تقرير إخباري: الصين وأوروبا تتعهدان بتعميق التعاون وتعزيز التعددية في حقبة ما بعد الوباء

2020-09-05 15:50:30|arabic.news.cn
Video PlayerClose

أثينا 4 سبتمبر 2020 (شينخوا) مع احتفال الصين والاتحاد الأوروبي بمرور 45 عاما على العلاقات هذا العام، تعهد الجانبان بتوسيع التجارة والاستثمار الثنائيين، وتعميق التعاون للانتعاش الاقتصادي بعد تفشي الوباء، وتعزيز التعددية، وذلك خلال زيارتين متتاليتين قاما بهما مسؤولان كبيران في مجال السياسة الخارجية الصينية إلى أوروبا.

وزار يانغ جيه تشي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إسبانيا واليونان في 3 و4 سبتمبر، بعد فترة قصيرة من جولة قام بها عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يى إلى خمس دول أوروبية أخرى اختتمت أول سبتمبر.

-- تعميق التعاون

وفي الوقت الذي تسعى فيه أوروبا لكبح عودة ظهور حالات كوفيد-19، كانت مكافحة الوباء بشكل مشترك والسعي إلى التعافي في حقبة ما بعد الوباء بمثابة قضية مشتركة نوقشت في الاجتماعات التي عقدها المسؤولان الصينيان بشكل منفصل مع القادة والمسؤولين رفيعي المستوى من الدول الأوروبية السبع.

واتفق الجميع على التعاون كطريق. وأظهرت الصين روح التعاون والتضامن خلال الأشهر الماضية عندما حشدت كميات كبيرة من الإمدادات الطبية وهرعت لمساعدة بعض الدول الأوروبية لمكافحة الفيروس.

وخلال لقائهما مع يانغ، شكرت كل من الرئيسة اليونانية كاترينا ساكيلاروبولو ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الصين على مساعدتها ودعمها في معركتهما ضد كوفيد-19، قائلين إن مثل هذه الأعمال ساعدت على تعزيز العلاقات الثنائية.

كما أعرب وزير الخارجية الإيطالي لويغي دي مايو عن امتنانه لمساعدة الصين خلال اجتماعه مع وانغ.

وأكد سيباستيان كارلينز، نائب رئيس تحرير صحيفة ((جونج فيلت)) الألمانية اليومية لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الجمعة على ضرورة تكثيف التعاون مستقبلا.

وقال كارلينز "إن انتعاش الاقتصاد الصيني يوفر لبقية العالم فرصا للتغلب على العواقب الاقتصادية للإغلاق بسرعة أكبر".

وتابع أن التعاون الوثيق مع الصين مهم لألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى، محذرا من أن الدول الأوروبية "ستلحق الضرر ببعضها البعض في حال شاركت في مواجهة ضد الصين".

كما أعرب قادة ومسؤولون رفيعو المستوى من الدول الأوروبية السبع عن وجهات نظر مماثلة بشأن التعاون المستقبلي.

وأبدى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمله في تعميق التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والعلوم الإنسانية والتعاون في مجال اللقاحات. وأكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس اهتمام اليونان بتعزيز التعاون خاصة في مجالات الاستثمار والتجارة والسياحة. وقالت وزارة الخارجية الهولندية إن البلدين بحاجة إلى بعضهما البعض من أجل التعافي المستدام للاقتصاد بعد أزمة كوفيد-19.

وفي هولندا والنرويج، إلى جانب الإجراءات الوقائية المنفذة حاليا، حوّل المسؤولون تركيزهم بالفعل إلى التعاون مع الصين بعد الوباء.

وقال شوليو ريوس، مدير مرصد السياسة الصينية في إسبانيا، لوكالة أنباء أنباء ((شينخوا)) يوم الخميس إن زيارة يانغ كانت مبادرة مهمة للغاية لتعزيز العلاقات الثنائية، ونظرا لأهمية الصين كشريك لإسبانيا، فقد ساعدت في تقليل حالة عدم اليقين في العلاقات الثنائية في سياق الجائحة.

وأضاف ريوس " في ضوء التأثير الذي تركه الوباء على قطاعات حيوية من العلاقة، من التجارة إلى السياحة أو الاستثمار، فإن الزيارة تسلط الضوء على اهتمام الطرفين بإعادة إطلاق مجالات التعاون هذه".

كما أعربت الشركات اليونانية عن رغبتها القوية في تحسين العلاقات مع نظيراتها الصينية.

وصرح جورج شيراداكيس، مدير شركة ((اكس أر تي سي بيزنس كونسلتانتس)) ونائب رئيس الغرفة الصينية اليونانية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الجمعة بأن "الإعلان عن هذا التفاعل الهام رفيع المستوى خلق العديد من التوقعات باتجاه مزيد من التطور في الأعمال والاستثمارات".

وعلق فوتيس بروفاتاس، رئيس غرفة التعاون الاقتصادي اليونانية-الصينية، قائلا إن مجتمع الأعمال اليوناني "منذ البداية يؤيد شراكات تجارية مربحة للجانبين بأوسع قدر ممكن بين بلدينا ويثبت دعمه يوميا بممارسات عملية".

-- الدفاع عن التعددية

وقد كان الدفاع عن التعددية بمثابة إجماع رئيسي تم التأكيد عليه مجددا خلال زيارتي يانغ ووانغ إلى الدول الأوروبية السبع.

وقال يانغ خلال لقائه مع شانسيز إن الصين وإسبانيا بحاجة إلى دعم التعددية بشكل مشترك، وتعزيز الإنصاف والعدالة الدوليين، وتحسين الحوكمة العالمية، بينما تعهد القادة اليونانيون أيضا بدعم التعددية ومواصلة تعزيز تطوير العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين والتعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا.

وقال وانغ "إن أقوى صوت سُمع خلال زيارتي إلى أوروبا هو أننا بحاجة إلى حماية التعددية بثبات، وقد أجمعنا على ذلك".

وقال أندراس إنوتاي، المدير السابق للمعهد العالمي لأبحاث الاقتصاد التابع للأكاديمية المجرية للعلوم، إن الاتحاد الأوروبي والصين ملتزمان بقوة بتعزيز التعددية.

وأضاف "في بعض المجالات، تحتاج العولمة إلى تصحيحات، ولكن لا ينبغي التشكيك في إنجازاتها الإيجابية الأساسية والطاغية. ويجب أن يقترن مسار العولمة المصحح بتعزيز التعددية. وفي هذا السياق، فإن الجودة الجديدة للتعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين أمر بالغ الأهمية".

وقال ريوس من إسبانيا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مدريد وبكين اتحدتا في مكافحة الوباء وقد تمكنا أيضا من تقدير أهمية الالتزام بالتعددية لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.

وذكرت صحيفة ((هيت فاينينسيلي داغبلاد)) المالية اليومية الهولندية إنه "بالنسبة للصين، فإن أوروبا تحمل أهمية إستراتيجية كبيرة. وتريد الولايات المتحدة إشراك أوروبا في حربها ضد القوة السياسية والاقتصادية المتزايدة لبكين. وفي الوقت الذي تسير فيه واشنطن على نحو متزايد في طريقها الخاص، تقدم بكين نفسها كمدافع عن التعددية".

كما أشار كارلينز من ألمانيا إلى أن التوترات الدولية المتزايدة والسياسة الخارجية العدوانية للإدارة الأمريكية الحالية تمثلان مصدر قلق للكثيرين في ألمانيا.

وأتم بأن "التبادلات السياسية والثقافية والاقتصادية هي أفضل طريقة لتخفيف التوترات".

الصور

010020070790000000000000011100001393449941