تقرير إخباري: ضعف المنظومة الصحية في غزة يشكل معضلة في مواجهة كورونا

2020-08-27 19:36:14|arabic.news.cn
Video PlayerClose

غزة 27 أغسطس 2020 (شينخوا) يشكل الضعف الشديد بالمنظومة الصحية في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ 13 عاما معضلة كبيرة في مواجهة الانتشار المحلي منذ أيام لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وسجل قطاع غزة، الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة، ويعد من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان على مستوى العالم، أول إصابات محلية بمرض كورونا يوم الإثنين الماضي، وشهد لاحقا تسارعا بالحالات المكتشفة.

وقال مسؤول ملف مرض كورونا في وزارة الصحة الفلسطينية كمال الشخرة، للصحفيين في رام الله، إن الوضع الوبائي في قطاع غزة "خطير جدا"، معربا عن مخاوف من وجود حالات بأعداد أكبر لم يتم اكتشافها حتى اللحظة.

وأضاف الشخرة أن طبيعة قطاع غزة "كونه منطقة مغلقة ومزدحمة بالسكان تزيد المخاوف والسيناريوهات الصعبة لاحتمالات انتشار مرض كورونا ويضاعف تعقيدات وتحديات السيطرة".

وأشار إلى أنه يتم التواصل مع الطواقم الصحية في غزة على مدار الساعة من أجل العمل على إجراء المزيد من الفحوصات ودراسة الخريطة الوبائية من طواقم الطب الوقائي.

وتابع الشخرة "من الواضح لدينا وجود انتشار وعدة مناطق فيها أعداد كبير من الإصابات بمرض كورونا، ونستعد في وزارة الصحة لإرسال المساعدات اللازمة من الضفة الغربية خلال ساعات".

وتم الإعلان عن 136 حالة إصابة بمرض كورونا في قطاع غزة، منها 25 حالة محلية والبقية من العائدين من الخارج منذ مارس الماضي، تعافي منها 72 حالة فيما تم تسجيل ثلاث حالات وفاة.

وزاد من مخاطر انتشار مرض كورونا محليا في قطاع غزة اكتشاف 9 إصابات لمرضى داخل المستشفيات الحكومية، بينهم عدد من العاملين في الأطقم الطبية.

وحذر عضو اللجنة الوبائية في غزة يحيى عابد، من أن الخارطة الوبائية لمرض كورونا في القطاع "متشعبة جدا ومتوزعة حاليا على مختلف المحافظات باستثناء مناطق جنوب القطاع".

وذكر عابد لـ(شينخوا) "أنه يتم العمل على إجراء فحص مئات العينات، بما يشمل كل الطواقم الطبية والعاملين في المستشفيات والمرضى المتواجدين فيها وسط إجراءات تعقيم ووقاية مشددة".

ونبه إلى أن ما يتوفر من مسحات لإجراء فحوصات مرض كورونا في قطاع غزة حاليا مهددة بالنفاد خلال شهر، فيما وصل المستشفيات الحكومية حديثا 10 أجهزة تنفس صناعي جديدة لكنها بحاجة ماسة إلى أعداد أخرى.

وشدد عابد على أن قطاع غزة "من أكثر المناطق ازدحاما بالسكان في العالم، ويعاني من هشاشة اجتماعية ونقص شديد في الإمكانيات واللوازم الطبية، وهو ما يجعله أمام مرحلة خطيرة لمكافحة مرض كورونا".

وأعلنت الجهات الحكومية التي تشرف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إدارتها في غزة فرض حظر التجوال التام ليومين مساء الإثنين الماضي ثم تم التمديد لثلاثة أيام أخرى.

وتم وضع قوات الأمن والشرطة في حالة تأهب وانتشار في الشوارع الرئيسة والمفترقات لتطبيق حظر التجوال وضمان تطبيق التدابير الاحترازية بشكل كامل.

وكانت الإجراءات في غزة لمنع وصول المرض تعتمد طوال الفترة الماضية على خطة أساسها حجر القادمين من الخارج في مراكز الحجر الإلزامي لمدة 21 يوما.

وصرح وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف ابو الريش، الليلة الماضية للصحفيين في غزة، بأن ظهور حالات إصابة محلية بمرض كورونا في القطاع "كان أمرا متوقعا"، مرجحا أن المرض بدأ بالتسلل بداية الشهر الجاري.

وتوقع ابو الريش أن يشهد قطاع غزة خلال أيام المزيد من الإصابات "كوننا في المرحلة الأولى التي يعتمد فيها على توسيع دائرة الفحوصات ومتابعة حلقات العدوى التي ينجم عنها اكتشاف حالات جديدة".

وأشار إلى أن وزارة الصحة تسعى لاحتواء انتشار مرض كورونا وتقليصه وجعله في أقل حدود ممكنة "حتى نصل لمرحلة كسر عتبة تفشيه وتصبح الحالات المتعافية أكثر من المصابة".

وأضاف ابو الريش أن السيناريو الذي سيكون بعد ظهور حالات في غزة هو سيناريو السيطرة، بحيث ألا يزيد عدد الإصابات في اللحظة الواحدة عن ألفي إصابة وعدد الحالات المكتشفة في اليوم الواحد عن 280 إصابة.

وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن نظام الرعاية الصحية في غزة غير قادر على التعامل مع أكثر من بضع عشرات من مرضى فيروس كورونا، مشيرا إلى افتقاد مستشفيات القطاع المعدات الطبية والمخبرية ومستلزمات خاصة وأدوية بكميات كافية.

ويعاني قطاع غزة من تداعيات فرض إسرائيل حصارا مشددا عليه منذ منتصف عام 2007 بما يشمل قيودا على حركة الأفراد والبضائع، وسط تحذيرات دولية من معدلات خطيرة لانعدام الأمن الغذائي والفقر والبطالة في صفوف السكان.

وحذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومقره غزة من خطورة "العواقب الكارثية لانتشار مرض كورونا في القطاع في ظل نظام صحي متهالك بفعل سنوات الحصار والعقاب الجماعي الذي تفرضه إسرائيل".

ونبه المركز في بيان صحفي تلقت (شينخوا) نسخة منه، إلى أنه مع انقطاع التيار الكهربائي لنحو 20 ساعة يوميا بسبب حظر إسرائيل توريد الوقود اللازم لتشغيل محطة التوليد الوحيدة في القطاع، تتصاعد المخاوف من التدهور الخطير والمتسارع في الأوضاع الصحية.

وشدد المركز الحقوقي على أن غزة "تشهد مرحلة جديدة وغير مسبوقة ستمس كافة مناحي الحياة، وستفاقم من الأوضاع الإنسانية المتأزمة أصلا قبل انتشار مرض كورونا محليا".

الصور

010020070790000000000000011100001393226031