مقالة خاصة: دبلوماسيون أجانب: معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات... منصة مهمة لتأسيس علاقات تجارية أوثق مع الصين

بكين 8 سبتمبر 2020 (شينخوا) أشاد دبلوماسيون أجانب في الصين بمعرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات الذي يقام في بكين في الفترة من 4 إلى 9 سبتمبر الجاري، واصفين إياه بأنه منصة مهمة لتأسيس علاقات تجارية أوثق مع الصين، وإتاحة فرصة لرجال الأعمال من أنحاء العالم للقاء نظرائهم في الصين ومناقشة الأمور التجارية من أجل مستقبل أفضل.

فقد أعرب تيمور نادر أوغلو، الممثل التجاري بسفارة جمهورية أذربيجان في الصين، عن اهتمام بلاده الشديد بالمشاركة في المعرض، مشيرا إلى أنها المرة الثانية التي يكون فيها لأذربيجان حضور في هذا الحدث بعدما تكللت مشاركتها فيه بالنجاح في العام الماضي.

وذكر أن هذا الحدث التجاري الضخم يحمل أهمية بالغة كونه أول معرض كبير يقام فعليا وافتراضيا معا، إذ لم يشهد هذا العام منذ بدايته سوى انعقاد أحداث وأنشطة افتراضيا بسبب جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، مضيفا بقوله إن "تواجدنا على مدى أيام المعرض الست يجعلنا نستشعر مناخ الأعمال مرة أخرى ونبدأ في التحضير والاستعداد لحقبة ما بعد الجائحة، حيث ستكون هناك المزيد من الفرص والأنشطة لتمثيل بلادنا وعرض إمكاناتها".

وأشار أوغلو إلى أن المعرض يبعث بمشاعر إيجابية للعالم ويعطى دلالة كبيرة على أن الوضع الوبائي في الصين أصبح تحت السيطرة وهو ما منحها الثقة في إقامة حدث كبير كهذا وتوجيه الدعوة لممثلي الشركات والضيوف من داخل البلاد وأنحاء العالم لحضور المعرض فعليا والبدء في بحث الأمور التجارية من أجل مستقبل أفضل.

وتابع قائلا إنه "من خلال هذا المعرض ومعرض الصين الدولي للواردات يمكننا أن نرى أن الصين هي الدولة الوحيدة التي تفتح أبوابها للعالم وتقيم مثل هذه المعارض انطلاقا من ترحيبها بمجئ المهتمين بالمشاركة في مثل هذه الفعاليات والاستفادة من الفرص التي يتيحها الاستقرار والنمو الاقتصادي في الصين".

وأعرب أوغلو في الوقت ذاته عن تفاؤله إزاء النتائج التي ستخرج بها بلاده من المعرض، ولاسيما في ظل الإقبال الكبير على جناحها منذ اليوم الأول ورغبة الزائرين في معرفة المزيد عن إمكانات أذربيجان في السياحة والاستثمار واللوجستيات والمنتجات الثقافية وغيرها.

ومن جانبه، ذكر جوزيف كيتينغ مستشار سفارة أيرلندا لشؤون التجارة والعلوم والتكنولوجيا والابتكار في الصين أن المعرض يعد فرصة لكي يلتقي رجال الأعمال وجها لوجه بعد توقف إقامة المعارض فعليا في الأشهر الماضية وسط تفشي كوفيد-19، كما يبعث برسالة إلى العالم مفادها أن الصين منفتحة أمام الأنشطة التجارية، مشيرا إلى وجود ممثلي الكثير من الشركات العالمية في المعرض ومن بينها سبع شركات في جناح أيرلندا.

ولدى إشارته إلى أن الصين تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، أشاد كيتينغ بنجاح الاقتصاد الصيني في التغلب على تفشي الفيروس من خلال الاستهلاك المحلي، متوقعا أن تواصل الصين تحقيق المزيد من النمو في حقبة ما بعد الجائحة.

وقال إن التجارة بين الصين وأيرلندا شهدت ازديادا خلال الأشهر الستة الماضية، حيث تجاوزت قيمة الصادرات الأيرلندية إلى الصين خلال تلك الفترة 5.7 مليار يورو.

ولفت كيتينغ إلى أنه على منصة المعرض يمكن أن يتحدث المتخصصون في مجال تجارة الخدمات عن المستقبل ويعيدوا إطلاق الأعمال التجارية بعد حالة الركود التي أصابت العديد من القطاعات، وهذا يفتح بدوره الباب لعودة النشاط التجاري إلى طبيعته.

ومن مولدوفا، أكد دوميترو براغيس، السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية مولدوفا في الصين، على أهمية مشاركة بلاده في المعرض كونه يفتح نافذة يمكن من خلالها الترويج لمنتجات مولدوفا بين الصينيين وتعريفهم على إمكاناتها وفرص الاستثمار فيها، لافتا في الوقت ذاته إلى أن المعرض يسلط الضوء على أن الصين تواصل انفتاحها على جميع المهتمين بالتعاون والعمل معها من بلدان العالم.

وعبر عن تقديره لما قدمته الصين من دعم ومساعدة لبلاده من أجل مكافحة جائحة كوفيد-19، مشيدا من ناحية أخرى بتعافي الاقتصاد الصيني بعد نجاح الإجراءات التي اتخذتها الصين للوقاية من الفيروس والسيطرة عليه في البلاد.

وتابع قائلا إن خير دليل على هذا النجاح هو مزاولة ما يقرب من 80 في المائة من الشركات الصينية الصغيرة والمتوسطة الحجم العاملة في قطاع الخدمات لنشاطها الآن، مضيفا أن خبرة الصين في مكافحة كوفيد-19 "مهمة للغاية لبلادنا وعلينا أن نتعلم منها".

وأعرب عن رغبة بلاده في مواصلة دفع التعاون مع الصين، ولاسيما من خلال الاستفادة من إبرام مولدوفا اتفاقيات تجارة حرة مع العديد من البلدان من أقصى شرق إلى أقصى غرب منطقة اليورو، مضيفا أنه أمر مهم بالنسبة للشركات الصينية المهتمة بالتعاون مع مولدوفا.

ومن ليتوانيا، قال أندريوس سانكوسكاس المستشار التجاري بسفارة جمهورية ليتوانيا في الصين إن بلاده تشارك بشكل مستمر في هذا المعرض كونه متخصص في قطاع الخدمات بما يتيح لبلاده فرصة عرض مميزات محددة تتمتع بها ليتوانيا في قطاع الخدمات، لافتا إلى أن التعاون التجاري بين ليتوانيا والصين ينمو بشكل مستمر.

وأعرب على وجه الخصوص عن تطلع بلاده إلى فتح جناح دولي على منصة التجارة الإلكترونية، قائلا إنه سيكون بمثابة خطوة كبيرة تقوم بها ليتوانيا لدخول سوق التجارة الإلكترونية في الصين، لاسيما أن الصين تحتل المرتبة الأولى عالميا في هذه التجارة.

ورأي سانكوسكاس أن مثل هذا الجناح المزمع إقامته سيسعى إلى تيسير الطريق على الشركات الليتوانية لدخول السوق الصينية، ومن ثم وصول ما تنتجه بلاده من منتجات متنوعة مثل الأغذية ومستحضرات التجميل والملابس والأثاث والجلود وغيرها إلى المستهلك الصيني، بما يعمق التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.