تحقيق إخباري: حفل موسيقي في الشرفة بكوبا يعطي إشارة تضامن وسط الإغلاق

2020-06-03 11:32:09|arabic.news.cn
Video PlayerClose

هافانا 2 يونيو 2020 (شينخوا) في كل يوم أحد، يخرج الكوبي أندريس سانشيز، صاحب الصوت الأوبرالي، إلى شرفة منزله في الطابق التاسع من مبنى سكني في منطقة فيدادو بهافانا ويصدح بأغنية.

"أريد أن أظهر أن العزلة لا تعني بالضرورة أن تكون وحيدا"، هكذا صرح المغني الشاب (26 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا))، مشيرا إلى التوصيات الرسمية بالبقاء في المنزل لاحتواء جائحة كوفيد-19.

ومع تزوده بزجاجة مياه وميكروفون وكمبيوتر محمول ومكبرات صوت، ينشد سانشيز الأغاني المفضلة الكوبية والعالمية لإسعاد جيرانه، الذين يصفقون ويهتفون ويصيحون "برافو!" من نوافذهم أو شرفاتهم فوق الشوارع الخالية من المارة على نحو غريب.

عادة ما يغني سانشيز في مسرح أو قاعة حفلات، ولكن منذ أن أدى الإغلاق إلى تعليق جميع الأحداث الثقافية، أصبحت الشرفة مسرحه.

وقال "لقد كان هذا تحديا كبيرا، إذ يتعين علي إدارة صوتي بطريقة مختلفة، وأغني للناس الذين يعيشون في الطابق السفلي، وفي الطابق العلوي، وعلى بعد 100 متر. إنه أمر جديد علي تماما".

حصل سانشيز على منحة دراسية دولية إلى إيطاليا، وأدى أدوارا بارزة في أعمال إنتاج محلية منها عمل شبح الأوبرا الموسيقي وكذا أوبرا لا ترافيتا وريجوليتو.

ومن أجل نشر رسالته المتمثلة في التضامن المجتمعي خارج حدود الحي، تقوم صديقته جينيفر فيلانويفا بتصوير العروض ونشرها على الإنترنت حتى يستمتع بها الآخرون.

ووفقا لشركة الاتصالات الحكومية الكوبية، فإن أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 11 مليون نسمة لديهم اتصال بالإنترنت.

قالت فيلانويفا إن "التكنولوجيا تتيح لنا فرصة بث الموسيقى إلى ما هو أبعد من نوافذ جيراننا"، مضيفة أن "الموسيقى هي دائما نعم الرفيق".

يكرس سانشيز حفلاته للعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يسهرون بتفانٍ على رعاية العديد من ضحايا تفشي المرض، مثل الكوبية دانيا سنابريا (56 عاما)، وهي ممارس عام في مستوصف مارتيز ديل كورنتيا، الكائن على بعد 50 مترا فقط من المبنى الذي يقطنه سانشيز.

وقالت سنابريا "هذه الحفلات الموسيقية، والتصفيق الوطني للأطباء والممرضات، يشجعنا على مواصلة العمل بجد حيث تقترب الجائحة في الجزيرة على ما يبدو من نهايتها".

كما أعطت حفلات سانشيز الموسيقية مئات الكوبيين الذين لا يحضرون عادة حفلات الأوبرا أو العروض الموسيقية الفرصة لسماع نوع مختلف من الموسيقى مقارنة بما اعتادوا عليه.

فقد ذكر أحد سكان المنطقة ويدعى بيدرو كروز (50 عاما) "بصراحة لم أذهب أبدا إلى دار أوبرا. واعتقد أن لا علاقة لها بي. ولكن بفضل حفلة الشرفة هذه، أدركت أن الأوبرا ساحرة حقا".

على الرغم من توقع الكوبيين بأن يجتمعوا مرة أخرى في المسارح والحفلات الموسيقية وغيرها من الأماكن الثقافية بمجرد رفع الحظر، يعتقد سانشيز أن "روح (تضامن) حفلات الشرفة موجودة لتبقى".

   1 2 3 4 5 6 7 >  

الصور

010020070790000000000000011100001391104221