تقرير إخباري: وفاة 53 عاملا في القطاع الطبي باليمن نتيجة مرض "كوفيد-19"

2020-06-26 04:34:06|arabic.news.cn
Video PlayerClose

صنعاء 25 يونيو 2020 (شينخوا) توفي نحو 53 عاملا بالقطاع الطبي في اليمن نتيجة إصابتهم بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) والذي تفشى أخيرا بشكل سريع في أنحاء اليمن والتي تشهد استمرار النزاع المسلح منذ 5 سنوات.

وقالت الدكتورة اشراق السباعي المتحدثة الرسمية للجنة الوطنية العليا لمواجهة فيروس كورونا (حكومية) ، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) إننا "خسرنا 53 طبيبا وطبيبة وممرضة وصيدلانيا نتيجة إصابتهم بمرض فيروس كورونا الجديد منذ العاشر من أبريل الماضي وحتى اليوم".

واوضحت السباعي، يصادف اليوم الـ25 من يونيو من كل عام ، الاحتفال بمناسبة (يوم الطبيب اليمني)، ولكن للاسف تأتي هذه المناسبة اليوم وكودرنا الطبية العاملة في القطاع الصحي تمر بوضع صعب للغاية.

وأضافت "تفتقر كوادرنا الطبية العاملة إلى أدنى الامكانيات، من الكمامات وملابس الوقاية وانقطاع المرتبات والكثير من التحديات".

وتشير تقديرات سابقة لمنظمة "أطباء بلا حدود" إلى أن نحو 50 ألف شخص من العاملين الصحيين في اليمن، توقفت مرتباتهم الشهرية منذ شهر أغسطس 2016.

وأكدت السباعي أن عددا من الاطباء والعاملين الصحيين ما يزالون في المحاجر الصحية نتيجة اصابتهم بمرض فيروس كورونا الجديد.

واردفت قائلة "مرض فيروس كورونا تغلغل قبل اكتشافه في اليمن، وتفشى في أوساط الاطباء وسبب صدمة قوية للكوادر الطبية التي تفتقر إلى أدنى الامكانيات، خاصة وان القطاع الصحي في البلاد متهالك جراء الحرب القائمة منذ سنوات".

وتابعت "نحو 42 بالمائة من الكادر الطبي يعمل حاليا فقط، ويواجه باستبسال ويتقدم الصفوف الامامية وبصدور عارية لانقاذ أرواح المرضى".

وأشارت المتحدثة إلى أن خسارة الكادر الطبي بوفاة مرجعيات طبية وعلمية وكودار مخلصة ووفية بحاجة إلى 20 سنة على الاقل لتعويض هذه الخسارة الكبيرة.

من جانبه، قال وزير الصحة العامة والسكان في اليمن الدكتور ناصر باعوم، إن مناسبة "يوم الطبيب اليمني"، الذي يصادف اليوم الـ 25 من يونيو.. تأتي في وقت يسجل فيه أطباء اليمن فصلاً جديداً من فصول التضحية والفداء والبطولة لإنقاذ أبناء الشعب من وطأة مرض فيروس كورونا.

وأضاف "الحكومة تقدر عالياً كافة الجهود الاستثنائية التي يبذلها منتسبو القطاع الصحي على امتداد الأرض اليمنية، من النساء والرجال الذين يبذلون طاقتهم لخدمة المرضى وذوي الحاجة في ظل الظروف التي تمر بها بلادنا والعالم أجمع".

وأشار الوزير اليمني إلى أن الأطباء في هذه المرحلة يعدون فرق إنقاذ فدائية، تطبب المرضى وتعالج المجهدين، وتخفف الآلام، في ظل بيئة محاطة بالمخاطر.

من جانبه، يرى طبيب مختص يمني أن عوامل كثيرة تقف وراء ارتفاع الاصابات بمرض فيروس كورونا الجديد في صفوف الكوادر الطبية اليمنية.

وقال طبيب المخ والأعصاب اليمني عمار البعداني لـ(شينخوا) إن سبب ارتفاع الاصابات في أوساط القطاع الصحي اليمني نتيجة انخفاض مستويات الحماية للعاملين الطبيين وعدم اتخاذ الاجراءات الاحترازية الكاملة.

وأوضح البعداني، وهو طبيب مختص بالتوعية بمخاطر مرض كورونا، أن الإصابات بالمرض في أوساط القطاع الطبي باليمن تشمل العاملين في المحاجر ومراكز العزل واستقبال حالات (كوفيد-19) وكذا العاملين في المستشفيات والعيادات الأخرى.

وأضاف أن العاملين في المحاجر ومركز العزل يتعرضون للعدوى بسبب انخفاض مستويات الحماية اللازمة وقد يحدث ذلك نتيجة إهمالهم هم لبروتوكول التعامل مع المصابين".

وتابع "أما من يعملون في مستشفيات أخرى أو في عياداتهم الخاصة فيتلقون العدوى من مرضى لم يتم تشخيصهم مسبقا بـ(كوفيد-19) ومعظم هؤلاء لم يتخذوا طرق الوقاية والاحترازات والتعامل مع كل المرضى بحذر".

وبحسب البعداني إلى أن "معظم إصابات الأطباء وخيمة ويتوفى منهم عدد كبير رغم صغر سنهم وهو أمر يتعلق بحجم العدوى التي يتلقاها الإنسان وما يسمى بعدد الفيروسات وعدد المرات المتكررة لاختراق هذه الفيروسات خط الدفاع الأول للدخول للجسم".

وأشار الطبيب اليمني البعداني إلى أن الكوادر الطبية يقتربون من المصابين أو من ينقلون لهم العدوى من مسافات قريبة جدا ومتكررة وهذا ما يجعل حجم العدوى التي يتلقونها كبير مقارنة بمن يتبقى العدوى في الأماكن العامة، ناهيك أيضا عن كون الأطباء في ظل المرض يعانون من الإجهاد والتوتر وهذه عوامل أخرى تضعف من الجهاز المناعي.

وأعلنت اليمن في العاشر من ابريل الماضي تسجيل أول حالة اصابة بمرض فيروس كورونا الجديد، وتجاوزت الاصابات المعلنة حتى اليوم حاجز الف اصابة ونحو 274 حالة وفاة.

وتشهد اليمن نزاعا دمويا منذ أواخر 2014، تسبب في تهالك القطاع الصحي وادخال هذا البلد الفقير في واحدة من أكبر المأسي الانسانية في العالم.

الصور

010020070790000000000000011101451391674121