مقالة خاصة: العالم يحتاج إلى مزيد من التعاون مع ارتفاع حالات كوفيد-19 عالميا إلى 10 ملايين

2020-06-29 16:09:32|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 28 يونيو 2020 (شينخوا) ارتفع عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 إلى 10 ملايين يوم الأحد، مع ما يقرب من 500 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم، وفقا للبيانات التي جمعها مركز علوم وهندسة الأنظمة (CSSE) في جامعة جونز هوبكنز.

ولقد أثبت هذا العدد الهائل الجديد المؤلم، الذي وصل بأسرع مما كان متوقعا، أن الوباء العالمي خطير، وأنه يتوجب على المجتمع الدولي أن يبقى يقظا.

إضافة لذلك، وبما أن هذا الوباء الكاسح يتسبب في انكماش اقتصادي عميق، فقد شدد القادة والخبراء في العالم، على الحاجة الملحة لتعزيز التنسيق لدفع عجلة الانتعاش الاقتصادي العالمي.

وباء خطير

كان زخم العدوى في جميع أنحاء العالم يتسارع خلال الشهر الماضي، وبينما استغرق الوقت ثمانية أيام لزيادة العدد العالمي من 6 ملايين إلى 7 ملايين في أوائل يونيو، لم يستغرق سوى ستة أيام هذه المرة حتى يصل العدد إلى 10 ملايين، قافزا من 9 ملايين.

إن الأمريكتين مدعاة للقلق. احتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى في القائمة العالمية لمركز جامعة جونز هوبكنز، مع أكثر من 2.5 مليون حالة عدوى مؤكدة بالفيروس، وأكثر من 125 ألف حالة وفاة على الصعيد الوطني.

قال روبرت ريدفيلد، رئيس المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، الخميس، إن عدد الأشخاص المصابين في الولايات المتحدة من المرجح أن يكون أعلى بعشر مرات من المُبلغ عنه.

وقال أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة، الجمعة "إننا نواجه مشكلة خطيرة في بعض المجالات".

ووفقا لتزايد الحالات والقلق المتزايد بشأن انتشار الفيروس في جميع أنحاء البلاد، تراجعت 12 ولاية أمريكية، أو أوقفت خططها، لإعادة فتح نشاطاتها مؤقتا، وفقا لإحصاء شبكة ((سي أن أن)) الإخبارية الأمريكية يوم السبت.

وعلى الرغم من أن بعض الولايات تفي بالمعايير التي يوصي بها الخبراء لرفع القيود، لكن "معظمها لم تتحكم بشكل كامل في تفشي المرض، وبدلا من ذلك تمضي قدما في إعادة فتح أبوابها"، وفقا لما كتبه الصحفي جيرمان لوبيز في مقال نشره موقع ((فوكس- Vox)) الإخباري يوم السبت، مضيفا "والسبب هو مزيج من الإهمال والتحزب".

في الوقت نفسه، فإن الوضع لا يظهر أي انحسار على الإطلاق في منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي. فقد سجلت البرازيل، وهي ثاني أكثر المتضررين بالفيروس في العالم، 1,313,667 حالة إصابة مؤكدة و57070 حالة وفاة، حتى يوم السبت.

أما بيرو، التي لديها ثاني أكبر عدد من الإصابات في أمريكا اللاتينية، ففيها سادس أكبر عدد من الإصابات في العالم. ووصل عدد الإصابات إلى 275989 حالة، و9135 حالة وفاة حتى يوم السبت.

وتشيلي والمكسيك هما أيضا من بين البلدان المتأثرة كثيرا في المنطقة.

قال مايكل رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء "سأصف الوضع في الأمريكتين بشكل عام، وفي أمريكا الوسطى واللاتينية بأنه لا يزال يتطور ولم يصل إلى ذروته بعد، ومن المحتمل أن يؤدي إلى عدد متزايد من حالات العدوى والوفيات، في الأسابيع المقبلة".

بصيص أمل

رغم هذا، لا يزال هناك بصيص ضوء نهاية النفق. لقد شهدت العديد من الدول الأوروبية والآسيوية علامات مطمئنة لمحاربة الوباء في الداخل، وبدأت تدريجيا في تخفيف القيود وإعادة فتح اقتصاداتها، مع أخذ الاحتياطات طبعا.

في إيطاليا، التي كانت بؤرة تفشي كوفيد-19 في أوروبا، تم تسجيل 175 حالة مؤكدة جديدة، وثماني وفيات جديدة يوم السبت، بانخفاض من 259 و30، على التوالي، يوم الجمعة.

واتفقت الحكومة المركزية الإيطالية ومجلس المناطق، الذي يضم حكام جميع المناطق والمقاطعات ذاتية الحكم العشرين، يوم الجمعة، على إعادة فتح المدارس في جميع أنحاء البلاد، لفصول تعويضية في أول سبتمبر.

في فرنسا، يتم إعادة فتح المقاهي والمطاعم والبارات في جميع أنحاء البلاد، إلى جانب حمامات السباحة والمتاحف والمكتبات والمدارس ودور السينما. كما أعيد افتتاح برج آيفل، النصب التاريخي في فرنسا، يوم الخميس، مع التمسك بقيود صارمة لكبح انتشار الفيروس.

