تقرير إخباري: ترامب يتعرض لانتقادات لاذعة بسبب تغريدة "عنصرية"

واشنطن 12 مايو 2020 (شينخوا) تعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات لاذعة بسبب تغريدة ضد الصين اعتبرها الكثيرون "عنصرية" وتهدف إلى "إبعاد اللوم" عن تقصيره في مواجهة الجائحة.

وزعم ترامب في تغريدته يوم الثلاثاء إن الأمريكيين الآسيويين غاضبون "مما فعلته الصين" في هذه الجائحة.

وقالت عضو الكونغرس الأمريكي غريس منغ من نيويورك إن الأمريكيين الآسيويين في الحقيقة "غاضبون للغاية" من ترامب.

وكتبت منغ في تغريدة ردا عليه " أنت تستخدم العنصرية لإخفاء افتقارك للاستجابة والمسؤولية. لقد فُقدت أرواح أمريكية من جميع الخلفيات. وأدت كلماتك إلى زيادة التمييز ضد الأمريكيين الآسيويين، والذي سيدوم لفترة أطول من فيروس كورونا الجديد".

وقال أندرو يانغ، المنافس الرئاسي الديمقراطي السابق، في تغريدة إنهم غاضبون من موت الناس وتصدر الولايات المتحدة حالات الإصابة والوفيات بفيروس كورونا الجديد "بسبب استجابة فوضوية وغير منسقة".

ووفقا لإحصاء أعدته جامعة جونز هوبكنز، أصيب أكثر من 1.3 مليون شخص في الولايات المتحدة بفيروس كوورنا الجديد، مع أكثر من 82000 حالة وفاة، وهو ما يفوق أي بلد أو منطقة أخرى.

ونُشرت التغريدة التي لاقت لانتقادات لاذعة بعد يوم واحد من إثارة ترامب للجدل بعد طلبه من صحفية أمريكية من أصل آسيوي أن "تسأل الصين" عن سبب استمراره في الإدعاء بأن الولايات المتحدة أفضل من البلدان الأخرى من حيث اختبارات الكشف عن الإصابة بكورونا.

وسألته مراسلة ((سي بي أس )) في البيت الأبيض وي جيا جيانغ "لماذا هذه منافسة عالمية بينما الأمريكيون ما زالوا يفقدون حياتهم كل يوم وما زلنا نشهد المزيد من الحالات كل يوم؟"

فرد ترامب "لا تسأليني، اسألي الصين هذا السؤال". "إنهم يفقدون حياتهم في كل مكان في العالم وربما هذا سؤال يجب أن تطرحيه على الصين".

بيد أن جيانغ، وهي مواطنة أمريكية ولدت في الصين، تحدته قائلة "سيدي، لماذا تقول لي هذا على وجه التحديد؟"

وقال ترامب إنه لا يقول ذلك "على وجه التحديد لأي شخص" ولكنه يقول ذلك "لأي شخص يطرح سؤالا سيئا مثل هذا" قبل أن يهم بمغادرة المؤتمر الصحفي.

كما انتقد عضو الكونغرس الأمريكي تيد ليو تصريحات الرئيس يوم الاثنين.

وقال ليو "الأمريكيون الآسيويون أمريكيون. البعض منا خدم في الجيش الأمريكي. والبعض على الخطوط الأمامية لمحاربة هذا الوباء كمسعفين وعاملين في مجال الرعاية الصحية"، قبل أن يضيف "توقفوا عن تقسيم أمتنا".

ومع استمرار تفشي جائحة الفيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة، أفادت التقارير بأن سلطات إنفاذ القانون الفيدرالية حذرت من زيادة جرائم الكراهية ضد الأمريكيين الآسيويين.

ووفقا لتحليل لمكتب التحقيقات الفيدرالي حصلت عليه ((أيه بي سي نيوز))، فإن "مكتب التحقيقات الفيدرالي يقدر أن حوادث جرائم الكراهية ضد الأمريكيين الآسيويين من المحتمل أن ترتفع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بسبب انتشار مرض فيروس كورونا الجديد... مما يعرض المجتمعات الأمريكية الآسيوية للخطر".

وكتب يوجين جو، وهو طبيب يساعد في علاج مرضى فيروس كورونا الجديد، يوم الثلاثاء، في تغريدة أن ترامب "لا يتحدث باسم الأمريكيين الآسيويين مثلي أو ملايين الآخرين في هذا البلد الذين أصيبوا بالرعب من عنصريته الوحشية الصارخة".

وأضاف جو "الأمريكيون الصينيون، مثل العديد من الأمريكيين من كل عرق آخر، غاضبون أكثر بكثير من ترامب لأنه أفسد الاستجابة لوباء فيروس كورونا الجديد". وتابع الطبيب قائلا "اتخاذ الأميركيين الآسيويين كبش فداء ورفض مراسلة أمريكية من أصل آسيوي من خلال إخبارها بأن تذهب لتسأل الصين هو اعتداء مخز علينا جميعا".

وتأتي الأحداث الأخيرة بينما يدفع بعض المسؤولين في إدارة ترامب بقوة باتجاه نظرية مؤامرة مفضوحة بأن الفيروس نشأ في مختبر صيني، على الرغم من الإجماع العلمي الواسع على أن الفيروس لم يكن من صنع الإنسان أو معدلا وراثيا.

وقال أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية ، لقناة ((ناشيونال جيوغرافيك)) الأسبوع الماضي، إن أفضل الأدلة تظهر أن فيروس كورونا الجديد المتسبب بالجائحة لم يتم تصنيعه في مختبر، مسقطا نظرية المؤامرة.

وقال فاوتشي "إذا نظرتم إلى تطور الفيروس في الخفافيش وما هو موجود الآن، فإن (الدليل العلمي) يميل بقوة شديدة نحو ذلك، وأنه لم يكن بالإمكان التلاعب به بشكل مصطنع أو متعمد".

وعلى أساس الدليل العلمي يسقط العضو البارز في فريق العمل المعني بالفيروس كورونا الجديد في البيت الأبيض أيضا نظرية بديلة تقول إن شخصا ما اكتشف الفيروس في البرية ونقله إلى المختبر قبل أن يهرب عن طريق الخطأ.

وقال إريك وارد، المدير التنفيذي في مركز الولايات الغربية، وهي منظمة للحقوق المدنية، في بيان، إن البيت الأبيض "مارس رياضة تشويه صورة الصين بشكل طائش ونشر نظريات المؤامرة حول أصل الوباء".

وأضاف وارد "النتيجة المتوقعة هي أن الكراهية لآسيا والآسيويين تغلي في شكل مضايقات وجرائم كراهية لفظيا والكترونيا".