تحقيق إخباري: أم يمنية فرت من القصف المميت لتواجه سرطان مدمر

2020-06-23 17:28:29|arabic.news.cn
Video PlayerClose

حجة، اليمن 23 يونيو 2020 (شينخوا) في محافظة حجة شمال غرب اليمن، ترقد أم مصابة بالسرطان في سريرها دون علاج بخيمتها في هذا المخيم للنازحين من الحرب.

وهربت الأم، فاطمة، من الغارات الجوية والقصف على قريتها الساحلية على البحر الأحمر بحثًا عن حياة آمنة لها ولعائلتها المكونة من 12 فردا في مخيم النازحين بالطرف الجنوبي من منطقة ميدي، لكن السرطان غير المتوقع فتك بآمالها.

وقال الأطباء في مركز الجعدة الصحي بمنطقة الجعدة بمديرية ميدي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن السرطان انتشر في الجانب الأيسر من رقبتها وأصبحت غير قادرة على الكلام أو الحركة، مضيفين أن هناك 12 مريضا آخر بالسرطان في مديرية ميدي ومديرية حيران المجاورة.

وأوضح أحد الأطباء في مركز الجعدة الصحي لـ(شينخوا) "لا يمكننا تقديم العلاج لهم لأنه لا يوجد أدوية ولا معدات طبية ولا طاقم طبي متخصص في علاج أمراض السرطان في المركز".

ولا يستطيع زوج فاطمة، علي محمد طاهر، والذي يعاني من مرض السكري وبترت ساقه اليمنى بسبب المرض، تحمل نفقات نقلها إلى مستشفى السرطان الرئيسي في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، والتي تبعد حوالي 123 كلم جنوب حجة.

وقال طاهر لـ(شينخوا) فى خيمته "زوجتي مصابة بالسرطان في رقبتها منذ عام، لقد زادت معاناتها وليس لدينا هنا دواء للسرطان".

وأضاف "أنا مصاب بمرض السكري وبترت ساقي اليمنى، لا نجد رعاية صحية هنا ولا نجد أي شيء في هذه المنطقة".

وتفتقر هذه المنطقة القاحلة، حيث تعيش مئات العائلات النازحة التي تعاني من الجوع، إلى الرعاية الطبية وإمدادات المياه النظيفة، وكذلك تعاني العديد من مخيمات النازحين الأخرى في محافظة حجة والمحافظات الأخرى من نفس الأزمة الصحية.

ويشتد القتال في العديد من الخطوط الأمامية النشطة في شمال حجة منذ أن انزلقت البلاد في حرب أهلية في أواخر العام 2014، عندما سيطرت جماعة الحوثي على جزء كبير من شمال البلاد وأجبرت حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي على الخروج من العاصمة صنعاء.

وأودت الحرب المستمرة منذ خمس سنوات بحياة عشرات الآلاف من الناس وشردت أكثر من ثلاثة ملايين ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة.

كما أدت الحرب إلى انهيار أكثر من نصف النظام الصحي في البلاد، وتسببت بما تصفه الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وأصبح ملايين اليمنيين عرضة للأوبئة القاتلة المنتشرة في البلاد، بما في ذلك الكوليرا والملاريا والدفتيريا والآن مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وبات مرضى السرطان الأكثر تضررا من الحرب والأزمة الصحية، وقدرت منظمة الصحة العالمية في فبراير 2019 عدد مرضى السرطان في اليمن بحوالي 35000.

ويسعى معظم مرضى السرطان في اليمن للعلاج في المركز الوطني للأورام بصنعاء، وهو المستشفى العام الرئيسي في البلاد لعلاج السرطان.

وبحسب التقارير الأخيرة للمركز الوطني للأورام في صنعاء، فإن المركز يستقبل حوالي 600 مريض جديد بالسرطان كل شهر، ويقول المركز إنه يعتمد بشكل كلي على المساعدات الإنسانية الدولية بعد انهيار القطاع الاقتصادي والصحي في البلاد بسبب الحرب.

وما تزال الأم، فاطمة، قادرة على التلويح بيدها أمام أطفالها في خيمتها بمخيم النازحين في محافظة حجة، راغبة في حياة آمنة جديدة مع أطفالها، بعيداً عن الحرب والسرطان.

   1 2 3 4 >  

الصور

010020070790000000000000011100001391613171