تحليل إخباري: هل قضى التصعيد العسكري الأخير في ليبيا على فرص الحل السياسي؟

2020-06-03 20:39:54|arabic.news.cn
Video PlayerClose

طرابلس 3 يونيو 2020 (شينخوا) المشهد الليبي صار على جميع مستوياته أكثر فوضوية وتشابكاً باتساع رقعة العنف المسلح والتوترات بين طرفي النزاع في ليبيا (قوات حكومة الوفاق الوطني وقوات المشير حفتر)، وبدأ يأخذ التصعيد العسكري الأخير غرب ليبيا منحنى تصاعديا، جعل إمكانية انتقال الصراع إلى جنوب وشرق البلاد.

التصعيد العسكري الذي بدأته حكومة الوفاق قبل أكثر من شهرين، نجحت من خلاله في استعادة مدن وبلدات ومواقع هامة غرب ليبيا، ما جعل فرص الحل السياسي مهددة بالاستمرار، خاصة وأن خطاب العنف والكراهية بين طرفي النزاع بلغ أعلى مستوياته، وصار الوضع في ليبيا غير ممكن لإجراء تسوية إلا بانتهاء معسكر الآخر والتفوق عليه، بحسب مراقبين.

يرى خالد الترهوني، المحلل السياسي الليبي في تصريحه لوكالة أنباء (شينخوا) اليوم (الأربعاء)، بأن "حكومة الوفاق ومع الدعم التركي الاستراتيجي الذي تتلقاه خاصة على مستوى توفير الغطاء الجوي بطائرات دون طيار لقواتها البرية، جعلها في موقف قوة أكثر من ذي قبل، وبالتالي ترى أن الحل السياسي ليس له معنى، طالما لديها قدرة على استعادة الكثير من المناطق غرب ليبيا بالقوة".

وأضاف الترهوني، "الدليل أن حكومة الوفاق رفضت هدنة طرحتها قوات حفتر قبل أكثر من شهر، ورفضت مطالبات دولية بوقف المعارك لأسباب إنسانية، ما يفسر مضيها قدما في الخيار العسكري الذي صار يتسيد الموقف حاليا".

ومنذ إبريل الماضي، تشن قوات حكومة الوفاق هجوما متواصلا تحت غطاء جوي على قوات حفتر المتواجدة في مدن غرب ليبيا.

وتمكنت قوات حكومة الوفاق من السيطرة على مدن الساحل الغربي حتى الحدود التونسية مرورا بقاعدة "الوطية" الجوية الاستراتيجية.

وأعلنت قوات الجيش الوطني نهاية أبريل الماضي وقف جميع العمليات العسكرية بشكل أحادي، تلبية لدعوات دولية إلى "هدنة إنسانية".

لكن حكومة الوفاق الوطني رفضت وقف إطلاق النار، مؤكدة استمرارها في عملياتها العسكرية.

أما عمران الناجح، المحلل العسكري الليبي، فيعتقد أن فرصة الحل السياسي باتت معدومة، لأن العمليات العسكرية على الأرض تشتد يوما بعد آخر، وهو أمر فسر موقف قوات حفتر بعدم الجدوى من الحوار.

وأوضح الناجح في حديثه لـ (شينخوا) حول رؤيته حول تغليب الخيار العسكري على السياسي لحل الأزمة، "الأمم المتحدة رحبت بموقف حكومة الوفاق وقوات المشير حفتر بقبولهما استئناف الحوار العسكري، وهو أمر جيد وكان يفترض أن يجعل الأمر فرصة للتفاؤل، لكن العكس هو الذي حدث".

ومضى بقوله " ما جرى هو تصريح المتحدث العسكري اللواء أحمد المسماري بعدم جدوى الحوار، رجح فشل المحادثات العسكرية التي دعت لها الأمم المتحدة، ما يعكس حالة عدم الثقة بين طرفي النزاع، ويقينهما بأن الحل العسكري هو الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، بالرغم أن هذا الخيار ليس منطقيا، بالنظر إلى النتائج الحالية واتساع رقعة المعارك والانقسام دون ملامح للحسم من أي طرف".

ورحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أمس (الثلاثاء)، قبول حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني" بقيادة المشير حفتر استئناف مباحثات وقف إطلاق النار، والترتيبات الأمنية المرتبطة بها بناءً على مسودة الاتفاق التي عرضتها البعثة على الطرفين، خلال محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في فبراير الماضي بجنيف.

ولم يصدر أي تعليق من طرف حكومة الوفاق الوطني حول الإعلان الأممي بشأن المحادثات.

لكن اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات "الجيش الوطني"، رجح فشل المحادثات العسكرية بجنيف، مشيرا إلى رفض حكومة الوفاق كل دعوات الحل.

وقال المسماري في حديثه عبر تقنية (مؤتمر الفيديو) مع صحفيين مصريين أمس، بأن "القيادة العامة للقوات المسلحة انخرطت بشكل كامل في كافة دعوات الحل، إلا أن انصياع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج لأوامر تركيا وقطر وعدم امتلاكه رؤية للحل، عرقل تلك الجهود ، ورجح فشل جولات حوار العسكريين في جنيف".

ويشكل عمل اللجنة العسكرية المشتركة التي عقدت جولتين في فبراير الماضي، أحد مسارات الأمم المتحدة الثلاث إلى جانب المسارين الاقتصادي والسياسي، استنادا إلى قرار مجلس الأمن (2510) للعام 2020، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار.

واللجنة المشتركة تم الاتفاق عليها في مؤتمر برلين الأخير حول ليبيا في يناير الماضي، بعد اختيار خمسة عسكريين من قوات حفتر وخمسة من قوات حكومة الوفاق، للاتفاق على تثبيت وقف إطلاق النار في طرابلس خاصة وعموم ليبيا.

واعتبر ميلود الحاج، الأستاذ الجامعي، بأن التقدم الأخير لحكومة الوفاق، لا يعني أن قوات حفتر انهزمت والحرب في طريقها للنهاية، بل هي بداية لمزيد من التصعيد الذي تغذيه الأطراف الدولية.

وأوضح الأستاذ الجامعي، بأن " الحرب القائمة حاليا في مفترق طرق لطرفي النزاع، وكل منهما يحاول تعزيز قدراته على الأرض، واستغلال حالة الترهل لدى كل طرف، بهدف وضع قدما في التفاوض الذي يبدو صعبا حاليا، لكن ليس مستحيلا في حال اتفقت الأطراف الدولية على وضع حل حقيقي للأزمة الليبية".

وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين الحكومة في طرابلس المعترف بها من المجتمع الدولي، وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها مجلس النواب وقوات "الجيش الوطني" بقيادة المشير خليفة حفتر منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011.

الصور

010020070790000000000000011100001391115371