تحقيق إخباري: الزراعات المنزلية تزدهر في الريف اللبناني وسط الآثار الاقتصادية لأزمة مرض "كوفيد-19"

2020-05-20 22:54:52|arabic.news.cn
Video PlayerClose

مرجعيون، جنوب لبنان 20 مايو 2020 (شينخوا) ازدهرت في المناطق الريفية اللبنانية، الزراعات المنزلية لرفع الدخل العائلي في مواجهة الأعباء الاقتصادية الناتجة عن أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وأكد جلال حرفوش صاحب أحد المشاتل الزراعية في وسط وادي الحاصباني بشرق جنوب لبنان لوكالة أنباء (شينخوا)، أن هناك توجها غير مسبوق للمواطنين اللبنانيين لزرع مختلف أنواع الزراعات البيتية.

وأشار إلى أن نسبة مبيعات الشتلة والبذور قد ارتفعت إلى حدود 80 في المائة، وخصوصا شتلة الطماطم والخيار والبطيخ والفاصوليا والباذنجان والخس، إضافة لبذور البقدونس والنعناع والفجل والثوم.

وقال إن الكثير من المواطنين استغلوا حتى أسطح المنازل والشرفات في زراعاتهم المستحدثة إضافة للحدائق الصغيرة والأراضي المتعددة المساحات.

وذكر مفيد نصر لـ(شينخوا) أنه زرع حديقة منزله التي لا تتجاوز 200 متر مربع بشتلة الطماطم والباذنجان، وقال إن الزراعة المنزلية وسيلة لتخفيض الأعباء الاقتصادية الضاغطة في ظل أزمة لبنان الاقتصادية إضافة إلى انعكاسات أزمة فيروس كورونا الجديد وتأثيرها السلبي على مختلف القطاعات.

وأوضح نصر أنه بات عاطلا عن العمل بعد اقفال منتجع سياحي كان يعمل فيه وان زراعة الخضراوات تؤمن بعض متطلبات استهلاك الاسرة.

اما أحمد أبو العز فقال لـ(شينخوا) إن الزراعة المنزلية باتت الوسيلة الفضلى لاستغلال وقت الفراغ الناتج عن فرض الحجر المنزلي ضمن التدابير الاحترازية لمواجهة خطر تفشي مرض فيروس كورونا الجديد.

بدوره، أوضح رئيس التعاونية الزراعية في منطقة العرقوب الجنوبية مهدي سعسوع أن وزارة الزراعة وزعت على المزارعين كميات كبيرة من نصوب الاشجار المثمرة إضافة للأسمدة ومبيدات ضد الأمراض.

من جهته، أشار نائب رئيس التعاونية الزراعية في راشيا بالغرب الشرقي من لبنان عادل فاعور إلى أن القطاع الزراعي تلقى الكثير من المساعدات عبر جهات حزبية وممولين وبلديات شملت الحراثة والبذور والشتلة وأنابيب الري.

واعتبرت سلوى مداح التي كانت تدرس مدرسة خاصة أن الاهتمام بالحديقة المنزلية، يسهم في توفير خضار وثمار مضمونة المصدر وخالية من المبيدات.

وأشارت المرشدة الزراعية سلمى أبو علي لـ(شينخوا) إلى أن زراعة الأرض باتت أكثر من ضرورة في زمن ارتفاع نسبة الفقر التي تعاني منها فئات واسعة من الناس في ظل تعثر الأعمال والحجر الصحي.

من جهتها، أوضحت رئيسة مصلحة الإحصاء والدراسات الاقتصادية في وزارة الزراعة اللبنانية المهندسة أمل صليبا أن وزارة الزراعة اطلقت سلسلة مبادرات لتشجيع الزراعة في كافة المناطق.

وتتضمن هذه المبادرات تقديم نصوب وبذور وادوية لصغار المزارعين، مع اقامة ندوات زراعية وتوفير المشورة الفنية من مرشدين زراعيين.

وأشارت صليبا إلى أن هذه المساعدات توزع بالتنسيق مع البلديات والجمعيات الزراعية بهدف تحفيز أكبر نسبة من المواطنين في استثمار أراضيهم وزيادة انتاجهم لرفع دخلهم.

وكانت السلطات اللبنانية قد فرضت التعبئة العامة والطواريء الصحية في البلاد والحجر المنزلي منذ منتصف مارس الماضي ومددتها لعدة مرات وذلك من ضمن اجراءات مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19) وذلك في ظل أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود.

ويعاني لبنان من أزمة مالية واقتصادية وتدهور معيشي متصاعد وشح في السيولة وقيود مصرفية على عمليات سحب الودائع ما دفع الحكومة إلى التوقف عن سداد الدين الخارجي في إطار إعادة هيكلة شاملة للدين الذي تجاوز 90 مليار دولار.

كما تسببت الأزمة بتصاعد البطالة والفقر وتراجع قدرات اللبنانيين الشرائية مع ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بنسبة 55 في المائة.

الصور

010020070790000000000000011100001390730211