مقالة خاصة: تزايد انتشار الحيوانات الأليفة بشوارع القاهرة تخوفا من نقل مرض فيروس كورونا

القاهرة 5 يونيو 2020 (شينخوا) ازداد بشكل ملحوظ انتشار الحيوانات الأليفة في شوارع القاهرة، بعد تخلي أصحابها عنها، وسط مخاوف من نقل عدوى مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وعزا أحمد الشوربجي، مالك مركز الأمل لتبني وتأهيل الحيوانات الأليفة، ظاهرة تزايد الحيوانات الأليفة بشوارع القاهرة إلى "انتشار المفاهيم الخاطئة حول أن الحيوانات الأليفة تنقل عدوى مرض فيروس كورونا الجديد، مما دفع مالكي الحيوانات الأليفة بالتخلي عنها في الشوارع".

وقال الشوربجي لوكالة أنباء ((شينخوا))، أصبحنا نرى بعض الكلاب من فصيل دوبرمان، ليبرادور، جيرمن شيبرد، وجولدن ريتريفر، والقطط السيامي تتجول في شوارع العاصمة بحثا عن الطعام والمأوى.

وأوضح أن مركز الأمل الذي يأوي 350 كلبا في الأيام العادية قد استقبل 13 حيوانا اليفا في الشهر الماضي، معبرا عن أسفه لرفضة الكثير من الحيوانات بسبب ضيق المكان وضعف الأمكانيات وانخفاض أعداد العمال.

وأضاف "كل يوم نجد الكثير من الكلاب والقطط على باب المركز في حالة مزرية"، مؤكدا أنه ساعد في نقل بعض الحيوانات التي ليس لها مكان في مركزه لبعض العيادات المجاورة.

وأشار إلى أن هناك طبيبين بيطريين في مركزه علاوة على 13 عاملا وجميعهم لا يشتكون من أي أعراض للإصابة بمرض فيروس كورونا الجديد رغم مخالطتهم الدائمة للحيوانات، مضيفا " نحن نشعر بأمان وسط الحيوانات".

وأثار تعليق على موقع التواصل الاجتماعي ((فيسبوك)) يوم (الإثنين) الماضي حول قطة سيامي ملقاة في الشارع مع ستة من صغارها المولودين حديثا سخط نشطاء حقوق الحيوانات الذين دشنوا حملات بعنوان "بقاء الحيوانات في المنزل آمنة".

ولفت أحمد الشوربجي إلى أنه تم التخلي عن المئات من الحيوانات الأليفة رغم عدم ثبوت صحة أي شائعات حول نقلها للفيروس، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية نصحت جميع أصحاب الحيوانات الأليفة بالتركيز على نظافتها وتعقيمها بدلا من التخلي عنها.

من جانبه، قال أحمد غريب دكتور بيطري بعيادة محبي الحيوانات في وسط القاهرة، إن الحيوانات التي يتم الاعتناء بها في المنزل لا تسبب أي عدوى ولكن الخطورة تظهر عند تركها في الشوارع.

وأضاف غريب لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الناس في الوقت الحاضر يعانون من مخاوف مبالغ فيها وغير مبررة بشأن الحيوانات الأليفة، لافتا إلى أن بقايا الفيروس الذي تم العثور عليه على جلد بعض القطط قد تم نقله من قبل البشر.

وأوضح أن هناك حاجة ماسة لزيادة الوعي حول عدم نقل العدوى من الحيوانات، مقترحا وضع الحيوانات في أماكن جيدة التهوية من أسطح المنازل، والبلكونات أو حديقة المنزل.

وأكدت وزارة الصحة المصرية أنه ليس هناك أي بيانات أو دلائل على أن القطط والكلاب يمكن أن تنقل مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وسجلت مصر حتى أمس (الخميس) 29 ألفا و767 حالة إصابة و1126 حالة وفاة، وشفاء 7 الآف و756 حالة.

وفرضت مصر إجراءات وقائية منذ منتصف مارس الماضي، بما في ذلك إغلاق المدارس والنوادي الرياضية والأنشطة الترفيهية التي أبقت العائلات في المنزل لغالبية اليوم، خاصة مع فرض حظر تجول جزئي.

في غضون ذلك، اعتقدت بعض العائلات أن إبقاء حيواناتهم الأليفة في المنزل سيساعد أطفالهم على التغلب على ملل حظر التجول والمكوث بالمنزل لفترات طويلة.

ويقول وائل لطفي، رجل في الأربعينات من عمره، بينما كان يمشي مع كلبة في أحد شوارع مصر الجديدة، "يجب أن يتحلى من يمتلك الحيوانات بقدر من المسئولية".

وأضاف لطفي لوكالة أنباء ((شينخوا))، "لا يمكنني التخلي عن كلبي الذي يبلغ سبع سنوات فهو بمثابة جزء من العائلة"، مضيفا أن الكلب ساعد ابنه الصغير على الشعور بحياة أفضل بعد أن أغلقت الحضانات أبوابها.

ونوه إلى أن "إبقاء الكلاب لفترات طويلة داخل المنازل يمثل تحديا كبيرا، حيث تحب الكلاب الخروج"، مضيفا أن عائلته تهتم كثيرا بغسل الكلب وبإجراءات التعقيم.

وأوضح لطفي أن كلبه لا يعرف كيف يبحث عن الطعام في الشارع، وسوف يموت إذا تم التخلي عنه، مطالبا بالحفاظ على الحيوانات في المنزل حتى تظهر تفاصيل أكثر عن (كوفيد-19).