مقالة خاصة: الوحدة والتضامن لهزيمة الوباء... العلاقات بين الصين وإفريقيا صمدت أمام اختبارات وواصلت الازدهار

2020-06-25 17:00:05|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 25 يونيو 2020 (شينخوا) "الصديق الحق هو الصديق وقت الضيق." إن الدول الإفريقية صديق وشريك حميم للصين والصداقة بينهما تتجسد في مساندتهما لبعضهما البعض في السراء والضراء مثل تضامنهما سويا خلال تفشي كوفيد-19. ومن ثم، تعد المساعدة المتبادلة بمثابة روح قيمة ونفيسة.

-- الوحدة والتضامن مهمان للغاية لهزيمة الوباء

كما أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطاب مهم ألقاه خلال قمة الصين-إفريقيا الاستثنائية بشأن التضامن في مواجهة كوفيد-19، التي عقدت عبر رابط فيديو مؤخرا، إلى أن الصين وإفريقيا صمدتا في اختبار كان يمثل تحديا كبيرا وتمكنتا من تعزيز التضامن والصداقة والثقة المتبادلة في مواجهة كوفيد-19، قائلا إنه يتحتم على الجانبين تعبئة الموارد الضرورية، والالتزام بالتعاون معا في حماية أرواح وصحة الشعب الصيني والشعوب الإفريقية، وتقليل تداعيات المرض إلى الحد الأدنى.

تلقى خطاب الرئيس شي إشادة واسع النظاق لدى الدول الإفريقية، وأعرب الرؤساء الأفارقة عن تضامنهم وتأييدهم لمواصلة الالتزام بتعزيز التعاون الإفريقي-الصيني وبتبني التعددية.

وأشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالنموذج الصيني لاحتواء المرض، مؤكدا أن انعقاد القمة يؤكد توافر الإرادة السياسية لدفع العلاقات الأفريقية الصينية، وكذا عزم القارة على مواصلة التعامل الفعال مع تداعيات انتشار كوفيد-19 بالتعاون مع شريك دولي هام وجاد بحجم الصين في إطار التضامن السياسي والسعي نحو تحقيق المكاسب المشتركة بين الجانبين.

ووصف رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا الصين بأنها صديق حقيقي لبلاده، فيما يعتبر قادة أفارقة آخرون الصين شريكا يمكن الاعتماد عليه في مواجهة الصعوبات والتحديات.

الآن، لا تزال معظم البلدان الإفريقية تشهد زيادة في عدد حالات الإصابة، مع الإبلاغ عن بعض الحالات في مناطق جغرافية جديدة. وقد حذر خبراء من منظمة الصحة العالمية بأن القارة قد تواجه أزمة لفترة طويلة على مدى بضع سنوات.

أن الصين تثمن التعاطف والاهتمام والدعم لها من جانب البلدان الإفريقية، ومنذ بداية انتشار الفيروس، بذلت الصين قصارى جهدها لمساعدة البلدان الإفريقية، حيث أرسلت حتى الآن مستلزمات طبية ضرورية إلى أكثر من 50 دولة إفريقية وإلى الاتحاد الإفريقي، وبعثت خبراء طبيين، وتقاسمت خبراتها في مكافحة المرض من خلال مؤتمرات عبر الفيديو.

حسبما ذكر بيان صادر عن الاتحاد الإفريقي في يوم 13 من شهر يونيو الجاري أن رؤساء الدول والحكومات أشادوا بالإسهامات التي تقدمها الصين في هذه الجهود، من بينها تخصيص جزء من قدراتها الصناعية لضمان توريد 30 مليون من معدات الاختبار و10 آلاف جهاز تنفس صناعي و80 مليون قناع كل شهر لإفريقيا.

-- "تقنية الخطوة الواحدة" تسهل الكشف عن الفيروس

في الوقت الذي تواصل فيه الصين على مستوى الحكومة اسهاماتها في مساعدة الدول الإفريقية على مكافحة المرض، قدمت شركات ومنظمات مدنية صينية أيضا إمدادات تمس الحاجة إليها إلى الدول الإفريقية.

