مقالة خاصة: عودة كوفيد-19 تعرض الانتعاش الاقتصادي الهش في الولايات المتحدة للخطر مع توقف ولاياتها عن إعادة الفتح

2020-07-10 15:58:30|arabic.news.cn
Video PlayerClose

واشنطن 9 يوليو 2020 (شينخوا) قامت أكثر من 20 ولاية في الولايات المتحدة إما بإيقاف مؤقت لإعادة الفتح المرحلي للاقتصاد أو بالتراجع عن ذلك جزئيا وسط عودة ظهور حالات إصابة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة والتي تجاوز عددها 3 ملايين يوم الأربعاء.

من المرجح أن يؤدي التهديد المتجدد لفيروس كورونا الجديد إلى إضعاف ثقة الجمهور، وتقويض إنفاق المستهلك والاستثمار، وإثقال كاهل الانتعاش الهش على صعيد البلاد بأسرها.

علاوة على ذلك، أدت الجائحة إلى تفاقم عدم المساواة في الدخل والثروة والفرص والعرق في الولايات المتحدة. وكلما طال الركود الحالي، ستزداد المخاطر في جميع أنحاء البلاد، حسبما حذر اقتصاديون ومسؤولون.

-- إيقاف مؤقت لإعادة الفتح

بدأت الولايات الأمريكية في تخفيف عمليات الإغلاق تدريجيا وإعادة فتح اقتصاداتها منذ أواخر أبريل بعد أن أجبرت الجائحة العديد من أنشطة الأعمال التجارية إلى تقليل عملها أو الإغلاق بدءا من مارس.

وبحلول أوائل يونيو، كانت جميع الولايات الخمسين في مرحلة ما من إعادة الفتح. ومع ذلك، قامت أكثر من 20 ولاية إما بإيقاف خطط إعادة الفتح مؤقتا أو التراجع عنها جزئيا بعد الزيادات القياسية في عدد حالات الإصابة في الأسابيع الأخيرة.

فقد أصبحت ولايات فلوريدا وتكساس وأريزونا، مع تسجيل حالات الإصابة الجديدة اليومية لديها لأرقام قياسية جديدة وارتفاع عدد المرضى في مستشفياتها، أحدث بؤر لتفشي المرض في البلاد.

فأبلغت تكساس عن أكثر من 10 آلاف حالة إصابة جديدة يوم الثلاثاء، محطمة بذلك رقمها القياسي السابق للزيادات في يوم واحد وأصبحت أحدث ولاية تصل إلى هذا المعلم القاتم.

وفي أواخر شهر يونيو، أعلن حاكم ولاية تكساس جريج أبوت أن الولاية ستوقف أي مراحل أخرى من إعادة الفتح، مصدرا أمرا بإغلاق الحانات وتشديد القيود على بعض أنشطة الأعمال التجارية. كما شجع أبوت أهالي تكساس على البقاء في المنزل وأصدر أمرا بارتداء الكمامة على مستوى الولاية وقد بدأ سريانه من 3 يوليو.

وكتب مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في مؤسسة ((موديز أناليتيكس))، في تحليل يوم الثلاثاء، يقول "من الواضح بشكل متزايد أن العديد من الحكام أعادوا فتح ولاياتهم بأسرع مما ينبغي، وأعادوا تأجيج الفيروس وألحقوا الضرر باقتصاداتهم".

وحتى يوم الأربعاء، أكد البلد تسجيل أكثر من 132 ألف حالة وفاة مرتبطة بالفيروس، وفقا لإحصاءات جامعة جونز هوبكنز.

وصرح جاري هوفباور، المسؤول السابق بوزارة الخزانة الأمريكية والزميل الكبير بمعهد بيترسون للاقتصادات الدولية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الأربعاء قائلا "من الواضح أن الولايات المتحدة اتبعت مسارا مختلفا تماما عن الصين فيما يتعلق بكوفيد -19".

