مقالة خاصة: حاجة ماسة للتعاون متعدد الأطراف مع تجاوز حالات الإصابة بكوفيد-19 عالميا عتبة الـ19 مليون

2020-08-07 18:04:05|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 7 أغسطس 2020 (شينخوا) إن الوضع المأساوي الذي تجاوزت فيه حالات الإصابة بكوفيد-19 على مستوى العالم عتبة الـ19 مليون أطلق إنذارا جديدا بأن الجائحة المدمرة بعيدة كل البعد عن الزوال، وأن العالم بحاجة ماسة إلى تعاون متعدد الأطراف وتضامن عالمي في مكافحة العدو المشترك للبشرية.

فقد أودى فيروس كورونا الجديد بحياة أكثر من 713400 شخص في جميع أنحاء العالم حتى الآن. وكانت الولايات المتحدة هي الأشد معاناة، حيث سجلت أكثر من 160 ألف حالة وفاة، تليها البرازيل التي سجلت أكثر من 98490 حالة وفاة، وفقا للبيانات التي جمعها مركز علوم وهندسة النظم في جامعة جونز هوبكنز.

وفقا للمركز، هناك أيضا دول أخرى سجلت أكثر من 400 ألف حالة إصابة بالمرض وتشمل الهند وروسيا وجنوب إفريقيا والمكسيك وبيرو.

-- تدهور طويل الأمد في الصحة والاقتصاد

في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث تجاوز عدد حالات الإصابة 4.88 مليون يوم الخميس، سجلت مدن الساحل الشرقي والغرب الأوسط الكبرى مؤخرا اتجاها تصاعديا في حالات الإصابة، فيما أثار أيضا اندفاع الحكومة إلى إعادة فتح المدارس قلق الخبراء.

وتتوقع المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن يصل عدد الوفيات بالمرض في البلاد إلى ما يتراوح بين 168 ألفا و182 ألفا بحلول 22 أغسطس.

وذكرت وزارة التجارة الأمريكية أن الجائحة جعلت الولايات المتحدة تعاني من أسوأ تدهور اقتصادي لها على الإطلاق، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 32.9 في المائة في الربع الثاني وسط التداعيات المتزايدة لكوفيد-19.

وشهدت أمريكا اللاتينية أيضا تفاقما في أوضاع كوفيد-19، مع بقاء البرازيل الدولة الأشد تضررا في المنطقة حيث سجلت أكثر من 2.9 مليون حالة إصابة مؤكدة وتخطت حصيلة الوفيات لديها 98490 يوم الخميس، حيث احتل هذان الرقمان المرتبة الثانية في الإحصاء العالمي، وفقا لما ذكره مركز علوم وهندسة النظم في جامعة جونز هوبكنز.

وبعد الولايات المتحدة والبرازيل، سجلت المكسيك ثالث أعلى وفيات بفيروس كورونا الجديد في العالم، والذي حطم مستوى الـ50 ألفا يوم الخميس. وارتفع العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة في البلاد إلى 462690 خلال الـ24 ساعة الماضية، وفقا لما أوردته وزارة الصحة.

وقد ثبتت إصابة 12 مسؤولا سياسيا رفيع المستوى، بمن فيهم الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو والرئيسة البوليفية المؤقتة جانين أنيز شافيز، بالإضافة إلى العديد من الوزراء، بالفيروس.

ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية، فإن الجائحة ستتسبب في انخفاض نسبته 9.1 في المائة في النمو الإقليمي في عام 2020، مصحوبا بارتفاع في معدل البطالة بنحو 13.5 في المائة.

-- موجة ثانية تتطلب توخي الحذر

على مدار الأسابيع الماضية، سجلت عدة دول في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط ارتفاعا طفيفا في الإصابات بفيروس كورونا الجديد، بعد تخفيف الإغلاق وقيود مكافحة الجائحة بهدف لتعزيز النشاط الاقتصادي والاجتماعي.

وبدءا من يوم الاثنين، فرضت عشرات البلدات والمدن في غرب وشمال فرنسا قواعد ارتداء الكمامة خارج المنزل، والتي اقترحت الحكومة المركزية على الجمهور اتباعها خشية حدوث موجة ثانية.

وسجلت فرنسا الآلاف من حالات الإصابة الجديدة في الأسبوع الماضي وأكدت أكثر من 30300 حالة وفاة مرتبطة بالفيروس منذ بدء الجائحة. وحث رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس يوم الاثنين الشعب على "التزام اليقظة" في مكافحة فيروس كورونا الجديد.

وحتى يوم الخميس، أكدت ألمانيا تسجيل 213067 حالة إصابة بكوفيد-19، بزيادة 1045 حالة في يوم واحد، فيما بلغت حصيلة الوفيات بالمرض في البلاد 9175، وفقا لما ذكره معهد روبرت كوخ.

ويخشى ما يصل إلى 77 في المائة من المواطنين الألمان من حدوث موجة ثانية من كوفيد-19 في المستقبل القريب، وفقا لاستطلاع للرأي نشرته شبكة ((زد دي أف)) التليفزيونية الألمانية الأسبوع الماضي.

وانخفض الناتج المحلي الإجمالي الألماني في الربع الثاني من عام 2020 بنسبة 10.1 في المائة مقارنة بالربع السابق، "وهو أكبر انخفاض منذ بداية الحسابات الفصلية للناتج المحلي الإجمالي بالنسبة لألمانيا في عام 1970"، حسبما أفاد مكتب الإحصاء الفيدرالي الألماني.

