مقالة خاصة: "كيس بلدي".. مبادرة شبابية لتقليل استعمال البلاستيك والحد من مخاطره البيئية في غزة

2020-07-30 21:55:42|arabic.news.cn
Video PlayerClose

MIDEAST-GAZA-FABRIC BAGS-INITIATIVE

 

غزة 30 يوليو 2020 (شينخوا) تعمل الشابتان الفلسطينيتان براء المدهون، وغدير السقا، وهما من سكان غزة لساعات طويلة في حياكة أكياس من القماش وتزيينها بالرسومات أو التطريز التراثي الفلسطيني ضمن مبادرة لتقليل استعمال البلاستيك والحد من مخاطره البيئية.

وتنتج الشابتان حقائب يدوية بغرض تقديمها كهدايا لصديقتيهما أو معارفهما في محاولة لنشر ثقافة استعمال الأكياس القماشية بدلا من البلاستيكية المضرة للبيئة، والتي تحتاج لعقود من السنين قبل أن تتحلل.

وهما تعملان ضمن مجموعة تضم سبعة شبان غالبيتهم من خريجي الجامعات، أطلقت حديثا في غزة مبادرة "كيس بلدي" لحياكة وتجهيز المئات من الأكياس القماشية لاستخدامها بدلا من الأكياس البلاستيكية.

وعادة ما يحصل الشبان على القماش، الذي يستخدم في تصنيع الأكياس من مخلفات مصانع الخياطة، بالإضافة إلى مخلفات الملابس البالية أو التي لا يتم استعمالها من أجل إعادة تدويرها مرة أخرى.

ويتجمع الشبان يوميا في مؤسسة أيام المسرح، التي احتضنت المبادرة كفكرة ريادية يمكن تطويرها خلال الأشهر المقبلة، ونشرها على أوسع نطاق بين فئات المجتمع المختلفة.

ويقول الشاب أحمد المدهون منسق المبادرة، وهو من سكان غزة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنهم يهدفون إلى تشجيع السكان وخاصة الجيل الشاب على استخدام الأكياس القماشية بدلا من البلاستيك للحد من النفايات الصلبة.

ويضيف المدهون، بينما كان يتابع الصفحة الخاصة بمبادرتهم على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن "الثورة الصناعية أثرت بشكل سلبي على الحياة البيئية، والتي بدورها أثرت سلبا على صحة الإنسان لأننا نعيش في دائرة متكاملة".

وينوه إلى أن "الكيس البلاستيك يحتاج لسنوات طويلة حتى يتحلل في البيئة، بالإضافة إلى أنه بالعادة يتم التخلص منه إما بالحرق أو بإلقائه في البحار والمحيطات وبجميع الأحوال يتسبب بتلوث البيئة مما يسبب أمراضا للإنسان".

ويسبب التلوث الناتج عن المواد البلاستيكية المتنوعة أضرارا عديدة في جميع الأنظمة البيئية ومكوناتها، كما أنها تتضمن موادا كيميائية ضارة بالتربة المحيطة بها، والتي من الممكن أن تتسرب إلى المياه الجوفية والمسطحات المائية القريبة منها، مما يلحق الضرر بالكائنات الحية عند شربها لهذه المياه.

ويبرز المدهون مخاطر وجود آلاف الأطنان من النفايات المتراكمة في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ 13 عاما، والتي تحتوي على نسبة كبيرة من مخلفات البلاستيك، سواء كانت على هيئة أواني أو أكياس بلاستيكية، والتي غالبا ما تكون سببا في انتشار الأوبئة.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن متوسط إنتاج الأسرة اليومي من النفايات المنزلية في قطاع غزة يتجاوز 2.4 كجم، فيما يبلغ مجموع نفايات المنازل اليومية حوالي 716 طنا.

وتظهر الإحصائيات الصادرة عام 2018، بأن 12 في المائة من النفايات المنزلية هي نفايات بلاستيكية، والتي عادة ما يتم التخلص منها إما بالحرق الذي يتسبب بالتلوث الهوائي أو حتى بإلقائها في البحار والذي يتسبب بتلوث البحار.

وتقول المدهون لـ((شينخوا)) "نحن أمام كارثة بيئية، خاصة وأننا نعيش في قطاع غزة المحاصر، ولا توجد مصانع تعمل على إعادة تدوير المخلفات، لذلك نحاول أن ننشر ثقافة استعمال أكياس القماش بين السكان".

وتضيف بينما كانت تطرز أحد أكياس القماش "بدأنا بأنفسنا بحمل كيس القماش أثناء ارتيادنا للأسواق أو المولات أو حتى أثناء ذهابنا للعمل، من أجل وضع المشتريات فيه، وأحيانا لوضع القمامة فيها من أجل تشجيع عامة السكان".

أما صديقتها السقا فهي تعمل على حياكة الأكياس بمساعدة زملائها باستخدام ماكينات حياكة.

وتقول السقا لـ(شينخوا) إنه "من المهم أن نستعيد ثقافة أجدادنا، الذين كانوا يعتمدون على أدوات صديقة للبيئة في حياتهم اليومية".

وتضيف "في السنوات الأخيرة، انتشرت العشرات من الأوبئة والأمراض في قطاع غزة بسبب التلوث البيئي، الذي يؤثر سلبا على حياتنا الصحية، وكذلك على المشهد البيئي خاصة في ظل عدم توفر وسائل صحية لتصريف هذه النفايات العضوية".

وتشدد السقا على أن "الجيل الشاب قادر على تغيير العادات التي تضر بصحة الإنسان، من خلال البدء بأنفسهم أولا ونشر الفكرة بين الأصدقاء وأفراد العائلة، وصولا إلى اعتماد العادات الجديدة الصحية كثقافة جديدة يتم اعتمادها بشكل أساسي".

وفي محاولة من الشبان لدعم مبادرتهم، يقومون بنشر فيديوهات تعليمية عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لشرح طرق تدوير الملابس القديمة إلى أكياس من القماش وتزيينها لتصبح مقبولة للاستعمال في كافة الأماكن.

   1 2 3 4 5 >  

الصور

010020070790000000000000011100001392523551