"في الولايات المتحدة، كانت عمليات الإغلاق الصارمة محدودة، ولم يتم على الإطلاق اتباع عملية تتبع حازمة. وهذا ما جعل من التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات استجابتين رئيسيتين، ليتم التركيز بشكل كبير على المسؤولية الشخصية بدلا من الإجراءات العامة. وكانت النتيجة، بالطبع، عددا كبيرا من حالات الإصابة في الولايات المتحدة، وأعدادا أخرى كثيرة في الطريق"، حسبما قال هوفباور.

-- التعافي الهش في خطر

إن عودة ظهور العدوى، التي تسببت في إيقاف إعادة فتح الاقتصاد مؤقتا أو التراجع عنها، من المرجح أن تقوض ثقة الجمهور، وتؤدي إلى سلوك أكثر حذرا لدى المستهلكين وأنشطة الأعمال التجارية، وإثقال كاهل الانتعاش الهش على صعيد البلاد بأسرها.

فقد أصبح الأمريكيون أكثر تشاؤما بشأن احتمالات تحقيق تعافي سريع من الجائحة، وفقا لاستطلاع نشرته صحيفة ((فاينانشيال تايمز)) ومؤسسة ((بيتر جي بيترسون)) يوم الثلاثاء.

وأظهر الاستطلاع أن حوالي 49 في المائة من الناخبين الأمريكيين قالوا إنهم يعتقدون أن تفشي الفيروس سيزداد سوءا في مجتمعهم خلال الشهر المقبل، فيما ذكر 63 في المائة أن الاقتصاد الأمريكي سيستغرق عاما أو أكثر حتى يتعافى بالكامل.

وقالت لوريتا ميستر رئيسة فرع بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند لشبكة ((سي أن بي سي)) يوم الثلاثاء إن الاقتصاد الأمريكي يظهر علامات على "الاستقرار"، مضيفة أنه "سيكون طريقا طويلا إلى حيث كنا في فبراير".

وأضافت "لهذا السبب قال بنك الاحتياطي الفيدرالي إننا هنا بأدواتنا ونتوقع وجود سياسة نقدية ميسرة للغاية لبعض الوقت في المستقبل، لأن الأمر سيستغرق وقتا طويلا لنتخطى ذلك".

وأظهرت الإحصاءات الرسمية أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للولايات المتحدة قد تقلص بمعدل سنوي قدره 5 في المائة في الربع الأول من هذا العام، ومع ذلك، لا يزال الرقم لا يعبر بشكل كامل عن الضرر الاقتصادي الناتج عن كوفيد-19 ويتوقع العديد من المحللين أن يتقلص الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بحدة بمعدل سنوي يتراوح بين 30 و40 في المائة في الربع الثاني.

وصرح مايكل هيكس، مدير مركز بحوث الأعمال والاقتصاد بجامعة بول ستيت في إنديانا، لـ((شينخوا)) عبر البريد الإلكتروني يوم الأربعاء بأن "ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض، ومعظمها في ولاياتنا الجنوبية بمنطقة (الحزام الشمسي)، تسبب في توجه العديد من قادة البلديات والولايات إلى فرض مزيد من القيود أو إلى العدول عن خططهم الخاصة بإعادة الفتح. وسيؤدي هذا بالطبع إلى إبطاء النشاط الاقتصادي في تلك الولايات".

ولدى إشارته إلى أن المرض تسبب أكثر من عمليات الإغلاق الحكومية المحدودة في تباطؤ الاقتصاد بعمق في الربع الثاني، قال هيكس إن "انخفاضا كبيرا حدث في الإنفاق في المطاعم والحانات ومحال البيع بالتجزئة ومراكز الترفيه قبل الإغلاق الذي تم في معظم أنحاء البلاد".

