مقالة خاصة: مرورا بالطاقة الكهروضوئية والنقل السريع ووصولا إلى مختبرات البيولوجيا الجزيئية...التعاون الصيني العربي في تقدم مستمر

2020-08-30 10:19:47|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 30 أغسطس 2020 (شينخوا) مع توقيع اتفاقية شراء الطاقة بين شركة مياه وكهرباء الإمارات وشركة ((جينكو باور)) الصينية في الشهر الماضي، شهد التعاون الصيني العربي تقدما جديدا في مجال التكنولوجيا العالية الذي يعد أحد أهم المجالات بالنسبة للقدرة الوطنية الشاملة. وتبدي الدول العربية دوما اهتماما كبيرا بتنمية التكنولوجيا العالية من أجل تعديل هيكل الاقتصاد وتحقيق النهضة وأيضا مكافحة جائحة كوفيد-19.

-- استخدام الطاقة النظيفة وتعديل هيكل الصناعة

أعلنت شركة مياه وكهرباء الإمارات عن فوز الائتلاف الذي تقوده شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، مع شركاء من بينهم شركة ((جينكو باور)) الصينية، بتطوير محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم بقدرة تصل إلى 2 غيغاواط من الكهرباء، في منطقة الظفرة على بعد 35 كيلومتراً من العاصمة الإماراتية أبوظبي. وقامت شركة مياه وكهرباء الإمارات بتوقيع اتفاقية شراء الطاقة واتفاقية المساهمين.

تُعد الطاقات المتجددة التي تشمل الطاقة الشمسية الكهروضوئية ذات أهمية كبيرة للمنطقة العربية مع سعي دول المنطقة إلى الابتعاد عن طاقة النفط والغاز الطبيعي وتنويع هيكل الاقتصاد. وقد ذكر وزير الطاقة والبنية التحتية في الإمارات سهيل المزروعي أن الإمارات التي "تعتبر موّردا أساسيا بنسبة 99 % من احتياجات الطاقة المحلية مرتكزة على النفط والغاز"، تهدف إلى "زيادة حصة الطاقة النظيفة إلى 50 في المائة بحلول عام 2050".

وأكد المزروعي أن الصين لعبت دورا هاما في دعم إستراتيجية مزج الطاقة المستقبلية للإمارات. وذكر المزروعي في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "الصين دولة مهمة بالنسبة لنا فيما يتعلق بتصنيع ألواح الطاقة الشمسية وخفض التكاليف الإجمالية للطاقة الشمسية والتكلفة الإجمالية للطاقة المتجددة".

وتابع قائلا إن "علاقاتنا مع الصين وفرص الأعمال التي شاهدناها أظهرت أن إمكانات التعاون هي حتما أكبر من ذلك".

-- تبادل الخبرات في مكافحة كوفيد-19

بالإضافة إلى تعزيز استخدام الطاقة النظيفة، فإن مشاريع التكنولوجيا العالية التي تنخرط الصين والدول العربية في تعاون مشترك لإقامتها تتعلق أيضا بمجال مكافحة كوفيد-19. وفي هذا الصدد، تجسدت إحدى نتائج التعاون الصيني العربي في إنشاء المختبر البيولوجي الجزيئي (P C R) في العراق، حيث يستطيع المختبر، الذي أنشأه فريق من الخبراء الصينيين، إجراء أكثر من ألف فحص يوميا للحالات المشتبه بإصابتها بمرض (كوفيد-19) في مدينة الطب وسط بغداد، الأمر الذي زاد من قدرة العراق على كشف المصابين بهذا المرض.

وقال وزير الصحة العراقي جعفر صادق علاوي لـ((شينخوا)) في إبريل الماضي "نحن مسرورون جدا بأن الخبراء الصينيين كانوا داعمين للغاية للعراق في مكافحة الجائحة، ونقلوا تجربتهم، ودربوا موظفينا الطبيين، وبنوا معمل اختبار الحمض النووي، ونصبوا جهاز تصوير مقطعي محوسب (C T)، وأجهزة الأشعة السينية المتنقلة في العراق".

