مقالة خاصة: الولايات المتحدة تبدأ في الانسحاب من منظمة الصحة العالمية وسط تصاعد الانتقادات وتزايد حالات الإصابة بكوفيد-19

2020-07-08 16:00:42|arabic.news.cn
Video PlayerClose

واشنطن 7 يوليو 2020 (شينخوا) تحركت الولايات المتحدة رسميا للانسحاب من منظمة الصحة العالمية حيث يقترب عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 في أنحاء البلاد من 3 ملايين مع تسجيل أكثر من 130 ألف حالة وفاة.

وقد تلقى الكونغرس يوم الثلاثاء إخطارا رسميا بالقرار الصادر عن الرئيس دونالد ترامب، حسبما غرد السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.

وقال مينينديز "إن وصف استجابة ترامب لكوفيد-19 بالفوضوي وغير المتسق لا يفيه حقه. هذا لن يحمي حياة أو مصالح الأمريكيين - إنه يترك الأمريكيين مرضى وأمريكا وحدها".

وأكد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة قدمت إخطار انسحابها إلى غوتيريش يوم الاثنين.

ووفقا للمتحدث، فإن الولايات المتحدة تعد طرفا في دستور منظمة الصحة العالمية منذ يونيو 1948، وحظيت مشاركة الولايات المتحدة في منظمة الصحة العالمية بقبول جمعية الصحة العالمية، "بشروط معينة وضعتها الولايات المتحدة بالنسبة لانسحابها النهائي من منظمة الصحة العالمية".

وذكر دوجاريك أن "تلك الشروط المقررة تشمل إخطار المنظمة قبل عام من الانسحاب ودفع الالتزامات المالية المقررة كاملة".

-- تصاعد الانتقادات

هاجم ترامب وإدارته مرارا منظمة الصحة العالمية وذلك على مدى شهور وهددا بقطع العلاقات مع المنظمة. وفي منتصف أبريل، أعلن أن إدارته ستوقف تمويل الولايات المتحدة لوكالة الصحة الدولية.

وأشارت لورين كلاسون في مقال نُشر في ((رول كول))، وهي صحيفة وموقع إلكتروني يصدر في واشنطن العاصمة يوم الثلاثاء، إلى أن خطوة الإدارة هذه "لديها عدد قليل من المؤيدين، حتى من الجمهوريين بالكونغرس".

وقال رئيس لجنة الصحة والتعليم والعمل والمعاشات في مجلس الشيوخ لامار ألكسندر- وهو جمهوري بارز- في بيان "لا أوافق على قرار الرئيس".

وأضاف ألكسندر، السيناتور البارز عن ولاية تينيسي، إن "سحب عضوية الولايات المتحدة يمكن أن يؤثر، من بين أمور أخرى، على التجارب السريرية الضرورية لتطوير اللقاحات التي يحتاجها مواطنو الولايات المتحدة، وكذلك غيرهم في العالم".

ووفقا لمقال نُشر في صحيفة ((هيل))، فإن خبراء الصحة العامة والديمقراطيين أثاروا أيضا تحذيرات بأن القرار قد يكون "قصير النظر ويمكن أن يقوض الاستجابة العالمية للجائحة".

وقال تقرير ((هيل)) إن "توقيت قرار الإدارة صار موضع تمحيص مكثف ومن المرجح أن يثير تساؤلات حول مشاركة الولايات المتحدة في الجهود العالمية لتطوير لقاح ضد فيروس كورونا الجديد".

إن "التخلي عن مقعدنا على الطاولة يترك الولايات المتحدة خارج عملية صنع القرار العالمية لمكافحة الفيروس والجهود العالمية لتطوير اللقاحات والعلاجات والوصول إليها، ما يجعلنا أكثر ضعفا أمام كوفيد-19 ويقلل في الوقت ذاته من مكانتنا كرائد في الصحة العالمية"، هكذا ذكر توماس فايل الابن، رئيس جمعية الأمراض المعدية الأمريكية في بيان. وكتب إريك سوالويل، ممثل الدائرة الانتخابية الـ15 لكاليفورنيا بالكونغرس، في تغريدة يقول إن "هذا القرار غير مسؤول، ومتهور، وغير مفهوم تماما. الانسحاب من منظمة الصحة العالمية في خضم أكبر أزمة للصحة العامة في حياتنا يعد خطوة مدمرة للذات. فمزيد من الأمريكيين سوف يتضررون من هذا الاختيار اللامبالي".

-- ما وراء القرار

في المعركة ضد جائحة كوفيد-19، اتخذت مجموعات مختلفة في واشنطن مواقف مختلفة بشأن عضوية منظمة الصحة العالمية، على خلفية الانتخابات العامة المقبلة المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل.

فمع دفع ترامب لعملية الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، قال جو بايدن، المرشح الرئاسي الديمقراطي المفترض، إنه سيعود إلى منظمة الصحة العالمية على الفور إذا فاز.

"الأمريكيون أكثر أمانا عندما تشارك أمريكا في تعزيز الصحة العالمية. في اليوم الأول من رئاستي، سألتحق مجددا بمنظمة الصحة العالمية وأستعيد ريادتنا على المسرح العالمي"، هكذا غرد نائب الرئيس السابق.

ومن ناحية أخرى، قال منتقدون إن هجمات ترامب على منظمة الصحة العالمية هي "محاولة لصرف اللوم عن سوء إدارته لتفشي فيروس كورونا الجديد - وستؤدي في النهاية إلى إلحاق الضرر بالولايات المتحدة"، حسبما جاء في تقرير صادر عن ((يو إس إيه توداي)) يوم الثلاثاء.

وذكر النائب إليوت إنجل ممثل الدائرة الانتخابية الـ16 لنيويورك بالكونغرس أن "توجيه اللوم إلى منظمة الصحة العالمية لن يعكس أخطاء الإدارة أو يزيل المعاناة التي تكبدتها بلادنا".

وقال إنجل، وهو أيضا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إن "الرئيس بحاجة إلى أن يكون جادا بشأن وقف انتشار هذه الجائحة المميتة عن طريق استعادة عضويتنا في منظمة الصحة العالمية، وزيادة الاختبارات، وتشجيع الجميع على ممارسة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات".

وحذرت أماندا غلاسمان، خبيرة الصحة العامة ونائبة الرئيس التنفيذي لمؤسسة "مركز التنمية العالمية" البحثية، من أن العالم لا يواجه التهديد الحالي لكوفيد-19 فحسب، بل أيضا مسألة علاج الأوبئة المستقبلية.

وقالت غلاسمان إن "الانسحاب مخالف للتوقعات في أحسن الأحوال وخطير على حياة البشر في أسوأ الأحوال. يجب على الكونغرس الأمريكي أن يستكشف على الفور ما لديه من قوة لمنع حدوث ذلك".

وذكر غايل سميث، الذي عمل في مجلس الأمن القومي وغيره من المناصب العليا في إدارة أوباما، "ينبغي على الولايات المتحدة استخدام نفوذها لتعزيز وإصلاح منظمة الصحة العالمية، وليس التخلي عنها في وقت يحتاج فيه العالم إليها بشدة".

الصور

010020070790000000000000011100001391972711