مقالة خاصة: التنسيق الأقوى أمر مطلوب مع تجاوز حالات كوفيد-19 الـ20 مليونا

2020-08-11 13:25:29|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 10 أغسطس 2020 (شينخوا) بلغ عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 عالميا، 20 مليون حالة يوم الإثنين، مع أكثر من 730 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم، وفقا لمركز علوم وهندسة النظم بجامعة جونز هوبكنز.

وأظهرت بيانات المركز أن عدد الحالات عالميا وصل إلى 20,001,019، مع ما مجموعه 733897 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم حتى الساعة 2335 بتوقيت غرينتش.

لقد تضاعف هذا العدد الكئيب لحالات العدوى عالميا، في أقل من شهرين، مع استمرار تفشي مرض فيروس كورونا الجديد في جميع أنحاء العالم.

ومع وجود 5,085,821 حالة إصابة و163370 حالة وفاة، فإن الولايات المتحدة هي الأكثر معاناة من الوباء، وفيها ما يمثل ربع عدد حالات العدوى على مستوى العالم. وسجلت البرازيل 3,057,470 حالة إصابة و101752 حالة وفاة، وتأتي ثانية بعد الولايات المتحدة. وأكدت الهند أكثر من 2.2 مليون حالة.

وشهدت بعض الدول في آسيا وأوروبا وصول موجة ثانية من الإصابات، بينما تحاول أفريقيا وأمريكا اللاتينية أيضا إبطاء انتشار الفيروس.

وفي مواجهة هذه العلامة القاتمة، وكما طالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس مؤخرا، فإنه يتعين على قادة العالم "اختيار طريق التعاون والعمل حالا لإنهاء هذا الوباء".

قال مدير منظمة الصحة العالمية "إنه ليس خيارا ذكيا فحسب، بل هو الخيار الصائب، والخيار الوحيد المتاح لنا".

زخم العدوى يزداد

قبل يوم واحد من وصول العالم لهذه العلامة القاتمة، تجاوز عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد بالولايات المتحدة، 5 ملايين يوم الأحد، وهو ضعف العدد منذ نهاية يونيو، رغم أنها تتمتع بأكبر قوة اقتصادية وأحد الأنظمة الطبية الأكثر تقدما في العالم.

ومع أكثر من 163 ألف حالة وفاة بسبب كوفيد-19، أصبح فيروس كورونا الجديد حاليا السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة، حيث يقتل أكبر عدد من الناس يوميا مقارنة بالسرطان أو أمراض القلب، وفقا لرسم بياني نُشر في ((نيوزويك)) في أبريل. لقد تسبب المرض في مقتل عدد من الأمريكيين أكثر من الحرب الكورية وحرب فيتنام والحرب في أفغانستان وحرب العراق مجتمعة.

قالت ديبورا بيركس، منسقة فريق عمل البيت الأبيض، المعني بفيروس كورونا الجديد، في حديث مع شبكة ((سي أن أن)) في وقت سابق من هذا الشهر، إن الولايات المتحدة في مرحلة جديدة في حربها ضد الوباء.

وأضافت أن "ما نراه اليوم يختلف عن مارس وأبريل. إنه منتشر بشكل غير عادي. إنه في المناطق الريفية مثلما المناطق الحضرية تماما".

في الوقت نفسه، فإن الوباء خطير أيضا في مناطق أخرى حول العالم. فالبرازيل، ثاني أكثر المناطق تضررا في العالم، شهدت أكثر من 3 ملايين حالة إصابة مؤكدة و100 ألف حالة وفاة حتى يوم السبت.

قال ريكاردو كوتشينبيكر، أستاذ علوم الأوبئة في الجامعة الفيدرالية في ريو غراندي دو سول، إن الوباء في البرازيل لا يزال مقلقا.

وأضاف عالم الأوبئة "وعلى الرغم من انخفاض حالات الإصابة والوفيات في الشمال والشمال الشرقي، لكنها لا تزال تحدث على مستوى عال جدا".

والهند حاليا هي ثالث دولة في العالم تتخطى حاجز المليونين. وبالمعدل الذي تشهده الهند بحالات العدوى حاليا، يبدو أنها تستعد لتجاوز البرازيل في غضون شهر تقريبا، وفقا لما جاء في تقرير نُشر في صحيفة ((ذا إنديان إكسبريس)) اليومية، بالإنجليزية.

