((أهم الموضوعات الدولية)) مقالة خاصة: لماذا التهم فيروس كورونا الجديد الولايات المتحدة؟.. خبراء عرب يجيبون

2020-07-06 16:16:39|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 6 يوليو 2020 (شينخوا) رصدت الولايات المتحدة أول إصابة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) على أراضيها في نهاية يناير الماضي. وحسب آخر إحصاء لمركز علوم وهندسة النظم بجامعة جونز هوبكنز، تجاوز عدد حالات الإصابة بالمرض 2.8 مليون ليصل إلى أكثر من 2852000، ما جعل هذا البلد على رأس دول العالم من حيث عدد الإصابات والوفيات بجائحة كوفيد-19، علما أن حالات الوفاة تجاوزت 129700.

وكانت الولايات المتحدة قد سجلت يوم الخميس الماضي 57 ألف إصابة جديدة، وهو رقم قياسي عالمي جديد للحالات المسجلة في يوم واحد وقد يشهد الرقم تطورا سريعا، حيث عبر أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الإدارة الأمريكية، في أواخر يونيو، عن خشيته من أن يقفز عدد الإصابات في البلاد إلى 100 ألف إصابة يوميا إذا لم "يتغير الاتجاه الحالي".

-- تأخير وتهوين

يتساءل كثيرون اليوم عن سبب وصول الوضع في دولة تحظى بموارد طبية وتكنولوجيا متقدمة وباحثين أكفاء إلى ما هو عليه اليوم، والجواب برأي أسامة النجار مدير عام الخدمات الطبية المساندة و المختبرات في وزارة الصحة الفلسطينية يتلخص في نقطتين:

أولا، تأخر إجراء الفحوصات منذ بداية الأزمة وتقليل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خطورة الوباء خلافا لرأي مسؤولي الصحة في بلاده، مما عطل قدرة البلاد على رصد الأشخاص الذين كانوا على تواصل مع المصابين بشكل فعال لعدم توافر فحوص على نطاق واسع.

ثانيا، عدم الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة المطلوبة لعدم الثقة بهذه الإجراءات بما في ذلك التباعد الاجتماعي على العكس مما فعلت الصين حكومة وشعبا في مكافحة المرض عبر نموذج يحتذى به.

ورغم استمرار انتشار فيروس كورونا الجديد في البلاد بشكل مقلق، لا يزال ارتداء قناع الوجه، الذي يقول خبراء الصحة العامة إنه من بين أكثر الوسائل فعالية للحد من انتشار كوفيد-19، عامل انقسام بين الأمريكيين، وتحولت نصيحة الصحة العامة في بعض الحالات إلى نقاش حول ما إذا كان هذا المطلب يعد تعديا على الحقوق الشخصية.

-- الجوانب الاقتصادية تغلب الإجراءات الوقائية

ويتطور الوضع الوبائي الآن بوتيرة سريعة بالولايات في جنوب وغرب البلاد، مما دفع بعضها إلى التعليق أو التراجع خطط إعادة الفتح مؤقتا. وحذر اقتصاديون من أن التجدد الأخير في حالات كوفيد-19 يهدد بعرقلة الانتعاش الاقتصادي الناشئ.

وقال الدكتور مثنى مشعان المزروعي، أستاذ الجغرافية السياسية في الجامعة المستنصرية بالعراق، إن الإدارة، وفقا لطبيعة النظام الرأسمالي، غلبت الجوانب الاقتصادية على الإجراءات الوقائية، وذلك بسبب خوفها من خسارة أصحاب رؤوس الأموال، مستشهدا بالرئيس ترامب الذي عارض كثيرا الإجراءات الوقائية لمنع انتشار الفيروس.

وأضاف أن "الاخفاق الأمريكي أثبت عدم قدرة النظام الرأسمالي على مواجهة أي وباء أو مرض يتقاطع مع عامل المنفعة والربح. وقد أظهر هذا حقيقة هذا النظام اللا أخلاقي، الذي يدعي الديمقراطية ويتغنى بشعارات حقوق الإنسان، والذي بات الإنسان فيه وقودا للنظام الرأسمالي".

