مقالة خاصة: بنك هبوعليم الإسرائيلي يطلق خدمة البنوك المتنقلة في ظل القيود المفروضة بسبب مرض فيروس كورونا

القدس 30 إبريل 2020 (شينخوا) أطلق بنك هبوعليم الإسرائيلي في مدينة تل أبيب الساحلية ثلاث سيارات متنقلة تعمل كمكاتب صغيرة لتقديم الخدمات البنكية للمواطنين الإسرائيليين، وسط قيود الحظر المفروضة على البلاد بسبب مرض كورونا المستجد (كوفيد - 19).

وتعد الخدمات المصرفية من بين أهم الخدمات الحيوية للأشخاص أثناء عملية فرض الإغلاق، حيث أغلقت معظم البنوك أبوابها خلال الأزمة، مع بقاء عدد قليل من البنوك يعمل تحت إجراءات وقائية صارمة.

ويعتبر كبار السن من أكثر السكان الذين يواجهون صعوبات في الوصول إلى مكاتب البنوك لإجراء معاملاتهم خلال الأيام العادية، في حين أصبحت هذه الفئة تعاني أكثر بكثير خلال الشهرين الماضيين بفعل تفشي مرض كورونا في البلاد.

بينما اعتادت الفئات الأصغر سنا في إسرائيل من إدارة حساباتها المصرفية عبر الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر، في حين لا يزال كبار السن بحاجة إلى مساعدة موظفي البنوك في إدارة حساباتهم والقيام بمعاملاتهم البنكية.

وهذا السبب دفع بنك هبوعليم وهو أكبر بنوك إسرائيل أن يقوم بمبادرة الفرع المحمول في عام 2017، حيث قام بتجهيز الشاحنة الأولى بأجهزة خاصة للعمل كمكتب متنقل.

وتحتوي الشاحنات على كاميرات أمنية وحراس لديهم القدرة على تقديم الخدمات للسكان خاصة في المناطق النائية داخل إسرائيل.

ويحتوي كل مكتب من مكاتب البنك على عدد قليل من العمال الذين بحوزتهم جميع الأنظمة البنكية التي تكون في المكاتب العادية، مثل أجهزة الصراف الآلي المثبتة على عربات متاحة للمستهلكين من جميع البنوك.

وقال دودي اتشاكي، مدير فرع المكتب المتنقل في بنك هبوعليم في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أن البنك لديه ثلاثة مكاتب متنقلة تقدم الخدمات البنكية في جميع أنحاء البلاد.

وأضاف " خلال أزمة الفيروس التاجي، أضفنا فرعين إضافيين للطوارئ، وقمنا بإنشائهما للعمل في غضون 48 ساعة".

وأوضح اتشاكي أن المكاتب المتنقلة تقدم الخدمات الخاصة للمسنين والسكان الذين يقطنون في أماكن بعيدة ولا يستطيعون القيام بالخدمات المصرفية.

وأثر الإغلاق المفروض على البلاد بسبب مرض الكورونا بشكل كبير على عملاء البنوك من كبار السن بسبب بقائهم في منازلهم معظم الوقت، أو في دور الرعاية التي تعمل وفق متطلبات صحية صارمة.

وقالت مارجاليت مولاد، من سكان دار المسنين مشعان في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "إن البنك المتنقل يأتي كل أسبوع إلى دار رعاية المسنين"، ووصفت هذه الخطوة "بالمفيدة".

وأضافت مولاد أن بعض السكان لا يمكنهم الذهاب إلى المدينة لأنهم مرضى، وهناك بعض الأشخاص الذين لا يمكن السماح لهم بالذهاب إلى الأماكن المزدحمة كالبنوك بسبب المخاطر الصحية.

ويؤثر الإغلاق على المسنين بصورة كبيرة بسبب العناية الإضافية التي توليها لهم الدولة والمؤسسات والمجتمع، مما يجعل حياتهم أكثر صعوبة وتعقيدا من المعتاد.

ويعاني كبار السن في إسرائيل من الشعور بالوحدة والاكتئاب أكثر من المعتاد بسبب الإغلاق والاحتياطات الصحية الصارمة، والتي تتركهم دون اتصال مع أفراد أسرهم أو أصدقائهم.

وقالت مولاد "بطريقة ما، فأن البنوك المتنقلة تملأ الفراغ بالاتصال البشري قليلا لدى المسنين"، موضحة أنه "من السهل التحدث إلى الناس بدلا من أجهزة الكمبيوتر".

وتتحرك البنوك المتنقلة إلى الأماكن التي يطلب فيها ذلك، ويمكن لأي مجموعة من الأشخاص أو المؤسسات الاتصال بالبنك وطلب وصول البنوك المتنقلة الصغيرة إلى مواقعهم.

وعندما تصل الشاحنة إلى المكان المطلوب، يقوم عمال البنوك بتعقيم جميع معداتهم، وفتح مكتب ميداني بما في ذلك الطاولات والكراسي، ويتم فحص درجة حرارة جسم العملاء من قبل رجال أمن البنك، ويتم الحفاظ على مسافة آمنة بشكل دقيق.

ويرتدي موظفو البنك معدات الحماية التي تشمل الأقنعة والقفازات، إضافة إلى ذلك، يتم اتخاذ تدابير إضافية كوضع مناديل كحول مطهرة وأقسام زجاجية على الطاولات.

ومن جانبها، قالت كارين ماير، رئيسة مركز النمو المالي في بنك هبوعليم لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه من المثير رؤية السعادة على وجوه كبار السن عندما يشاهدون سيارة البنك المتنقل قادما إليهم.

وأضافت "نأتي عادة إلى مراكز كبار السن أو دور رعاية المسنين لأننا نركز بشكل كبير على العملاء الذين يواجهون صعوبة في استخدام تطبيقات البنوك عبر الانترنت أو الوصول إلى المكاتب بأنفسهم".

وأنشأ البنك خط هاتف مميز لكبار السن، حيث يتخطون القائمة الصوتية التلقائية، ويمكنهم من الوصول السهل والسريع إلى موظفي البنوك.

وزادت أزمة مرض كورونا من توجه البنوك نحو الخدمات الرقمية عبر الانترنت بدلا من الفروع الثابتة والتي هي أكثر تكلفة بكثير .

وقالت ماير "نحن نتحرك الآن بشكل أسرع إلى حيث أردنا أن نكون"، مشددة على "أننا أسرع ونكيف أنفسنا مع احتياجات العملاء، ونستمع إليهم ونصبح أكثر إبداعا في حلولنا".