ويؤدي الاحتمال غير المؤكد لعودة الفيروس إلى إعاقة الانتعاش الاقتصادي، لا سيما قطاع السياحة العائد ببطء، في ظل تخفيف القيود. فقد حذرت بريطانيا الأسبوع الماضي من السفر غير الضروري إلى إسبانيا، التي تصر على أن البلاد آمنة للسياح.

وفي آسيا ، شهدت كل من اليابان والفلبين عودة ظهور العدوى بعد رفع إجراءات الإغلاق قبل أكثر من شهر.

فقد أكدت اليابان يوم الخميس تسجيل 1477 حالة إصابة يومية جديدة بكوفيد-19، ما يرفع الإجمالي التراكمي للبلاد إلى 44287 حالة إصابة مع استمرار عودة الفيروس، فيما ارتفع عدد حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 في الفلبين إلى 119460 بعد أن أبلغت وزارة الصحة في البلاد عن 3561 حالة يومية جديدة يوم الخميس.

وأعاد الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي فرض القيود في وقت متأخر من يوم الأحد الماضي في العاصمة والمقاطعات المحيطة، لتسري في الفترة من 4 إلى 18 أغسطس.

وفي منطقة الشرق الأوسط، تصدرت إيران والمملكة العربية السعودية عدد حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19، مع تجاوز عدد الإصابات 320 ألف و284 ألف يوم الخميس على التوالي، وفقا لما ذكره مركز علوم وهندسة النظم في جامعة جونز هوبكنز.

-- حاجة ماسة للتعاون متعدد الأطراف

ذكرت لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية، في بيان صدر في أول أغسطس، أن المنظمة تواصل تقييم مستوى الخطر العالمي لكوفيد-19 بأنه "مرتفع للغاية"، مسلطة الضوء على "المدة الطويلة المتوقعة" للجائحة.

وفيما أشارت المنظمة إلى أهمية جهود الاستجابة المستدامة على مستوى المجتمع المحلي والوطني والإقليمي والعالمي، دعت البلدان إلى "الحد من مخاطر إرهاق الاستجابة في سياق الضغوط الاجتماعية والاقتصادية" وإلى تنسيق وتسريع البحوث بشأن ما تبقى من "أمور مجهولة هامة"، فيما يتعلق بتطوير علاجات ولقاحات لكوفيد-19.

وذكرت أنه يجب على البلدان في جميع أنحاء العالم "تقاسم أفضل الممارسات" مع منظمة الصحة العالمية، و"تطبيق الدروس المستفادة من البلدان التي أعادت فتح مجتمعاتها بنجاح"، فضلا عن "دعم المنظمات الإقليمية والعالمية متعددة الأطراف والتشجيع على التضامن العالمي في الاستجابة لكوفيد-19".

واتفق خبراء من جميع أنحاء العالم مع مثل هذه الدعوة إلى تحقيق تعاون أوثق وتضامن أقوى، لا سيما في مجال البحث والتطوير المتعلق باللقاحات.

فقد قال لام ساي كيت، الأستاذ الفخري بجامعة مالايا والخبير البارز في الأمراض المعدية، "أعتقد أنه بالنسبة للأوبئة، من المهم جدا ممارسة ما أسميته بـ(العالمية)"، مشيرا إلى أنه "لا توجد حدود. فالناس يعملون عبر الحدود ويساعدون بعضهم البعض لمنع انتشار المرض من بلد إلى آخر".

وذكر بروس لي، أستاذ السياسة الصحية والإدارة في جامعة سيتي بنيويورك، "إننا نركز كثيرا على الاختلافات بين الدول. نحتاج إلى العمل معا لأنه لا يوجد فرق في تأثير الفيروس حول العالم".

ودعا كلايتون دوبي، مدير المعهد الأمريكي الصيني في جامعة جنوب كاليفورنيا، إلى الحاجة الملحة إلى "تواصل أفضل بين الدول والعلماء والتخصصات".

وفقا للبيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من شهر يوليو، فإن هناك ما لا يقل عن 24 لقاحا مرشحا لكوفيد-19 قيد التقييم السريري حاليا على مستوى العالم، مع وجود 142 لقاحا آخر في مرحلة التقييم قبل السريري.

وقال لام "يسعدني بشكل خاص أن هناك الكثير من التحرك نحو تطوير لقاح ضد كوفيد-19"، رغم الإعراب عن القلق بشأن ما إذا كان يمكن لعدد كبير من السكان الوصول إليه.

وذكر لام لـ((شينخوا)) "كما ترون، فإن بعض الدول المتقدمة القادرة على تحمل تكاليفه تحاصر السوق بالفعل عن طريق شراء اللقاحات أو طلب اللقاحات في وقت مبكر".

كما شدد رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا في الأسبوع الماضي على أن لقاحات وعلاجات كوفيد-19، إن وجدت، يجب أن تكون في متناول جميع البلدان، ولا ينبغي إغفال أي دولة.

وقال إنه "في الوقت الذي نسعى فيه بشكل جماعي للتغلب على هذه الجائحة، يجب علينا تقاسم التجارب والخبرات".

الصور

010020070790000000000000011100001392730011