وفي وقت سابق، عدلت جامعة واشنطن نموذج توقعاتها لكوفيد-19 في الولايات المتحدة، متوقعة تسجيل البلاد أكثر من 200 ألف حالة وفاة جراء المرض بحلول أول أكتوبر.

وفسر المزروعي الزيادة القياسية في الحالات الايجابية مؤخرا بأن الكثافة السكانية العالية في المدن الأمريكية، ونظام البناء العامودي الذي يجمع بين أعداد كبيرة من المواطنين في مساحات جغرافية محددة وضيقة، والعامل الثقافي في المجتمع الأمريكي والذي دفع باعداد كبيرة من المواطنين إلى مراجعة المستشفيات لمجرد الشعور بأي أعراض مرضية مهما كانت بسيطة، كلها زادت اختبارات الفحص، وبالتالي زيادة أعداد الحالات الإيجابية.

وانتقد الأكاديمي العراقي "غياب المركزية في الولايات المتحدة"، والتي اعتبرها عقبة رئيسية تجلت في مواجهة انتشار الفيروس بالبلاد.

-- تسييس على حساب التعاون الدولي

ومنذ بداية التفشي حتى الآن، وبدلا من التركيز على الاستجابة للفيروس وإنقاذ الأرواح، تخبط المسؤولون الأمريكيون وعمدوا إلى تحويل الانتباه عن فشلهم بإلقاء اللوم على الصين ومنظمة الصحة العالمية وتسييس الجائحة وهو ما أثر على ثقة الشعب الأمريكي بجهود الإدارة.

وحول ذلك، قال النجار إن" أداء الولايات المتحدة شابه التخبط وعدم التخطيط السليم في البداية، وبالتالي رأت كعادتها أن أفضل وسيلة لذلك هي إيجاد عدو لتحميله المسؤولية وتسجيل موقف سياسي ضده، فكانت الصين لما تمثله من قوة اقتصادية، ومنظمة الصحة العالمية لرفضها الرضوخ لرغبات البيت الأبيض".

وقال إن فشل الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر نفسها أم التكنولوجيا والاختراعات والابتكارات الطبية في العالم في إيجاد حل جذري لمرض فيروس كورونا الجديد وعلاج ناجع جعلها تبث الشائعات وتثير الشكوك حول أي جهد عالمي لحصر الوباء بعيدا عن قدرتها.

ورأى المرزوعي أن اتهام الإدارة الأمريكية للصين ما هو إلا هروبا من المسؤولية ومن مواجهة الشعب الأمريكي الذي فشلت في حمايته من فيروس كورونا الجديد.

وشبه المرزوعي التعليقات التي استخضرها الساسة الأمريكيون لبث الشائعات وبث روح الحقد والكراهية بـ"سموم أفاعي الانكونودا الأمريكية التي تنقض على فريستها وتحاصرها وتضغطها وتنفذ سمومها في الفريسة".

غير أنه استدرك قائلا "لكن هذا عندما كانت هذه الأفعى بكامل قوتها، لكنها اليوم تعاني من ضعف ووهن كبير. هناك مشاكل اقتصادية تتفاقم كلما ازدادت فترة انتشار الجائحة، كذلك مشاكل داخلية في مقدمتها هشاشة الاتحاد الفيدرالي، إضافة إلى النقمة العالمية عليها والحروب والمشاكل التي تديرها وتأججها في الكثير من أقاليم العالم ودوله".

وخلص إلى أن" الولايات المتحدة الآن باتت أضعف من أن تقوم بدور حقيقي عبر التعاون الدولي، الذي يشهد نموا كبيرا بقيادة الصين بعد انتشار الجائحة في جميع دول العالم".

الصور

010020070790000000000000011101451391919921