تحقيق إخباري: شباب ضد كورونا.. حملة تطوعية للمساهمة في مكافحة المرض في ليبيا

2020-06-15 18:17:38|arabic.news.cn
Video PlayerClose

 

طرابلس 15 يونيو 2020 (شينخوا) لم يعتقد علي درمان (25 عاما) الطالب في جامعة طرابلس أن يساهم في مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد "كوفيد-19"، وأن يكون شخصا محظوظا بين أقرانه في تقديم عمل تطوعي في غاية الأهمية، بعدما تسبب المرض في شلل شبه تام داخل ليبيا مثل كثير من دول العالم.

وخصص الشاب المتطوع يومين من وقته أسبوعيا للانضمام إلى حملة "شباب ضد كورونا"، حيث يأتي إلى مقر الحملة ليطلع هو والفريق الذي يعمل معه على خطة التعقيم وبرنامجها في طرابلس قبل التوجه إلى الموقع المحدد.

وقال علي درمان في حديثه لوكالة أنباء (شينخوا)، "قبل نحو أربعة أشهر وأثناء تصفحي لموقع فيسبوك، ظهر لي نداء يحث على القيام بأعمال تطوعية تتعلق بمكافحة مرض فيروس كورونا الجديد وتحمست مباشرة للفكرة وتواصلت مع المسؤولين عن الحملة، وتوجهت إليهم في اليوم التالي وسجلت طلبا للانضمام".

وأضاف درمان "بداية كانت مهمتنا تقتصر في التوعية من جائحة كورونا، قبل تطورها إلى مرحلة التعقيم للمواقع الحكومية والخاصة، ونقوم بعمل كبير وأحيانا نصرف أموال مدخراتنا الخاصة في دعم الحملة، التي تستهدف طرابلس وكامل مدن ليبيا".

ومضى قائلا "حملة اليوم مخصصة لتعقيم عدد من الفنادق والنزل داخل العاصمة طرابلس، حيث نقوم بعمليات التعقيم لكامل مرافقها، مع فريق يتكون من 5 أشخاص، حقيقة بالرغم من مشاق العمل وأنه يتم بشكل مجاني، لكنني أشعر مع زملائي بأننا نقوم بعمل مهم لا يمكن تقييمه بأي مقابل مادي".

وتقوم حملة "شباب ضد كورونا" التي تم إنشاؤها مطلع مارس الماضي بواسطة شباب من المتطوعين، بعمليات التوعية من مخاطر تفشي مرض كورونا، إلى جانب القيام بشكل دوري بأعمال التعقيم للمصارف ومراكز الشرطة والمدارس والمستشفيات والمطارات.

كما قامت الحملة بتنظيف الشوارع العامة وتقديم الوجبات الغذائية للعمالة الأجنبية التي تضررت بفعل توقف الأنشطة الاقتصادية والمهن الحرة جراء الإغلاق الحكومي للبلاد منذ منتصف مارس الماضي.

وتقوم جهات حكومية وخاصة بدعم الحملة بالمواد اللازمة لعمليات التعقيم، لكنها لا تكفي للعدد الهائل من أعمال فرق الحملة، التي تقوم حاليا بعدد كبير من تعقيم المقرات في طرابلس ومدن مجاورة.

ومن جانبه أكد سيم الكبير المدير التنفيذي لحملة "شباب ضد كورونا" أن العدد الضخم من المتطوعين، جعلهم يكتفون بالعدد الحالي، نظرا لقلة الإمكانيات لعمل تطوعي بهذا الحجم.

وأوضح المدير التنفيذي لحملة "شباب ضد كورونا" لوكالة أنباء (شينخوا)، "بعد قيامنا بنشر إعلان عن رغبتنا في متطوعين، تقدم لنا أكثر من 600 شخص تم تصنيفهم إلى 500، ليتم اختيار 120 متطوعا من الشباب بينهم 54 من النساء".