في أفريقيا، تجاوزت حالات الإصابة بكوفيد-19 علامة المليون يوم الجمعة، وتشهد جنوب إفريقيا وحدها حوالي نصف إجمالي حالات العدوى في القارة.

أما الدول التي لديها أكثر من 400 ألف حالة، فتشمل أيضا روسيا وجنوب أفريقيا والمكسيك وبيرو. والدول الأخرى التي شهدت أكثر من 30 ألف حالة وفاة هي المكسيك وبريطانيا والهند وإيطاليا وفرنسا، وفقا لمركز جامعة جونز هوبكنز.

ومع تخفيف قيود الإغلاق والإجراءات الأخرى المضادة للوباء، من أجل تعزيز النشاط الاقتصادي والاجتماعي، شهدت دول مثل ألمانيا وفرنسا في أوروبا، واليابان والفلبين في آسيا، وإيران في الشرق الأوسط، زيادة في الإصابات بفيروس كورونا الجديد خلال الأسابيع القليلة الماضية.

تحديات متعددة

وفي هذه المعركة الشاقة ضد الفيروس، يتمثل أحد التحديات البارزة في ضمان تنفيذ الإجراءات الصحية والاجتماعية المطلوبة.

في الولايات المتحدة، حثّ خبير الأمراض المعدية أنتوني فاوتشي عامة المواطنين على الالتزام بالمبادئ الخمسة لارتداء القناع بشكل شامل، وتفادي التجمعات، واحترام التباعد الجسدي لنحو 6 أقدام، والحفاظ على نظافة اليدين المعتادة وتجنب البارات أو إغلاقها حيثما يمكن ذلك.

أما جون انكينغاسونغ، مدير المراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (Africa CDC)، فقال يوم الجمعة في بيان إنه "مع استمرار انتشار الوباء في إفريقيا، يجب علينا تعزيز الالتزام بالإجراءات الصحية العامة والإجراءات الاجتماعية حتى نتمكن من حماية أنفسنا وحماية اقتصادنا".

وأطلقت هذه المراكز، مع منظمة الصحة العالمية وأكثر من 40 منظمة ومؤسسة عالمية وإقليمية ووطنية، شبكة العمل ضد الوباء، التي أطلقت الأسبوع العالمي للأقنعة الذي يدعو لزيادة استخدام أغطية الوجه في الأماكن العامة في إفريقيا وخارجها.

وفي العديد من الدول الأفريقية، لم يتم التنفيذ التام لإجراءات الوقاية والسيطرة في المرافق الصحية، وفقا لتقرير من منظمة الصحة العالمية، نُشر في 23 يوليو. وظهر أن العديد من المراكز الصحية تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لتنفيذ خطوات أساسية للوقاية من العدوى أو منع التزاحم.

أما التحدي الآخر الناجم عن كوفيد-19 فيتجسد بالركود الاقتصادي الناجم عن الوباء. لقد تسبب الوباء في جعل الولايات المتحدة تعاني أسوأ ركود اقتصادي لها على الإطلاق، حيث انخفض إجمالي الناتج المحلي لها بـ32.9 في المائة في الربع الثاني من هذا العام، وفقا لوزارة التجارة الأمريكية.

وفي أوروبا، وعلى أساس توقعات البنك المركزي الأوروبي، يبدو من غير المحتمل أن يعود النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو إلى مستوى ما قبل كوفيد-19 بحلول نهاية عام 2022، الأمر الذي يعني عملية انتعاش طويلة الأمد.

وبينما تسعى الدول إلى تخفيف القيود لإعادة تشغيل الاقتصاد، فإن هذه العملية مليئة أيضا بمختلف التحديات. ومن بينها، ارتفاع سخونة الجدال حول إعادة فتح المدارس، مع اقتراب العام الدراسي الجديد.

وفي الوقت الذي لا يزال فيه الفيروس يتفشى، تواصل واشنطن دفع المدارس لإعادة فتح أبوابها في الخريف. يقول محللون إن إعادة فتح المدارس تعتبر خطوة حاسمة لإعادة تنشيط اقتصاد البلاد بما يخدم حملة إعادة انتخاب الإدارة الحالية.

