مقالة خاصة: عائلة فلسطينية في رام الله تحول كهفا إلى مسبح هربا من الحجر بسبب "كوفيد-19"

2020-07-23 02:38:32|arabic.news.cn
Video PlayerClose

رام الله 22 يوليو 2020 (شينخوا) للوهلة الأولى تندهش من مشهد مسبح أقامته عائلة فلسطينية على تل يطل على سفوح جبلية غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، بحرفية وإبداع قل مثيلها.

ولجأت عائلة الخطيب من بلدة "نعلين" غرب رام الله، إلى تحويل جزء من كهف في أرض تملكها مساحتها 5 دونمات إلى مسبح هربا من الحجر الصحي مع تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وبدا المسبح الذي استغرق العمل فيه من قبل أفراد العائلة قرابة أربعة شهور بين الجبال، كأنه طبيعي وليس من صنع الإنسان ما أضفى عليه منظرا خلابا وسط الطبيعة الخضراء.

ويقول محمد الخطيب صاحب المسبح لوكالة أنباء ((شينخوا))، بينما يقف على حافة المسبح الذي تلفه أشجار زيتون، إن "الحجر المنزلي جراء تفشي مرض فيروس كورونا أصابنا بحالة نفسية سيئة".

ويضيف الخطيب ، وهو أب لأربعة أطفال، "تواجدنا المستمر في المنزل في ظل إغلاق البلاد وتوقف المدارس والجامعات والعمل، دفعنا إلى استصلاح الأرض وإقامة مسبح".

ويعمل الخطيب (45 عاما)، محاميا وينشط في مقاومة الاستيطان في قريته التي تعد واحدة من أكثر البلدات المقاومة للاستيطان وجدار الفصل الإسرائيلي في الضفة الغربية.

ويقول إن "الجدار والحواجز الإسرائيلية حرمتنا من حرية الحركة والتنقل بين المحافظات الفلسطينية".

ويشير الخطيب إلى أنه يشاهد شاطئ البحر فقط عبر الانترنت لأنه ممنوع من دخوله بسبب الرفض الإسرائيلي وعدم الموافقة على منح تصريح له.

ويضيف الخطيب بتهكم بينما لم تفارق الضحكة وجهه "إذ لم نستطع الذهاب إلى البحر فقد أحضرنا البحر إلينا" (في إشارة إلى المسبح).

وتابع "رغم الحصار والجدار ومصادرة الأراضي إلا أننا نحب الحياة والفرحة كما شعوب العالم".

ويتسع المسبح الصناعي لنحو 100 متر مكعب من الماء في مساحة 90 مترا مربعا، في حين يتم توفير كل سبل السلامة والوقاية والتعقيم للمياه على مدار الساعة.

ويوضح أن التكلفة المادية لإقامة المسبح ليست كبيرة نظرا لأن العمل كان يدويا بمشاركة أشقائه، لافتا إلى أنه مخصص لأفراد العائلة التي تضم 25 فردا فقط والتي تقضي أغلب ساعات النهار في داخله.

ويتابع الخطيب، أن المسبح ليس لعامة الناس بسبب "إجراءات الصحة العامة ومنعا لانتقال عدوى فيروس كورونا بيننا ولذلك نفضل أن يكون عدد المتواجدين قليلا".

ولاقت فكرة إقامة المسبح تشجيعا من قبل أفراد العائلة وكذلك فلسطينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).

وأعربت الطفلة مريم الخطيب (11 عاما)، عن سعادتها الكبيرة بينما كانت تستعد للقفز في المسبح.

وتقول الخطيب لـ ((شينخوا))، "أمضي ساعات طويلة داخل المسبح يوميا لأفرغ الطاقة السلبية جراء تواجدنا الطويل في البيت بفعل مرض فيروس كورونا".

وتضيف الطفلة الصغيرة، "الحياة شبه متوقفة (..) لا يوجد مدارس ولا أماكن ترفيه ومشاكل الاحتلال الإسرائيلي ولذلك المسبح مكان جميل لقضاء وقت رائع".

وسبق أن أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الخامس من مارس الماضي حالة الطوارئ فور تسجيل أولى حالات الإصابة بالفيروس في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار المرض.

وعلى إثر الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تتضمن العزلة وتحديد الحركة، تم إغلاق المدارس والكنائس والمساجد والمحلات التجارية والمطاعم والنوادي والصالات الرياضية وحظر التجمعات العامة.

وفي نهاية مايو الماضي، بدأت الحكومة الفلسطينية بإدخال سلسلة إجراءات لتخفيف تدابير مواجهة الفيروس في الضفة الغربية، إلا أنها أعادت مع بداية يوليو الجاري إغلاق المحافظات بعد تزايد أعداد الإصابات والوفيات بالمرض.

الصور

010020070790000000000000011100001392329231