"إن إفريقيا بحاجة إلى معدات فحص متقدمة تتميز بسهولة التشغيل وسرعة الحصول على النتائج،" أعرب زانغ أوبامي فينوسيا، رئيس المختبر الجزيئي للبكتريولوجيا والفيروسات في ليبرفيل، عاصمة الغابون، عن قلقه إزاء افتقار البلدان الإفريقية إلى التقنية المتقدمة الخاصة بالكشف عن الفيروس.

وفي هذا الصدد، قال كرايغ روكسون، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة ((إم فارما)) في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) في أكرا، عاصمة غانا، إن شركته دفعت التعاون مع شركة ((صن شور)) ومقرها مقاطعة هونان بوسط الصين في مجال تطوير واستخدام أجهزة الاختبار للكشف عن الفيروس بـ"تقنية الخطوة الواحدة". وأكد روكسون أن التعاون بين الجانبين ساعد أكثر من 10 آلاف شخص في ست دول بالقارة.

ومن أجل مساعدة الأطباء المحليين في إفريقيا على إتقان استخدام تكنولوجيا الفحص الصينية في أسرع وقت ممكن، قدم مهندسون صينيون تدريبا على ذلك عبر الإنترنت على مدار الـ24 ساعة، من خلال بث مقاطع فيديو تدريبية وتشغيلية احترافية وسهلة الفهم، مصحوبة بشرح باللغة الإنجليزية للتدريب، فضلا عن إرسال مهندسين إلى الغابون لتقديم الدعم في هذا المجال.

وقال روكسون إن التقنية الصينية استطاعت سد ثغرات في نظم الصحة الوطنية ببعض البلدان الإفريقية "ويمكن استخدامها في التصدي لفيروسات أخرى بعد أزمة كوفيد-19"، مؤكدا بقوله "إننا ننظر في تعميق التعاون المستقبلي".

-- حياة وصحة الشعب في المقام الأول

"أن الفيروس لا يحترم الحدود أو الأعراق"، فأن الشيء الأكثر أهمية الذي يمكن تعلمه من مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) هو أن حياة وصحة الشعوب في الدول المختلفة لم تكن بمثل هذا الاتصال الوثيق من قبل.

قال غليلي أهو ليتونهان، وهو طالب ماجستير من بنين في كلية الطب بجامعة جيانغسو، إن "أساتذتي الصينيين علموني الكثير، والآن أريد أن أدعم الشعب الصيني، لكي يشعر الشعب الصيني بالصداقة بين إفريقيا والصين".

فبعد انتشار كوفيد-19 في الصين، طلب ليتونهان الانضمام إلى الحرب ضد الفيروس وارتدى ملابس واقية في منطقة العزل وعمل ضمن مهام تسجيل المعلومات الطبية. وخلال هذه الفترة، سجل كيفية قيام الأطقم الطبية الصينية بتعزيز الحماية الذاتية وكيفية إجرائهم للتجارب السريرية لدفع جهود علاج المرضى.

وفي إبريل، عاد إلى بنين تلبية لدعوة وطنه، حاملا معه التجربة الصينية وهو يعمل الآن في مستشفى محلي مخصص لمواجهة كوفيد-19، حيث قال "أدرب طاقمنا الطبي على معايير الوقاية التي تعلمتها في الصين. أريد تحقيق "صفر إصابات" في المستشفى، مضيفا بقوله "لقد تأثرت بجهود الصين حكومة وشعبا في مكافحة الجائحة، ورأيت كيف وضعت الحكومة حياة وصحة الشعب في المقام الأول".

تولي الصين رعاية الجالية الإفريقية في داخل الصين، وجميع الطلبة الأفارقة الذين يتجاوز عددهم 3000 في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي، سالمون وبصحة جيدة، عدا شخصا أصيب بالعدوى وتعافى سريعا.

يوافق العام الجاري الذكرى الـ20 لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي، فأن العلاقات بين الصين وإفريقيا صمدت أمام اختبارات وواصلت الازدهار.

الصور

010020070790000000000000011100001391665211