تحقيق إخباري: الحجر المنزلي بجنوب لبنان يدفع لابتكار نشاطات ترفيهية وتعلم مهن جديدة

2020-05-14 17:54:00|arabic.news.cn
Video PlayerClose

النبطية ، جنوب لبنان 14 مايو 2020 (شينخوا) انشغلت المدرسة في إحدى دور الحضانه لينا أبوعلي ( 55عاما ) في ابتكار العديد من سبل التكيف والأستفادة من ظروف الحجر المنزلي ضمن إجراءات وقائية فرضتها الدولة اللبنانية لمواجهة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وتقول لينا أبوعلي لوكالة أنباء (شينخوا) ، إنني قمت بحث أولادي الخمسة إضافة إلى رفاقهم في الدراسة على تعلم مهارات جديدة في فنون الرسم والأشغال اليدوية خلال فترة الحجر الصحي الطويلة.

وأضافت لقد برعوا خلال أقل من شهرين في إنجاز العديد من الرسوم واللوحات المستوحاة من فيروس مرض كورونا الجديد .

من جهتها أكدت الموظفة ليندا أبوترابي لـ (شينخوا) بأنها حولت حديقة منزلها خلال فترة الحجر إلى ما يشبه متحف صغير.

وقالت "نجحت مع أولادي الثلاثة في تحويل إطارات السيارات المطاطية المرمية إلى تحف فنية بعدما أدخلنا عليها الكثير من الحفر والرسومات بالوان متعددة وزاهية تحاكي الزهور المنتشرة في حديقة المنزل".

وأضافت "عملنا على توزيع هذه الإطارات بشكل منسق في أحواض زهور الحديقة وفوق جدرانها، مما حاز على إعجاب الجيران الذين اقترحوا بنقل هذا التوجه الجمالي إلى حدائقهم وإلى الحدائق والساحات العامة".

أما مدرسة الصفوف الأبتدائية في بلدة حاصبيا رانية العيسمي فقالت إنها استغلت فترة الحجر في نشاطات بيئية، حيث عملت بالتعاون مع أطفالها الثلاثة بدهن وتزيين براميل ومستوعبات النفايات الموزعة في شوارع البلدة برسومات متعددة الأوجه والأفكار.

وأضافت أن هذه الخطوة دفعت العديد من البلديات إلى تبنيها وتعميمها بشكل واسع باعتبارها خطوة تشجيعية هامة،ستكون لها انعكاسات إيجابية في المجال البيئي وفرز النفايات المنزلية والنظافة بشكل عام.

أما مدير مطبخ أحد المنتجعات السياحية على ضفة نهر الليطاني بجنوب لبنان محمود عقيل فقال لـ (شينخوا) إنه في بداية الحجر المنزلي كان الوضع مقبولا لكن مع استمراره لفترة طويلة بدأنا نشعر بالملل من الجلوس لساعات طويلة دون عمل.

وأضاف أمام هذا الوضع بدأت مع زوجتي وأولادي الأربعة تنفيذ ما يشبه دورة في كيفية تحضير الطعام شملت فن الطهي وتزيين المائدة وكيفية تقديم الطعام.

وتابع عقيل "تحول المنزل في هذه الفترة إلى ما يشبه مدرسة فندقية استعنت خلالها بمواقع التواصل الأجتماعي المهتمة بإعداد الطعام، فنجحت إلى حد ما في تأمين مهنة لأولادي في ظل انحسار فرص العمل".

من جهته أشار الطالب الجامعي جمال رزق إلى أنه استغل وسبعة من رفاقه فترة الحجر المنزلي لتعلم مهارات ولغات جديدة يمكن استغلالها مستقبلا وذلك من خلال متابعة دورات مهنية عبر الإنترنت.

وأضاف جمال رزق لـ (شينخوا) "هدفنا الحالي هو تعلم اللغة الفرنسية وقد نجحنا إلى حد كبير في اكتساب هذه اللغة في ظل أزمة خانقة حولناها إلى فرصة تعليمية لا تفوت" .

وأوضحت الأستاذة الجامعية في علم النفس رنا حمود لـ (شينخوا) بأن الكثير من المواطنين نجحوا في تحدي مرض فيروس "كورونا" الجديد وحولوا فترة الحجر المنزلي إلى فرص سانحة لأكتساب مهن جديدة تعينهم مستقبلا في تأمين لقمة العيش".

وأضافت أن تحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية يعني نجاح المواطن المحجوز في منزله في كسر هذه الضائقة والانفتاح على فرص عمل جديدة، في ظل الضغوطات الاقتصادية الصعبة والضائقة المالية الخانقة المتزامنة مع انتشار المرض.

وكانت السلطات اللبنانية قد فرضت التعبئة العامة في البلاد والحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي منذ منتصف مارس الماضي ومددتها عدة مرات إلى 24 مايو الجاري ضمن إجراءات مكافحة مرض فيروس "كورونا" الجديد.

وتشمل التعبئة العامة إغلاق المنافذ البحرية والبرية والجوية والمؤسسات العامة والمؤسسات التعليمية والشركات الخاصة والمحال التجارية باستثناء مؤسسات بيع المواد الغذائية والمخابز والصيدليات وصولا إلى حظر تجوال ليلي.

يذكر أن العدد الإجمالي للإصابات بمرض (كوفيد - 19) في لبنان قد بلغ بحسب لوزارة الصحة منذ 21 فبراير الماضي وحتى يوم أمس 878 حالة مع استقرار الوفيات عند 26 حالة وارتفاع حالات الشفاء إلى 236 .

الصور

010020070790000000000000011100001390569051