل وسط كوفيد-19 يضيف مزيدا من الخطر على الصحة العامة العالمية

2020-04-30 16:30:02|arabic.news.cn
Video PlayerClose

مكسيكو سيتي 29 إبريل 2020 (شينخوا) باسم حماية المواطنين الأمريكيين من كوفيد-19، كثفت واشنطن مؤخرا عملية ترحيل المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك ودول أمريكا الوسطى.

يبدو أن صناعي السياسات في الولايات المتحدة لم يولوا أي اعتبار إلى أن مثل هذه التحركات في وقت تتفشي فيه جائحة قد يربك أنظمة الصحة العالمية الضعيفة في البلدان المستقبلة، وبالتالي تشكل خطرا جسيما على الاستجابة العالمية لمكافحة الجائحة.

فقد ذكرت وزارة الصحة الغواتيمالية أن ما لا يقل عن 100 مهاجر تم ترحيلهم من الولايات المتحدة منذ أواخر مارس قد ثبتت إصابتهم بكوفيد-19. كما أبلغت المكسيك وهايتي عن إصابات بكوفيد-19 بين المهاجرين الذين تم ترحيلهم من الولايات المتحدة.

وخوفا من تزايد حالات الإصابة الواردة، علقت غواتيمالا رحلات الترحيل المنتظمة من الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر. وقال الرئيس أليخاندرو جياماتي إن الرحلات ستبقى معلقة حتى تضمن الولايات المتحدة خلو المرحلين من فيروس كورونا الجديد.

ورفضت الولايات المتحدة مخاوف هذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى، وهددت باتخاذ إجراءات انتقامية، بما فيها رفض منح التأشيرات، وفرض تعريفات جمركية، وخفض المساعدات الاقتصادية، وهذا يزيد بدوره من وطأة الجائحة.

وبعدما ظلت لفترة طويلة تنظر لأمريكا اللاتينية باعتبارها ساحتها الخلفية، أظهرت الولايات المتحدة قدرا ضئيلا من المسؤولية تجاه جيرانها الأصغر الذين يواجهون كوفيد-19.

وقد أدى التباطؤ في إجراء اختبار الكشف عن الفيروس أو في إجراء العزل المناسب قبل إعادة المهاجرين جوا إلى أوطانهم إلى تعريض أسر الآلاف من المهاجرين وغيرهم لخطر شديد.

ويساهم المهاجرون، سواء من دول أمريكا الوسطى أو من أي مكان آخر، بشكل كبير في نمو الولايات المتحدة، ولكن العديد منهم يشغلون وظائف منخفضة على السلم الاجتماعي والاقتصادي مع قضائهم ساعات عمل طويلة وتقاضيهم لرواتب منخفضة. ويسمح وضعهم الضعيف بسهولة استغلالهم من قبل الساسة، وخاصة خلال عام الانتخابات.

وفي تنفيذها لسياسة ترحيل قاسية كهذه، تهدف إدارة ترامب إلى كسب الناخبين من خلال إظهار الأهمية التي تعلقها على مخاوف الصحة العامة.

إن تصدير مخاطر العدوى عن طريق الترحيل يضعف جهود أمريكا اللاتينية للسيطرة على الفيروس. وإذا ما تغلب فيروس كورونا الجديد على بلدان أمريكا الوسطى ضعيفة الموارد مثل غواتيمالا، فسيكون ذلك بمثابة ضربة كبيرة للمكافحة العالمية للجائحة وتعطيل للنصر الكامل، ما يلحق الضرر بالجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وبموجب مبدأ "أمريكا أولا" الأناني، الذي يشكل محور السياسة الخارجية للولايات المتحدة، عزلت إدارة ترامب نفسها عن العالم، في وقت باتت فيه الجهود المنسقة أكثر أهمية من أي وقت مضى في مكافحة كوفيد-19، العدو المشترك للبشرية جمعاء.

الصور

010020070790000000000000011101451390212431