وقال جوزيف بروسويلاس، كبير الاقتصاديين في شركة المحاسبة والاستشارات (RSM US LLP) "سنستمر في توجيه الانتباه حتى يكون هناك نظام وطني للاختبار والتتبع والعلاج، وإن أي حديث عن الانتعاش الاقتصادي سابق لأوانه في أفضل الأحوال".

كما أشار كريس فارفاريس، الرئيس المشارك لقسم بحوث الاقتصاد الأمريكي في مؤسسة (IHS Markit)، إنه قلق بشأن انتكاسات الولايات وارتفاع معدلات الإصابة والوفيات، ما يزيد من احتمالات عودة الاقتصاد الأمريكي إلى الركود بحلول نهاية العام.

وقال "لقد رأينا بعض العمال المسرحين مؤقتا يعودون إلى وظائفهم، لكن البطالة الدائمة مستمرة في الارتفاع بوتيرة سريعة".

وشاطره هوفباور الرأي قائلا "أتوقع أن تظل البطالة أعلى من 10 في المائة حتى يتم البدء في إعطاء لقاح على نطاق واسع. ولا أتوقع حدوث ذلك قبل يونيو 2021".

وذكر هيكس أن الاقتصاد الأمريكي سيواجه في أحسن الأحوال "عودة بطيئة للغاية إلى الحياة الطبيعية".

-- عدم المساواة تزداد سوءا

للأسف، يقع عبء الجائحة في الولايات المتحدة على عاتق الكثير ممن هم أقل قدرة على تحمله. فعلى سبيل المثال، كان ارتفاع البطالة شديدا بشكل خاص بالنسبة للعمال ذوي الأجور المتدنية، والنساء، والأمريكيين من أصل أفريقي، ومن هم من أصل لاتيني.

وحذر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من أن الانكماش الحالي يخاطر بتفاقم الفوارق الاجتماعية-الاقتصادية القائمة منذ أمد بعيد في مستويات المعيشة.

كما أشار باتريك هاركر، رئيس فرع بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، مؤخرا إلى أن الجائحة زادت من تفاقم عدم المساواة في الدخل والثروة والفرص والعرق.

وقال هاركر "إن "عدم المساواة الأمريكية تمثل تحديا معنويا وأخلاقيا للعقيدة المؤسسة لبلدنا. لكن الأبحاث تظهر أنها مشكلة اقتصادية متنامية أيضا"، مشددا على أهمية "التعافي العادل من كوفيد-19". وحذر تشارلز إيفانز، رئيس فرع بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، من أنه كلما طال الركود الحالي أو كان الانتعاش أضعف، كلما زاد خطر حدوث ضرر دائم للإناث والأقليات والشباب والعمال الأقل مهارة.

وأضاف أن "أسر الأقليات، والأسر التي تعولها النساء، والأسر المحرومة، والأسر الأصغر سنا لديها مدخرات أقل للاستفادة منها في حالة الطوارئ وقد تواجه خطر الإفلاس بشكل أكبر. حتى بعد مرور أسوأ أزمة، قد تتركهم الندوب التي طالت ميزانياتهم بعيدا خلف الركب".

وذكر جيفري ساكس، أستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا، أن الولايات المتحدة "استجابت بفشل تام" للجائحة على المستوى الوطني.

وصرح ساكس لـ((شينخوا)) عبر البريد الإلكتروني يوم الأربعاء، قائلا إنه "فضلا عن إنفاق المال، لا توجد إستراتيجية للصحة العامة. ترامب لا يقم سوى بتجاهل الفيروس. إنه وضع مروع ويعكس جهل الرئيس وفريقه وعجزه وقسوته".

وقال "إن (الارتفاع الأخير في حالات الإصابة) يعوق بالفعل الانتعاش، مع قيام الولايات بتأجيل إعادة الفتح أو التراجع عن عمليات إعادة الفتح الأخيرة، ومع وجود زيادة كبيرة في حالة عدم اليقين بوجه عام وفي حالة الاستقطاب السياسي".

الصور

010020070790000000000000011100001392029011