مقابلة خاصة: خبير إسرائيلي: لا ينبغي استهلاك منتجات البروبيوتيك حتى إجراء مزيد من البحوث حولها

2020-07-10 18:07:33|arabic.news.cn
Video PlayerClose

القدس 10 يوليو 2020 (شينخوا) أوصى خبير إسرائيلي رفيع المستوى في مجال ميكروبات الأمعاء، بوقف استهلاك منتجات البروبيوتيك حتى إجراء المزيد من البحوث حول سلامتها وفعاليتها.

ومنتجات البروبيوتيك هي مكملات غذائية تحتوي على بكتيريا مفيدة للأمعاء، وهي صناعة عالمية تقدر بمليارات الدولارات الأمريكية.

ويتم الإعلان عن تلك المنتجات في جميع أنحاء العالم كجزء من نظام غذائي متوازن، وحتى كمكمل غذائي مطلوب في ظروف صحية معينة.

وقال الأستاذ في قسم علم المناعة بمعهد (وايزمان) للعلوم عيران إليناف في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، انه من الضروري وقف استهلاك منتجات البروبيوتيك حتى إجراء مزيد من البحوث حول سلامتها وفعاليتها.

وأضاف إليناف "ينبغي إخبار الناس بالحقيقة، بدلاً من الإعلان عن ادعاءات غير مثبتة، وهي أن هذه المنتجات (البروبيوتيك) في معظم الحالات لم يتم إثبات سلامتها وفعاليتها بما فيه الكفاية".

وعلى الرغم من أن البروبيوتيك معروفة نسبياً وموجودة في الأسواق لسنوات عديدة، إلا أنه لا يوجد ما يكفي من البحوث القطعية حول ما تفعله هذه المنتجات بالضبط لجسم الإنسان، إن وجد جزء منها.

وأوضح إليناف أن "السبب الوحيد الذي يجعلنا جميعا نستهلك البروبيوتيك هو أنها لا تباع كدواء كما يجب أن يكون، وإنما كمكمل غذائي، وهذا ما يمكن الصناعة من تجاوز أي نوع من أنواع الفحوص الطبية والعلمية".

ويعمل إليناف مع فريقه منذ سنوات للحصول على فهم أفضل لما تفعله البروبيوتيك لجسم الإنسان.

ونشرت دراسات الفريق في العديد من المنافذ العلمية والإخبارية المرموقة حول العالم، ويواصل إليناف في الوقت الحاضر العمل في مختبره في إسرائيل لإجراء المزيد من الأبحاث حول البروبيوتيك.

وأظهرت التجارب التي استنتجها فريق العلماء الذي يرأسه إليناف، أن نصف الأشخاص الذين استهلكوا البروبيوتيك لم يروا أي تأثير لها.

وفي دراسة أخرى، فوجئ إليناف وزملاؤه عندما وجدوا أن البروبيوتيك في بعض الحالات أعاقت الشفاء الطبيعي للأشخاص من العلاج بالمضادات الحيوية.

ووفقا لإليناف، فإن هذا التباطؤ في عملية الشفاء الطبيعية بإمكانه أن يسبب "تطورا في السمنة والحساسية، إلى جانب العديد من الأمراض البشرية المحتملة الأخرى".

ويتكون البروبيوتيك من البكتيريا الحية، وفقا لإعلانات الصناعة الخاصة بها في جميع أنحاء العالم، والتي من المفترض أن يكون لها تأثير جيد على جسم الإنسان.

وتضاف البروبيوتيك إلى أقراص الدواء والزبادي ومنتجات الألبان وأغذية الأطفال وطعام الحيوانات الأليفة وغير ذلك.

والفكرة وراء البروبيوتيك هي أن جسم الإنسان يحتوي على كائنات حية دقيقة بداخله، والتي يعتبرها العلماء ضرورية لصحة جيدة.

ويعتقد العلماء أن بعض هذه البكتيريا، وخاصة تلك الموجودة في الأمعاء "جيدة"، وبعضها الآخر "سيئة"، وعندما يعاني الأشخاص من الإجهاد والأمراض، والنظام الغذائي غير المكتمل، وتناول المضادات الحيوية، وما إلى ذلك، فإن التوازن بين البكتيريا معرض للخطر.

وفي حين يفحص العلماء في جميع أنحاء العالم، كيفية تأثير هذه البكتيريا على جوانب مختلفة من الصحة، سرعان ما ادعت صناعة البروبيوتيك أن منتجاتها تشمل سلالات من البكتيريا المفيدة لمختلف الحالات الصحية.

وتمتلك شركات صناعة البروبيوتيك مجموعة من الجمعيات المهنية التي تساعد في الترويج لمنتجاتها، مثل الجمعية الدولية للبروبيوتيك (IPA)، والتي قالت يوم الأربعاء الماضي ان "عدم التعافي من الميكروبات في ظل ظروف الدراسة، لا يعني أن البروبيوتيك غير فعال ككل".

وربطت الجمعية الدولية للبروبيوتيك تعليقاتها بفريق العلماء الذي يرأسه إليناف من معهد (وايزمان)، والذين تم إجراء مقابلة معهم يوم الأحد الماضي، حول أبحاثهم من قبل البرنامج الأمريكي الشهير (60 دقيقة) على قناة (CBS).

ورداً على ذلك، قال إليناف لـ ((شينخوا)) ان "الجمعيات الملوثة تجارياً أو المدعومة تجارياً، تحتاج إلى تقييم دقيق للغاية، عندما تقدم مطالبات بسبب مصالحها التجارية التي تكمن في الكثير من تعليقاتها".

ولدى كل مرء كائنات دقيقة فريدة من نوعها، "تريليونات من البكتيريا"، تعيش داخل الجسم، ولكل إنسان علاقة بيولوجية فريدة معها، تؤثر على صحته بطرق عديدة.

وبدأ العلم مؤخراً في فهم هذا العالم الصغير وإمكاناته، ودوره في أجسامنا، حيث يمكننا استنتاج أن الكائنات الحية الدقيقة في أجسامنا تحدد تفردنا، على غرار آلية عمل جيناتنا بذلك.

وبحسب العلماء، فإن هذه الميكروبات تؤثر على وظائف الأعضاء البشرية، والمناعة، والجهاز العصبي والأيض، بالإضافة إلى نمو الأعضاء.

بالإضافة إلى ذلك، تؤثر المرحلة الأولى من العدوى الميكروبية على مجموعة كبيرة ومتنوعة من عمليات المرض، بدءاً من الأمراض الالتهابية المزمنة إلى المناعة الذاتية والسمنة والسرطان.

ووفقا لموقع مختبر إليناف، فإن أكثر من 90 في المائة من جسم الإنسان يتكون من خلايا غير بشرية، ومنها البكتيريا والفيروسات والطفيليات، والفطريات التي تعيش في البشر.

ويواصل باحثو معهد (وايزمان) الاختبارات حول الكيفية التي يمكن أن تفيد بها البروبيوتيك أو تضر بصحة الأشخاص، وفي الوقت نفسه، فإن استنتاجهم هو أنه يمكن أن تعمل على ان تكون مصممة خصيصا لكل فرد.

وأكد إليناف "أنا لا أقول أن البروبيوتيك هي فكرة سيئة أو قد لا تعمل بالضرورة"، مضيفا أن "هناك حاجة إلى دراسة طويلة الأجل مطلوبة من قبل العلماء الموضوعيين والباحثين الطبيين".

الصور

010020070790000000000000011100001392031491