قال وزير الصحة الفرنسي، اوليفييه فيران، يوم الخميس، إن البلاد تطلق حملة اختبارات "واسعة النطاق" لتحديد "التجمعات الخاملة" والاستعداد لاحتمال عودة الوباء.

من جانبه، قال هانز كلوغ، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، يوم الخميس، إنه رأى بصيص أمل في الرسائل التي تلقاها من وزراء الصحة في أوروبا بأن المزيد والمزيد من الناس يشعرون بالمسؤولية الاجتماعية و"يلتزمون بالتباعد الجسدي ويرتدون أقنعة الوجه".

علاوة على ذلك، فإن الدول الآسيوية التي حققت منحنى مسطحا لحالات الإصابة، مثل سريلانكا والفلبين، تقوم أيضا بتخفيف قيودها بشكل تدريجي لمنح الشركات والأشخاص المتضررين بشدة، فرصة للتحرك والانتعاش.

وفي الصين، ومع كون انتشار الفيروس في الداخل قد أصبح تحت السيطرة بشكل أساسي، تقوم البلاد حاليا بإنعاش اقتصادها بثبات، مع الاستمرار في اتخاذ تدابير صارمة لكبح الوباء.

حاليا، هناك أكثر من 10 آلاف من مناطق الجذب السياحي على مستوى A في الصين، قد أعيد فتحها أمام الناس، وفقا لوزارة الثقافة والسياحة التي أضافت أن عدد السياح محددٌ بـ30 في المائة كحد أقصى خلال العطلات.

كما ساهمت الصين بنشاط في المكافحة العالمية للوباء، وبناء مجتمع صحة للجميع، في مسعى لتعزيز الصحة العالمية. وإلى جانب التبرعات بالمستلزمات الطبية ذات الحاجة الماسة إليها، وإرسال فرق من الخبراء الطبيين وتبادل المعلومات الوبائية عبر مؤتمرات الفيديو، فقد ظلت تسابق الزمن لإيجاد لقاح فعال لكوفيد-19، والذي أعلنت أنه سيصبح منتجا عاما للجميع حالما يتوفر.

قالت سوميا سوامينناثان، وهي عالمة بارزة في منظمة الصحة العالمية، يوم الجمعة، إن أربع شركات صينية على الأقل تنتقل من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة من مسارات المرشحين للقاحات، ومنظمة الصحة العالمية بصدد توقيع اتفاقيات السرية معهم.

التضامن وتعزيز التعاون

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يوم الجمعة "إن اللقاحات والتشخيص والعلاج هي أدوات حيوية، ولكن لكي تكون فعالة حقا، يجب دعمها بمكون أساسي آخر، وهو التضامن".

وخلال وصفه للوباء بأنه صيحة التنبيه التي "سمعها الجميع"، قال ديفيد أيه تشيكفايدزه، رئيس مكتب المدير العام لمكتب الأمم المتحدة فى جنيف، لـ((شينخوا))، إن رد الفعل المشترك من العديد من الدول وعملها معا هو ما نحتاجه فعلا.

وخلال القمة الاستثنائية للصين وأفريقيا حول التضامن ضد كوفيد-19، والتي عقدت في 17 يونيو، عبر رابط فيديو، وصف الرئيس الصيني شي جين بينغ التضامن والتعاون بـ "أقوى سلاح" ضد كوفيد-19.

لقد امتدت هذه الدعوات إلى عالم الاقتصاد العالمي، الذي تضرر بشدة من الوباء.

لقد عدّل صندوق النقد الدولي يوم الأربعاء توقعاته للاقتصاد العالمي وسط تصاعد القلق إزاء تداعيات الوباء، محذرا من مستويات قياسية للديون في كل من الأسواق المتقدمة والناشئة والاقتصادات النامية.

ومن المتوقع أن ينخفض الناتج العالمي بنسبة 4.9 في المائة في عام 2020، أقل بـ1.9 نقطة مئوية عن توقعات صندوق النقد الدولي في أبريل، يتبعه نمو بنسبة 5.4 في المائة في عام 2021.

وخلال تأكيده على أن هذه الأزمة لا مثيل لها، قال الصندوق في تقرير إن "التعاون القوي المتعدد الأطراف لا يزال ضروريا على مختلف الجبهات"، مضيفا أنه يجب على صانعي السياسات التعاون لحل التوترات التجارية والتكنولوجية التي تعرض للخطر التعافي في نهاية المطاف من أزمة كوفيد-19".

وفي بيان للقمة الـ36 لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، الذي صدر يوم السبت، أعلن قادة الآسيان إنشاء صندوق استجابة الرابطة ضد كوفيد-19، وأشاروا إلى أن اتفاقات التجارة الحرة واتفاقات الشراكة الاقتصادية الشاملة مهمة في المساهمة في التعافي بعد الوباء وخلق سلاسل إمداد مرنة.

قال مالهار نابار، رئيس شعبة الدراسات الاقتصادية العالمية بقسم البحوث بصندوق النقد الدولي، في حديث مع ((شينخوا))، "نحن ندعو الدول إلى معالجة الشكاوى الاقتصادية الكامنة وراء التوتر الذي نراه، ومعالجة الثغرات في النظام التجاري المتعدد الأطراف القائم على القواعد، حتى يتكيف مع الاقتصاد العالمي المتغير".

الصور

010020070790000000000000011101451391752511