تعليق: بيت التبييض وشراهته للتدمير وسط الجائحة

2020-05-22 17:34:31|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 22 مايو 2020 (شينخوا) على مدى الأشهر القليلة الماضية، بدلا من أن يصبح البيت الأبيض قدوة في التعامل مع جائحة فيروس كورونا الجديد كما ينبغي له أن يكون، أخذ يلقى بكرة التدمير على الصعيدين الداخلي والخارجي، وحول نفسه إلى "بيت للتبييض" يسير في عجلة من أمره من أجل التغطية على الفوضى التي حلت به.

ثمة أدلة عديدة الآن تظهر أن صناع القرار في واشنطن قد تم تحذيرهم بشكل كامل من حجم أزمة الصحة العامة هذه، ولكنهم اختاروا التقليل من خطورة التهديد الذي يشكله مسبب المرض.

ففي الولايات المتحدة، ساعدت الاستجابات الفوضوية والمتخلفة عن المنحنى طوال الوقت في وضع البلاد في المرتبة الأولى في قائمة الإصابات والوفيات العالمية.

وقال ريك برايت، المسؤول الذي أُطيح به مؤخرا من منصب رئيس وكالة بحوث طبية فيدرالية، في شهادة له أمام الكونغرس الأمريكي في الأسبوع الماضي "ليس لدينا نقطة قيادة واحدة في الوقت الراهن من أجل هذه الاستجابة، وليس لدينا خطة رئيسية لهذه الاستجابة".

ففي الوقت الذي أظهروا فيه دون خجل عدم اكتراثهم بالأرواح، أبدى بعض الساسة في هذه الإدارة الأمريكية، أمثال وزير الخارجية مايك بومبيو والمستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو، حماستهم للعبة إلقاء اللوم وحملات التضليل.

لقد اختلقوا كل أنواع الاتهامات الكاذبة ضد فريق من أكباش الفداء، مثل الصين ومنظمة الصحة العالمية والإدارة الأمريكية السابقة، بشأن الشفافية وأصل الفيروس والاستعداد للجائحة. إنهم يسرعون إلى الكذب من أجل تحقيق غايتين: التغطية على عدم كفاءتهم، والتأثير على الرأي العام استعدادا للانتخابات المقبلة في نوفمبر.

وبدلا من مساعدة الدول الأخرى على مكافحة هذا المرض الفتاك، تجعل واشنطن معارك الآخرين أكثر مشقة.

فعلى الرغم من تزايد عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 في العالم، واصلت واشنطن تطبيق عقوباتها الاقتصادية على كوبا وفنزويلا وإيران، حتى أنها سعت إلى عرقلة محاولة إيران الحصول على قرض طارئ من صندوق النقد الدولي، ما أدى إلى شل قدرتها على الاستجابة للجائحة بشكل خطير.

كما سقط حلفاء تقليديون لواشنطن ضحية أفعال البيت الأبيض المتهورة تلك. فقد اتهمت ألمانيا وفرنسا الولايات المتحدة بعرقلة أو تحويل مسار طلبياتها الخاصة بالإمدادات الطبية. وقالت شركة ((ثري أم)) ومقرها الولايات المتحدة في إبريل إنها تلقت توجيهات من واشنطن بوقف تصدير أجهزة التنفس الاصطناعي N95 إلى كندا وأمريكا اللاتينية.

ووجدت دراسة أجرتها مجموعة السياسة الخارجية البريطانية في الأسبوع الماضي أن 28 في المائة فقط من البريطانيين أعربوا عن ثقتهم في تصرف الولايات المتحدة بمسؤولية على المسرح العالمي، بانخفاض بواقع 13 نقطة مئوية منذ يناير.

"الولايات المتحدة لا تساعد أحدا. الولايات المتحدة لا تساعد حتى نفسها، ناهيك عن البلدان الأخرى. وبفضل الاتصالات العالمية على مدار الساعة طوال الأسبوع، صار هذا الأمر واضحا بجلاء أمام العالم أجمع"، هكذا قالت سفير الولايات المتحدة السابقة لدى هولندا سينثيا شنايدر في تصريح لصحيفة ((بيزنس إنسايدر)).

وفيما أخفقت على الصعيد الداخلي، فشلت واشنطن أيضا في المساهمة بشكل إيجابي في التعاون العالمي لمكافحة الجائحة، وأخذت تمارس عقيدة ما وصفته جان هالتون، الخبيرة الأسترالية البارزة في مجال الصحة، بـ"لقاح النزعة القومية".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، غابت واشنطن عن حدث التعهد العالمي للاستجابة لفيروس كورونا الجديد، الذي سعى إلى جمع أموال لإجراء بحوث تهدف إلى إيجاد علاجات ولقاحات فعالة. وفي منتصف مارس، أفادت تقارير بأن البيت الأبيض عرض مبلغا كبيرا من المال على شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية ((كيورفاك)) للحصول على الحقوق الحصرية للقاح الذي تعمل عليه.

علاوة على ذلك، استمر البيت الأبيض في تهميش منظمة الصحة العالمية من خلال تشويه سمعة المنظمة وتجميد تمويله لهيئة الصحة العالمية هذه. وفي خطوته الأخيرة، هدد بوقف التمويل بشكل دائم والانسحاب من المنظمة بينما أكدت أكثر من 100 دولة أثناء انعقاد اجتماع افتراضي لجمعية الصحة العالمية على أهمية التضامن العالمي وعلى دعمها للدور الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية في التنسيق الصحي الدولي.

والمثير للسخرية أيضا هو أن الولايات المتحدة عرقلت هذا الشهر تصويتا على قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف عالمي لإطلاق النار بهدف مساعدة الدول المضطربة على مكافحة جائحة فيروس كورونا الجديد بشكل أفضل.

وفي يوم الثلاثاء، تجاوزت حالات الإصابة بكوفيد-19 في العالم 5 ملايين، وهي معلم قاتم آخر في هذه الجائحة. وقد حان الوقت الآن لكي يضع جميع أعضاء المجتمع الدولي مصالح الإنسانية في مقدمة ووسط هذه المعركة عالية الخطورة، وتشكيل جبهة موحدة للتغلب على عدوهم المشترك.

ويتعين على الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تقدما في العالم، التوقف عن تبييض إخفاقاتها بالأكاذيب، والاستيقاظ من خيالها الذي يصور لها أنها تستطيع النجاة من الأزمة دون الاكتراث برفاه الآخرين.

الصور

010020070790000000000000011100001390794281