وأضاف الكبير "طلبات التطوع ارتفعت بشكل هائل، ونظرا لمحدودية الإمكانيات وعدم وجود ممول ثابت لحملتنا التي تعتمد على التبرعات والهبات، تم إيقاف طلبات قبول متطوعين جدد، والاكتفاء بالعدد الحالي الذي استقر عند حدود 300 شخص".

وختم قائلا "الذي تميزت بها حملتنا، ضمها لشباب من مختلف التوجهات والمدن والانتماءات، وانصهر الجميع في عمل تطوعي خالص دون خلاف أو تمييز، هدفه الوحيد مساعدة الحكومة وتخفيف الأعباء عليها في مواجهة جائحة كورونا".

ويقول المتطوع علي درمان "صحيح أن الحرب تسببت في شرخ اجتماعي وتركت ندوبا بين الليبيين، لكن مثل هذه الأعمال التطوعية تجعل الشباب الليبي يبرهن حبه لبلاده، بالرغم من محاولات تشويه هذا الترابط".

وتؤكد أسماء الدرهوبي (متطوعة) أن المشاركة في عمليات التعقيم والتوعية بمخاطر مرض كورونا، هو عمل إنساني له قيمة لا يشعر بها إلا من يمارسه.

وأشارت الدرهوبي إلي أهمية مشاركة النساء في هذا العمل، قائلة "أنا دكتورة طب بشري وأحاول تقديم خبرتي لهذه المجموعة من الشباب، ونحن نريد أن نعكس صورة هامة بأننا نقف إلى جانب الرجل في هذا العمل الشاق، وجزء من منظومة عمل متكاملة، ليس لها أهداف، إلا خدمة ليبيا والتخفيف عنها في هذه الآونة".

وختمت أن الحرب تعصف بنا منذ سنوات، والحرب الأخيرة جعلت ليبيا غير قادرة على تحمل عبء جديد يتمثل في مرض كورونا والذي تسبب في انهيار اقتصاديات العديد من الدول، مشيرة إلى أن هذا العمل التطوعي، يظهر نافذة مضيئة في نفق الحرب المظلم، وأن الليبيين على الرغم من المأساة، لكنهم يحبون بلادهم ويقدمون أقصى ما يمكن لحماية عائلتهم ومجتمعهم من خطر الإصابة بهذا المرض الفتاك، على حد تعبيرها.

وشهدت ليبيا خلال الأسابيع القليلة الماضية بعدما كانت أقرب على احتواء المرض ارتفاعا كبيرا في حالات الإصابة بـ "كوفيد-19"، إثر تسجيل أول بؤرة تفشي في مدينة سبها (أكبر مدن جنوب البلاد).

وبالرغم من هذا الارتفاع، لا تزال ليبيا أقل دول شمال إفريقيا تسجيلا للإصابات بـ "كوفيد-19"، وبلغ إجمالي عدد المصابين فيها 456 شخصا، من بينهم 63 حالة شفاء و10 وفيات.

بدوره، حذر بدر الدين النجار، مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض من التشكيك في النتائج المسجلة بالمصابين بمرض "كوفيد-19".

وقال النجار "يجب على جميع الليبيين عدم التشكيك في نتائج فحص المصابين، لأن المركز لديه فرق مدربة وتعمل وفق ضوابط معترف بها دوليا".

وأضاف المسؤول الليبي "التشكيك بالنتائج يصل إلى مرحلة تمس الأمن القومي، ويمكن للقانون تجريم مثل هذه الأفعال".

وختم قائلا أن الوضع المرضي في ليبيا حرج في الوقت الراهن، لكنه لم يخرج عن السيطرة حتى الآن.

وقد أوصت منظمة الصحة العالمية في مايو الماضي السلطات الليبية بالحذر واليقظة إزاء "التهديد الخطير"، الذي قد يشكله تفشي المرض كون البلاد في المراحل الأولى من انتشاره ولم تصل بعد إلى ذروة العدوى.

   1 2 3 4 5 6 >  

الصور

010020070790000000000000011100001391406861