تحقيق إخباري: دور النشر المصرية تئن تحت وطأة أزمة كورونا ومبيعات الكتب تتراجع

2020-07-13 19:55:18|arabic.news.cn
Video PlayerClose

القاهرة 13 يوليو 2020 (شينخوا) تراجعت مبيعات الكتب في مصر بشكل كبير منذ ظهور أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد -19)، ما تسبب في خسائر مادية كبيرة لدور النشر، التي اضطر بعضها إلى الإغلاق أو تغيير النشاط.

وسجلت مصر أول إصابة بفيروس كورونا في 14 فبراير الماضي، وبلغ عدد ضحايا المرض حتى الآن 82 ألفا و70 مصابا، و3858 حالة وفاة.

واتخذت الحكومة المصرية سلسلة إجراءات احترازية، من بينها وقف السياحة الخارجية والطيران ووقف الأنشطة الرياضية والتعليمية والثقافية وغيرها، للحد من تفشي المرض قبل أن تقوم بإلغاء هذه الإجراءات في إطار خطة للتعايش مع الفيروس.

ويوجد في مصر 1200 دار نشر مسجلة فى اتحاد الناشرين، إلى جانب 300 دار نشر جديدة تحت التسجيل.

وقال رئيس اتحاد الناشرين المصريين سعيد عبده، إن تأثير أزمة مرض فيروس كورونا على قطاع ودور النشر في مصر "سلبي بشكل كبير جدا".

وأضاف عبده، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن "مبيعات الكتب تراجعت منذ ظهور مرض فيروس كورونا الجديد بنسبة تتراوح بين 70 إلى 80%، والطباعة متوقفة بنسبة 80%، ودورة الصناعة توقفت".

وتابع أنه "تم التوقف عن سداد مستحقات المؤلفين والناشرين.. وجميع العاملين فى هذه الصناعة تأثروا بشكل كبير جدا".

وأردف "لم نكن نتوقع أن يصل مستوى تأثير الأزمة على قطاع النشر لهذه الدرجة.. وكنا نعتقد أن هذا التأثير السلبي سيستمر لمدة شهر أو شهرين، لكن اتضح أن الأزمة مستمرة حتى يظهرعلاج للفيروس".

واستطرد أن "قطاع النشر في مصر يتعرض لخسائر كبيرة بسبب أزمة كورونا، التي أدت إلى توقف السوق المحلية بشكل تام"، مشيرا إلى عدم وجود معارض لبيع الكتب في الجامعات أو الهيئات خلافا للوضع قبل ظهور الفيروس.

ولفت عبده، إلى إغلاق بعض المكتبات جراء الفيروس، وانخفاض مبيعات الكتب بالمكتبات المفتوحة إلى أقل من 10% مقارنة بمبيعاتها قبل الأزمة.

ولم يقتصر الأمر على السوق المحلية فقط، بل امتد إلى معارض الكتب الخارجية، مثل معرضي مسقط وتونس الدوليين للكتاب، حسب رئيس اتحاد الناشرين المصريين.

وأوضح عبده، أن مبيعات دور النشر المصرية التي شاركت في معرض مسقط انخفضت بشكل كبير بسبب أزمة كورونا، ونوه بأن الناشرين المصريين أرسلوا شحنات كتب على متن بواخر للمشاركة في معرض تونس، ثم قاموا بإرجاعها لمصر على الرغم من أنها كانت على مشارف تونس، وتحملوا مصاريف الشحن ذهابا وإيابا.

وواصل أنه "بصفة عامة، المعارض الخارجية تقريبا انتهت هذا العام بسبب أزمة فيروس كورونا، وهذا يمثل خسارة لنا تقدر بحوالي 20 مليون دولار".

واستطرد أنه "نظرا لأن الأزمة سوف تستمر فترة طويلة، فقد توجهنا إلى كافة الجهات لطلب الدعم لمساعدتنا في عبور هذه الأزمة، لأن كل شهر يمر علينا يؤثر على الأقل على 10% من دور النشر أو يخرجها من السوق".

وفي محاولة للتغلب على تراجع مبيعات الكتب، أطلق اتحاد الناشرين سلسلة مبادرات من بينها مبادرة "خليك (ابقى) في البيت مع خير جليس" لتوصيل الكتب إلى المنازل دون مصاريف نقل، كما لجأت دور النشر إلى المنصات الإلكترونية.

لكن رئيس اتحاد الناشرين أوضح أن المبيعات عبر المنصات الإلكترونية لا تتجاوز 10% من المبيعات كحد أقصى.

وشاطره الرأي هيثم حسن مدير مؤسسة "دارك" للنشر والتوزيع، بقوله إن أزمة فيروس كورونا لها "تأثير سلبي جدا على صناعة النشر والكتاب".

وتراجعت الطباعة وبيع الكتب بمؤسسة "دارك" منذ بداية الأزمة بنسبة تتراوح بين 80 إلى 90%، حسبما ذكر حسن لـ "شينخوا".

وأوضح مدير "دارك"، أن "كل العاملين فى هذه الصناعة تعرضوا لخسائر مالية، وربما أغلقت دور نشر لأنه من الصعب على بعضها تحمل هذه الأزمة، التي تسببت في حالة من التوقف، بعد إلغاء خريطة المعارض الدولية بالكامل، ووقف معظم المنافذ الترويجية والتسويقية فى الدول العربية".

وأشار إلى أن "دارك" لجأت إلى بيع الكتب إلكترونيا مع تحملها تكلفة الشحن، ثم طرحت مبادرة جديدة لبيع الكتب بالتقسيط دون فوائد، من أجل تجاوز الأزمة الحالية.

ولم يختلف الأمر بالنسبة للخبير في قطاع النشر والترجمة الدكتور أنور مغيث، مؤكدا أن أزمة فيروس كورونا لها تأثير سلبي على صناعة النشر فى مصر.

وقال مغيث، وهو مدير المركز القومي للترجمة سابقا، لـ "شينخوا" إن "شركات النشر والمطابع تقريبا تعمل بثلث طاقتها، كما أن الاستهلاك في السوق أصبح محدودا جدا".

ومع ذلك، رأى الخبير المصري أن "هناك جانبا وحيدا يمكن أن يكون إيجابيا للأزمة هو أن الناس بدأت تبحث عن الكتب وتقرأها عبر المنصات الإلكترونية من أجل عدم الخروج من المنازل فى ظل انتشار الفيروس، وهو أمر من الممكن أن يزيد الكتب الديجيتال ويقلل من الكتب الورقية".

إلا أنه رأى أنه من الصعب في الوقت الحالي أن تعود مبيعات الكتب إلى المعدل الذي كان عليه قبل ظهور فيروس كورونا.

وأشار مغيث، إلى أن الكثير ممن يعملون في سوق النشر قاموا بتغيير النشاط بسبب الأزمة، بعد أن تعرضوا لخسائر مادية.

ودعا دور النشر إلى بذل مجهود أكبر لإعادة جذب القارئ لشراء الكتب، عبر تخفيض أسعار الكتب وتقليل هامش الربح وتنظيم الكثير من الندوات التوعوية، وطالب وسائل الإعلام بالمساعدة فى هذا الأمر.

الصور

010020070790000000000000011101421392094781