وبدوره، ذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر، لـ((شينخوا)) في إبريل الماضي أن "الفريق ساهم في إنشاء المختبر الجديد في مدينة الطب، وأيضا ساهم في دعم المختبرات في البصرة جنوبي العراق".

وأكد البدر أن جهود فريق الخبراء والأجهزة الصينية المتطورة مكنت العراق من تطبيق المسح الميداني الفعال للبحث عن المصابين بالمرض، ما ساعده على اكتشاف المزيد من الإصابات من خلال أخذ عينات للمواطنين بالمناطق الشعبية.

وأعرب المسؤول العراقي عن شكره وتقديره لجهود الفريق الصيني، قائلا "الفريق، مشكورا، بقي في العراق لأسابيع وساهم باستحداث المختبرات الجديدة، وزيادة القدرة التشخيصية للمختبرات الموجودة، وكان له دور فعال وجولات في عدة مؤسسات صحية داخل وخارج بغداد، وساهم في تقييم مؤسسات وزارة الصحة الخاصة بالعزل والحجر، وساعدنا في كثير من التفاصيل".

وكان لدى العراق مختبر واحد يستطيع إجراء الفحوص المختبرية للحالات المشتبه بإصابتها بالمرض، لكن بعد وصول المساعدات الصينية تمكنت السلطات من فتح عدة مختبرات في بغداد وبعض المحافظات.

-- تعاون مشترك في خدمة المونديال

أتمت دولة قطر تجربة تشغيل نظام النقل السريع الأوتوماتيكي صيني الصنع كوسيلة مبتكرة وصديقة للبيئة للنقل الجماعي، وذلك في خطوة تجسد المواءمة العملية بين رؤية قطر الوطنية 2030 ومبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين.

يستخدم النظام وسيلة نقل شبيهة بقطار صغير مكونة من 3 عربات متصلة وقادرة على السير على الطريق العام مباشرة دون حاجة لوجود سكة واقعية لها. وتملك الوسيلة، التي تعد فريدة الطراز والأولى من نوعها في العالم، أجهزة استشعار مختلفة تساعد سائقيها على إتباع مسار افتراضي لها على الطريق، كما تستخدم أنظمة اتصالات ذكية ومتطورة تتفاعل مع إشارات المرور بما يعطيها الأولوية في المسير. ويبلغ طولها قرابة 32 مترا وهي بعرض الحافلة العادية.

وتتميز أيضا بتصميم داخلي وخارجي عصري يراعي متطلبات ذوي الإعاقة، وقيادتها مزدوجة بالاتجاهين، وتبلغ القدرة الاستيعابية لها 307 ركاب، وتسير بسرعة 70 كيلومترا في الساعة، وإن عملية الشحن السريع لبطاريتها لمدة 10 دقائق تكفيها لقطع مسافة تصل إلى 25 كيلومترا.

وقال وزير المواصلات والاتصالات القطري، جاسم بن سيف السليطي، في تصريحات أوردتها وسائل إعلام قطرية، إن "تجربة تشغيل هذا النظام تنفذ لأول مرة في العالم بعد الصين البلد المصنع له، وستقوم الوزارة بتقييم هذه التجربة التي تستمر لفترة زمنية محددة، بغية التأكد من أن نظام الشحن الكهربائي للبطاريات والأنظمة الميكانيكية والكهربائية الأخرى لوسيلة النقل الخاصة بهذا النظام تناسب الظروف المناخية لدولة قطر قبل البدء في تنفيذها".

وأضاف جاسم أنه في حال نجاح التجربة، فإنها ستدعم تنوع قطاع المواصلات عن طريق استخدام أحدث أنظمة النقل في العالم ذات التكنولوجيا المتطورة، بما يساهم في تحقيق التوازن الاقتصادي والبيئي في مشاريع البنية التحتية لقطاع المواصلات، وكذلك ستوفر تجربة نقل مميزة وفريدة خلال الفعاليات التي تستضيفها الدولة، وخاصة بطولة كأس العالم 2022، حيث ستكون تجربة استثنائية للمشجعين والزوار وتقدم خدمات عالمية المستوى تسهل من انتقالهم بين الاستادات وأماكن الإقامة والمواقع السياحية.

الصور

010020070790000000000000011100001393286021