تحليل إخبارى: حوار بغداد-واشنطن الاستراتيجي قد يخفف حدة التوتر بينهما لكن لن ينهيه بشكل كامل

2020-06-13 05:07:51|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بغداد 12 يونيو 2020 (شينخوا) أجرى العراق والولايات المتحدة الأمريكية الخميس حوارا استراتيجيا ناقش مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين على أكثر من صعيد وانتهى بتعهد واشنطن بخفض عديد قواتها في العراق، في خطوة قد تخفف من حدة التوتر الذي نشب بينها قبل أشهر، لكنها لن تنهيه بشكل كامل، بحسب خبراء عراقيين.

وعُقدت مباحثات "الحوار الإستراتيجي" عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بسبب قيود السفر المفروض جراء تفشي مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) في العالم بين الوكيل الأقدم لوزارة الخارجية العراقية عبدالكريم هاشم مصطفى، ووكيل وزارة الخارجية الأمريكية الخاص بالعلاقات السياسية ديفيد هيل.

وقال البلدان في بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية العراقية اليوم إنه "في ضوء التقدم المتميز بشأن التخلص من تهديد تنظيم داعش الإرهابي، ستواصل الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأشهر المقبلة تقليص عدد القوات المتواجدة في العراق".

وأكدت الولايات المتحدة، وفق البيان، أنها "لا تسعى الى إقامة قواعد دائمة أو تواجد عسكري دائم في العراق".

في المقابل، تعهد العراق بـ"حماية القوات العسكرية للتحالف الدولي، والمرافق العراقية التي تستضيفهم"، بعد استهدف قصف بالصواريخ في الآونة الأخيرة قواعد عراقية تستضيف جنودا أمريكيين.

ورأى أستاذ العلوم السياسة في جامعة بغداد إبراهيم العامري، "أن تعهدات الولايات المتحدة في جلسة الحوار قد تسهم نوعا ما بتخفيف حدة التوتر بين بغداد وواشنطن، لكنها لن تنهيه بشكل كامل".

وقال العامري لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن ما تطالب به الفصائل المسلحة القريبة من إيران هو أمر واضح ومحدد، وهو الانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية من العراق وعدم بقاء أي جندي أمريكي على الأراضي العراقية.

وقد أعلنت هذه الفصائل موقفها بشكل واضح في بيانات قبيل انطلاق المفاوضات، بل أن البعض منها لم يكتف بالبيانات المكتوبة وأرسل صواريخ إلى المنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي، حيث يتواجد جنود أمريكيون، بحسب العامري.

وتعزز قدرة القوات العراقية على مواجهة التحديات داخل البلاد، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، موقف القوى، التي تطالب بانسحاب شامل للقوات الأمريكية من العراق.

ويثير هذا الأمر مخاوف من استمرار التوتر بين بغداد وواشنطن.

وتوترت العلاقات بين بغداد وواشنطن على خلفية مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس، في غارة جوية في الثالث من يناير الماضي قرب مطار بغداد الدولي، وما تبع ذلك من هجمات استهدفت السفارة الأمريكية وبعض القواعد العراقية التي تتواجد فيها قوات أمريكية.

وبعد مقتل سليماني والمهندس، أصدر البرلمان العراقي في يناير الماضي قرارا في غياب الأكراد والسنة، يقضي بإخراج القوات الأمريكية من البلاد.

لكن الولايات المتحدة "ليست مستعدة حقا" للانسحاب الكامل من العراق، بسبب أهميته للمصالح الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، بحسب أستاذ الإعلام في الجامعة العراقية ببغداد عبدالله الجبوري.

وقال الجبوري، لـ(شينخوا) "إن الولايات المتحدة ليست مستعدة حقا للانسحاب الكامل من العراق، لأنه مهم للمصالح الاستراتيجية الأمريكية ولحساباتها الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام".

ورأى "أنه في ظل الظروف الراهنة لا يمكن للولايات المتحدة أن تفي بتعهداتها الخاصة بسحب القوات بشكل كامل، وأنها ستلجأ إلى خفض تدريجي على مدى زمني طويل".

وأوضح الجبوري قائلا "تعتقد الولايات المتحدة أن وجودها في العراق مهم للغاية لأنها يجب أن تواجه تهديدات الطموحات الإيرانية المتزايدة في المنطقة، والجماعات المتطرفة، بما في ذلك داعش، وكذلك التنافس بين القوى العظمى في العراق، وإلا فإن هذا البلد سيصبح مصدر قلق كبير للولايات المتحدة في المستقبل".

واعتبر أستاذ الإعلام العراقي أن التعهد الأمريكي في هذا المجال لا يفي بما تطالب به القوى السياسية الشيعية والفصائل المسلحة، لكنه ربما يكون عامل تهدئة مؤقتا وليس حاسما.

بدوره، يشير العامري إلى "أن الحكومة العراقية ترى أن الوقت قد حان لتحديد وجود القوات الأمريكية على الأراضي العراقية، على أن يستمر التعاون في مجالات التدريب والاستخبارات ومحاربة الإرهاب، وكذلك العلاقات الودية في مجالات أخرى مثل الاقتصاد والثقافة".

وبحسب البيان المشترك، بحثت الولايات المتحدة "تزويد العراق بالمستشارين الاقتصاديين للعمل مع حكومة العراق من أجل المساعدة في تعزيز مستوى الدعم الدولي لجهود حكومة العراق الإصلاحية".

وناقش الجانبان أيضا مشاريع الاستثمار المحتملة، التي تنخرط فيها الشركات الأمريكية في قطاع الطاقة والمجالات الأخرى.

وشدد البلدان على "أهمية العلاقة الإستراتيجية وعزمهما اتخاذ خطوات مناسبة تعمل على تعزيز مصالح كلا البلدين ولتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة".

ويتطلع الجانبان إلى مباحثات "معمقة" بشأن تلك القضايا في اجتماع لجنة التنسيق العالي للحوار الإستراتيجي في واشنطن المزمع عقده في يوليو المقبل.

ويتواجد في العراق نحو 5 آلاف عسكري أمريكي يقومون بتدريب القوات العراقية ويقدمون الدعم والإسناد والمشورة، خاصة الدعم الجوي وتنفيذ ضربات ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في المناطق الجبلية والصحراوية والنائية.

   1 2 3 4 >  

010020070790000000000000011100001391350421