تحقيق إخباري : الحرارة الشديدة تدفع أهالي السويداء للخروج إلى الجبل في ظل انتشار " كوفيد ـ 19 "

2020-09-04 01:50:23|arabic.news.cn
Video PlayerClose

السويداء، سوريا 3 سبتمبر 2020 ( شينخوا) قبل انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد ـ 19) في سوريا كانت المسابح والمنتزهات العامة والحدائق المتنفس الوحيد لغالبية السوريين ، اثناء تعرض البلاد لأي موجه حر شديد ، ولكن في هذا الأيام وبعد انتشار المرض واغلاق المسابح والمنتزهات والحدائق ، باتت الخيارات امام السوريين محدودة ، خاصة مع انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة .

وأهالي مدينة السويداء في (جنوب سوريا) خرجوا في هذه الأيام الحارة باتجاه الجبل شرقا، والذي يرتفع عن سطح البحر حوالي 1700 متر ، وتنتشر فيه بستاتين التفاح والعنب بكثافة ما شكل متنفسا حيويا للكثير من الأسر لقضاء وقت طويل هربا من الحرارة الشديدة التي تنتشر داخل البيوت بسبب تعرض البلاد لموجة حر شديدة تستمر لايام .

وقال أنور زين الدين (43 عاما ) وهو أب لولدين لوكالة أنباء ( شينخوا) إن " محافظة السويداء تتمتع بجو صيفي لطيف ، ولكن هذه الأيام وبسبب الحرارة الشديدة التي وصلت لاكثر من 42 درجة ، ذهبت مع عائلتي إلى ظهر الجبل لقضاء عطلة يومين " .

وتابع يقول وهو يجهز أدوات الطعام والشراب ويضعها في السيارة " كانت المسابح والحدائق هي المقصد الأول لكثير من الأسر في مثل هكذا أجواء ، ولكن اليوم مع انتشار مرض (كوفيد ـ 19) ، وخوفا من الإصابة ، لم نعد نجرؤ على الذهاب إلى تلك الأماكن " ، مشيرا إلى أن الجبل هو المتنفس الأوحد لنا في هذه الظروف .

وبين أنور أن لديه بستان فيه أشجار من التفاح والكرز والتين ، وفيه غرفتين صغيرتين يستطيع أن يبقى فيهما لقضاء عطلة يومين .

وبدروها قالت رجاء حسين (32 عاما) " كانت تمر على البلاد موجات من الحر ، وتمتد ليومين او ثلاثة ، ولكن هذه المرة استمرت لأكثر من أسبوع ، ما دفعنا للبحث عن مكان نجلس به ، ونشعر بشيء من البرودة في هذا الحر الشديد " ، مؤكدة أن الجبل هو المكان الوحيد الذي يوجد فيه جو لطيف ، ونقضي فيه ساعات حتى المساء ، ليصبح الجو بعدها مقبول ليلا .

وأضافت رجاء ، التي جلست مع عائلتها تحت شجرة تفاح وارفة الظلال ، وهي تشرب " المتة " وهو مشروب معروف لدى أهالي السويداء ، إن " الحرارة في الجبل تكاد تكون في النهار 24 درجة مئوية اما في المدينة فقد تصل إلى 38 درجة " ، لافتة إلى أن عائلتها استأجرت منزلا في إحدى البساتين لقضاء عدة أيام .

أما أبو ريبال مزهر 41 عاما فلا يملك مكانا في الجبل يذهب اليه ، فقد صنع مقصفا من القصب على سطح البناية التي يقطن بها، ليجلس مع عائلته به حتى تنتهي موجة الحر الشديد .

وقال مزهر " كنت أذهب فيما مضى إلى حديقة في بلدة قنوات ، وهي واسعة ويذهب اليها المئات من الناس، ولكن بعد إغلاقها من قبل الحكومة السورية بسبب (كوفيد ـ 19) ، واليوم وفي هذه الظروف، صنعت أنا وأولادي مقصفا على سطح البناية ، وكان ملجأ لنا في هذا الحر الشديد " .

وجلس مزهر لعدة ساعات تحت هذا المقصف مع عائلته ، وهم يتسامرون ، وأحيانا يغنون ، ويأكلون العنب البلدي .

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن درجات الحرارة في سوريا سجلت اليوم ارتفاعا آخر لتصبح أعلى من معدلاتها بنحو من 7 إلى 10 درجات مئوية في كافة المناطق مع ازدياد تأثير المرتفع الجوي المرفق بالكتلة شبه المدارية واستمرار ارتفاع الرطوبة السطحية على المناطق الساحلية.

وتوقعت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن يكون الجو شديد الحرارة وبين الصحو والغائم جزئيا بشكل عام مع فرصة لهطول زخات رعدية وخاصة في المناطق الجنوبية الغربية وسديميا في أغلب المناطق الداخلية والرياح متقلبة إلى شمالية شرقية خفيفة السرعة والبحر خفيف ارتفاع الموج.

وحذرت المديرية من التعرض لأشعة الشمس نهارا ومن حدوث حرائق في المناطق الزراعية والحراجية، كما نصحت بعدم ترك المواد القابلة للاشتعال والكحول في الأماكن المغلقة والسيارات .

الصور

010020070790000000000000011100001393409071