رغم ذلك، هناك قلة من الأمريكيين ممن يرغبون بإعادة فتح مدارسهم المحلية للتعليم الشخصي كالمعتاد، أو حتى مع تعديلات طفيفة، بالنظر إلى الوضع الخطير لتفشي كوفيد-19، وفقا لاستطلاع جديد نُشر في 22 يوليو.

وفي دول أخرى مثل بريطانيا وإيطاليا وتركيا، حيث تخطط المدارس لإعادة فتح أبوابها، يشعر المعلمون وأولياء الأمور بالقلق أيضا بشأن العديد من عوامل عدم اليقين التي تلوح في الأفق بشأن هذه العملية. وقال العديد من العلماء المختصين إن الاختبارات وتتبع الاتصال هي "المفتاح لعودة المدارس"، وفقا لما نقلته عنهم هيئة الإذاعة البريطانية ((بي بي سي)).

التعاون ضرورة ماسة

إن الموقف الحالي يمكن أن يكون تذكيرا جادا بأن الوباء المدمر بعيد تماما عن النهاية، وأن العالم بحاجة ماسة إلى التضامن العالمي في مكافحة هذا العدو المشترك للبشرية.

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش الشهر الماضي إنه فقط من خلال التعاون الدولي "سنخفف العواقب الاقتصادية والاجتماعية للأزمة".

وقال أيضا "فقط من خلال تعزيز الروابط عبر المجتمع، يمكننا التعافي بشكل أفضل وبناء عالم أكثر صحة وشمولية واستدامة ومرونة وعدلا".

ومع تسليط الضوء على "المدة الطويلة المتوقعة" للوباء، قالت منظمة الصحة العالمية أيضا إنه يتعين على الدول بجميع أنحاء العالم "تبادل أفضل الممارسات" مع منظمة الصحة العالمية، و"تطبيق الدروس المستفادة من الدول التي نجحت في إعادة فتح مجتمعاتها"، وكذلك "دعم المنظمات الإقليمية والعالمية المتعددة الأطراف وتشجيع التضامن العالمي في الاستجابة ضد فيروس كورونا الجديد."

وفي هذا الإطار، قدمت الصين الإمدادات الطبية الطارئة لأكثر من 150 دولة ومنظمة دولية، منذ تفشي المرض، وأرسلت فرقا طبية من الخبراء وشاركت تجارب الخبرات في مكافحة كوفيد-19 مع العديد من الدول.

وخلال إلقاء كلمة في افتتاح الدورة الـ73 لجمعية الصحة العالمية، عبر رابط الفيديو، في مايو الماضي، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن إجراءات ملموسة لتعزيز المعركة العالمية ضد كوفيد-19 بما فيها تقديم المساعدات الدولية وجعل لقاح كوفيد-19 في البلاد، منفعة عامة عالمية، عندما يتوفر.

وفي إشارة إلى أن البشرية تواجه أخطر الطوارئ الصحية العامة العالمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، قال شي إن "التضامن والتعاون طريق مضمون يمكننا من خلاله، نحن شعوب العالم، هزيمة فيروس كورونا الجديد هذا".

كما دعا المجتمع الدولي إلى العمل ككيان واحد وبذل جهود متضافرة لحماية حياة وصحة البشر في جميع الدول، وحماية كوكب الأرض وبناء مجتمع عالمي فيه الصحة للجميع.

وعلى النقيض من هذا، وبدلا من حشد همّة عالمية للقضاء على وباء كوفيد-19، قامت واشنطن عن عمد، بعرقلة جهود مكافحة الفيروس، بما فيها جهود حلفائها، وأعاقت التنسيق الدولي لوقف انتشار الوباء، بانسحابها من منظمة الصحة العالمية.

وردا على ذلك، أعرب غيبريسوس عن أمله بأن "تعيد الولايات المتحدة النظر في موقفها" بشأن قرار الانسحاب من المنظمة، مشيرا بالأسبوع الماضي إلى أن وباء كوفيد-19 لا يمكن هزيمته في عالم منقسم.

وقال أيضا "لقد حان الوقت الآن للعمل معا، وحان الوقت للتركيز على مكافحة الفيروس".

 

الصور

010020070790000000000000011100001392821301