مقالة خاصة: مرورا بإيبولا ووصولا إلى كوفيد-19 ... الصين وأفريقيا شقيقتان تشاطرتا معا السراء والضراء

2020-06-02 16:00:39|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 2 يونيو 2020 (شينخوا) في الوقت الذي اجتاح فيه وباء مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) العالم وأثر على كثير من سكان المناطق المنكوبة به ومن ضمنها دول القارة الأفريقية، هرعت الفرق الطبية الصينية في 45 دولة أفريقية لتقديم المساعدة الطارئة استجابة لتفشي المرض بتلك المناطق، وعقد نحو 400 دورة تدريبية لعشرات الآلاف من أفراد الطواقم الطبية الأفريقية.

أظهرت الأرقام الواردة من المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها يوم الأول من يونيو الجاري أن عدد الحالات المؤكدة إصابتها بكوفيد-19 وصل إلى 147099 حالة، فيما تعد جنوب أفريقيا ومصر والجزائر والمغرب ونيجيريا من بين الدول الأفريقية الأكثر تضررا بالوباء.

وصرح عضو مجلس الدولة الصيني وزير الخارجية وانغ يي، خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش الدورة السنوية للهيئة التشريعية الوطنية يوم 24 مايو الماضي، صرح بأن "الصين وأفريقيا تقفان إلى جانب بعضها البعض في المعركة ضد جائحة فيروس كورونا الجديد"، مضيفا أنه، منذ تفشي وباء كوفيد-19 في القارة الأفريقية، أرسلت الصين فرقا من الخبراء الطبيين إلى خمسة مناطق شبه إقليمية بأفريقيا ودول مجاورة.

وتابع وانغ "نولي الجالية الأفريقية في الصين رعاية كتلك التي تحظى بها عائلاتنا، وجميع الطلبة الأفارقة الذين يتجاوز عددهم 3000 في هوبي و ووهان، سالمون وبصحة جيدة، عدا شخصا أصيب بالعدوى وتعافى سريعا".

وقبل ذلك، صرح الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطاب ألقاه عبر رابط فيديو خلال افتتاح الدورة الـ73 لجمعية الصحة العالمية يوم 18 مايو، بأن الصين ستنشئ آلية تعاون بين مستشفياتها و30 مستشفى في أفريقيا، وستسرع بناء مقر المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، بغية مساعدة القارة في تكثيف الاستعداد لمواجهة الأمراض وقدرتها على السيطرة عليها.

وأكد شي أنه "ما إن يتم تطوير اللقاح ونشره في الصين، عندما يكون متاحا، فإنه سيصبح منفعة عامة عالمية. وسيكون ذلك بمثابة مساهمة من الصين لضمان إمكانية الحصول على اللقاحات والقدرة على تحمل تكاليفها فى الدول النامية".

ونظرا لأن الصديق الحقيقي هو الصديق وقت الضيق، فقد قامت الصين بنفس الدور لتقديم المساعدة حينما واجهت القارة الأفريقية تهديدا من وباء إيبولا، أحد الأوبئة الخطيرة، في أوائل عام 2014.

وفي الفترة بين أبريل وسبتمبر 2014، وفرت الصين ثلاث دفعات من الإمدادات الطبية والحبوب الغذائية والمساعدات النقدية إلى 13 دولة أفريقية، وأرسلت فرقا تضم خبراء وعاملين طبيين وأنشأت مختبرات بيولوجية، كما قدمت مساعدات نقدية إلى منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأفريقي وغيرهما من المنظمات الدولية والإقليمية.

كما أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ توجيه دفعة رابعة من مساعدات الاستجابة الطارئة إلى الدول والمنظمات المعنية، حيث وصل إجمالي قيمة تلك المساعدات إلى 750 مليون يوان.

وحتى فبراير 2015، قام الخبراء الطبيون الصينيون المرسلون إلى غرب أفريقيا بتدريب 10202 موظفا محليا لعلاج المرضى المصابين بوباء إيبولا.

وأرسلت الصين 64 خبيرا متخصصا في الأوبئة إلى غرب أفريقيا منذ 9 نوفمبرعام 2014، قاموا بدورهم بتدريب 5093 من الأطباء والممرضين والعاملين في مجال الصحة المجتمعية في سيراليون و1823 في ليبيريا و1481 في جمهورية غينيا و1805 في ستة بلدان إقليمية أخرى بما فيها السنغال.

وظلت الصين تتفانى في تقديم الخدمات الطبية في أفريقيا على مدار الـ57 سنة الماضية، منذ إنشائها أول فريق طبي للمساعدات الصحية بالخارج عام 1963.

وأظهرت بيانات صادرة عن لجنة الصحة الوطنية أن الفرق الطبية الصينية أجرت جراحات لإزالة إعتام عدسة العين مجانا لأكثر من 2800 مريض في 5 دول عربية أفريقية هي: جيبوتي وموريتانيا والسودان وجزر القمر والمغرب منذ عام 2014، كما أنشأت الصين مركزا للعيون في موريتانيا أيضا.

وإلى جانب ذلك، قامت الصين ببناء 30 مستشفى في أفريقيا، وتبرعت بكميات كبيرة من الأدوية والمعدات الطبية للقارة السمراء منذ عام 2006، كما بدأت تعمل على مساعدة أفريقيا بنشاط في الوقاية من مرض الملاريا ومكافحته خلال السنوات الأخيرة، حسبما ذكر فنغ يونغ، نائب مدير إدارة التعاون الدولي بلجنة الصحة الوطنية العام الماضي.

ولفت فنغ إلى أن الصين تقدم منحا حكومية للفنيين الصحيين الأفارقة لتلقي الدراسات والتدريبات لديها، حيث يتمكن كل سنة أكثر من 1000 عامل طبي أفريقي من الحصول على تدريبات قصيرة الأجل في مجال الصحة على يد العمال الطبيين الصينيين.

ولن ينس الشعب الصيني قيام الدول الأفريقية بتقديم تبرعات حينما تعرضت الصين لزلزال ونتشوان المدمر عام 2008 وزلزال يوشو عام 2010. كما لن ينس الشعب الصيني الدعم والمساعدات التي تلقاها من الشعوب الأفريقية منذ تفشي وباء كوفيد-19 في أوائل العام الجاري. لذلك عندما واجهت الشعوب الأفريقية تهديدات وبائية، وفرت لها الصين مساعدات بدون أي تردد، لتكون شريكا في المعركة ضد الأوبئة وحليفا في التغلب عليها.

وقال عضو مجلس الدولة الصيني وزير الخارجية وانغ يي في وقت سابق إن الصين وأفريقيا شقيقتان تشاطرتا معا أوقات السراء والضراء، مؤكدا على أن الصين "ستواصل مساندة أفريقيا في خضم معركتها ضد الفيروس، وستولي أولوية لإرسال المساعدات ذات الصلة بمكافحة الوباء إلى دول أفريقيا والدول النامية الأخرى".

الصور

010020070790000000000000011100001391081571