مقالة خاصة: تدابير مواجهة مرض فيروس كورونا الجديد تلقي بظلالها على استقبال الفلسطينيين عيد الفطر

2020-05-22 23:43:25|arabic.news.cn
Video PlayerClose

غزة/رام الله 22 مايو 2020 (شينخوا) يستعد الفلسطينيون لاستقبال عيد الفطر بإيقاع مختلف لم يعتادوا عليه بفعل التدابير الاحترازية المتخذة لمنع تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد – 19).

ولأول مرة ستقام صلاة العيد داخل المنازل بديلا عن المساجد والساحات العامة فيما يتم حظر الحركة في مدن وقرى الضفة الغربية بالتوازي مع تشديد غير مسبوق للإجراءات الوقائية في قطاع غزة.

فعشية حلول العيد، تم إغلاق معابر غزة والمتنزهات والمدن الترفيهية بعد تسجيل ارتفاع قياسي للإصابات بمرض كورونا ما زاد المخاوف من مخاطر انتشار كارثي في القطاع الصغير المكتظ بزهاء مليوني نسمة.

وفيما ينشغل السكان بتحضيرات متواضعة لوداع شهر رمضان واستقبال العيد بخلاف تجهيزات كل عام، فإن الخوف من مرض كورونا يتزايد بشكل ملحوظ. وعملت السيدة دعاء أبو حطب (38 عاما) من سكان مدينة غزة، على تجهيز كميات من الكعك داخل منزلها كأحد أساسيات الطقوس الاحتفالية بالعيد، لكنها قلصت الكمية مقارنة بالأعوام الماضية.

وتقول أبو حطب لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الكثير من أقاربها أبلغوها بعدم زيارتها في المنزل خلال أيام العيد بسبب تدابير مرض كورونا ما دفعها لصنع كميات أقل من الكعك.

وتشير أبو حطب إلى أنها لن تسمح لطفليها بالنزول إلى الشوارع ومشاركة رفاقهم اللعب والاحتفال، والاقتصار على تبادل التهاني عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمكالمات الهاتفية.

وانتشر على منصات المواقع التواصل الاجتماعي تبادل سكان غزة التهانئ بحلول عيد الفطر وسط تأكيدات بالالتزام بالحجر المنزلي الاختياري وعدم الخروج خلال أيام عيد الفطر.

رغم ذلك تتكدس الأسواق الشعبية في مناطق مختلفة من قطاع غزة بالزبائن الذين تدفقوا إليها لشراء حاجياتهم اللازمة للاحتفال من ملابس جديدة وحلويات وأدوات لزينة المنازل.

ويعد ارتياد الأسواق في أخر أيام شهر رمضان أمرا معتادا جدا بالنسبة للفلسطينيين عندما تصل استعدادات استقبال عيد الفطر ذروتها بغرض شراء ما يلزمهم من ملابس وزينة وحلويات خاصة.

وحرص محمد البايض في الأربعينات من عمره، على شراء كميات من الحلوى لعائلته المكونة من ثمانية أفراد للاحتفال بأيام العيد دون تجاهل طلب كمامات تم عرضها في السوق.

ويقول البايض لـ ((شينخوا)) إن "حلول العيد ينشر البهجة في غزة وإن كان هذا العام يحمل طارئا غير معتاد بفعل المخاوف من انتشار مرض كورونا لكن علينا الالتزام بإجراءات الوقائية".

وعادة ما يتزايد إقبال الزبائن على شراء السمك المملح "الفسيخ" في سوق الزاوية وسط مدينة غزة، كأحد العادات المتوارثة بين السكان لتناولها في أول أيام العيد.

لكن هذا العام، بدا الأمر مختلفا حيث يشتكي باعة "الفسيخ" من قلة البيع بفعل تفاقم الركود الاقتصادي جراء تداعيات أزمة مرض فيروس كورونا والحصار الإسرائيلي المستمر منذ عام 2007.

ويقول محمد حلس (45 عاما) من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة لـ ((شينخوا)) "نحضر الأسماك المملحة مع بدء شهر رمضان، لتكون جاهزة للبيع في أيامه الأخيرة لكننا هذا العام لم نحظ بكميات بيع كبيرة".

ويضيف أن الإقبال على الشراء هذا العام ضعيف "إذ أن الكثير من العادات المتوارثة والتي اعتدنا عليها قبيل أيام العيد اختفت بسبب تخوف الناس من تفشي مرض كورونا".

في هذه الأثناء فرضت السلطة الفلسطينية حظرا للحركة والتنقل بين المدن والقرى خلال أيام إجازة العيد ضمن إجراءات مكافحة المرض.

وسيجبر ذلك مئات العائلات على البقاء في مكان عملهم في مدينة رام الله بدلا من العودة لمدنهم لقضاء العطلة مع أهاليهم.

ويعرب منجد أبو شرار وهو من سكان الخليل عن خيبة أمله إزاء اضطراره للبقاء في رام الله وعدم زيارة عائلته خلال أيام الخليل.

ويقول أبو شرار لـ ((شينخوا))، إن إجراءات تقييد الحركة في فترة العيد خلقت أجواءً نادرة لم يعرفها الفلسطينيون من قبل، وهذا العام سيكون مختلفا جدا.

ويشير إلى غياب صلاة العيد في الساحات، ومنع الزيارات العائلية، متأملا أن يكون ذلك في صالح انحسار مرض كورونا وحماية السلامة العامة.

ويتفق شريف اشتية (36 عاما) من سكان نابلس بأن أجواء عيد الفطر لهذا العام "غائبة تماما" في ظل منع الصلاة العامة وحظر الحركة والتنقل.

ورغم هذه الظروف الا أن اشتية تهيأ لتمضية عيد الفطر برفقة أبنائه وزوجته وهو ما يخفف من شعوره بالحسرة.

وبدأت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بإعادة الحواجز على مداخل المدن الفلسطينية للحد من حركة وتنقل السكان.

وأطلقت الحكومة الفلسطينية مصطلح حواجز المحبة على هذه الإجراءات في إشارة إلى أنها تتم لحماية المواطنين وحفظ سلامتهم من خطر انتشار المرض في صفوفهم.

الصور

010020070790000000000000011100001390800871