مقالة خاصة: التعاون الصيني-الأوروبي في مكافحة الوباء يمهد الطريق للانتعاش الاقتصادي

2020-09-08 13:44:45|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بلغراد 8 سبتمبر 2020 (شينخوا) لعبت المساعدات الطبية الصينية والخدمات اللوجستية لهذه الإمدادات إلى أوروبا في الأشهر الأخيرة دورا حاسما في مكافحة القارة لجائحة كوفيد-19.

وفي منتصف مارس، أطلقت الموجة الأولى من تفشي كوفيد-19 في إيطاليا إنذارا للصين لتعزيز تطوير طريق الحرير الصحي، الذي يهدف إلى توسيع التعاون وتعزيزه بين البلدان في أوروبا وعبر العالم في مجال الصحة.

وبعيدا عن استعداد الحكومة والشركات الصينية والمساعدات المقدمة من المجتمعات المحلية في الدول الأوروبية، يعود نجاح بناء طريق الحرير الصحي في أوروبا إلى حد كبير إلى تحسن الروابط في النقل بالسكك الحديدية والشحن الجوي في إطار مبادرة الحزام والطريق.

--روابط نقل سريعة التطور

وحتى الآن، قدمت الصين إمدادات ومساعدات طبية إلى أكثر من 150 دولة، ونظمت مؤتمرات فيديو متخصصة بين خبراء صحة صينيين ونظرائهم في أكثر من 180 دولة، وأرسلت 33 فريقا طبيا إلى 31 دولة كانت في أمس الحاجة.

وبعد أسابيع من وصول الدفعة الأولى من المساعدات المقدمة إلى أوروبا إلى روما، وصل فريقان من الخبراء الطبيين إلى ميلانو مع أطنان من الإمدادات الطبية، مما مهد الطريق للتعاون في التعامل مع كوفيد-19.

وتبرعت مؤسسة علي بابا ومؤسسة جاك ما بالملايين من الأقنعة والمعدات الطبية، التي انتهى المطاف بجزء كبير منها في إيطاليا.

وسرعان ما نشرت الصين التضامن الذي أظهرته تجاه إيطاليا -- الدولة التي أصبحت في العام الماضي أول دولة من مجموعة السبع الكبرى توقع مذكرة تفاهم بشأن مبادرة الحزام والطريق-- عبر القارة بأكملها.

وبدأت التبرعات المقدمة من الحكومة والشركات الصينية والمجتمعات الصينية المحلية في الوصول إلى إسبانيا في وقت مبكر من 17 مارس، حيث كانت إسبانيا وقتها ثاني أكبر دولة في أوروبا من حيث عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا بعد إيطاليا.

ووصلت الملايين من الأقنعة والبدلات الواقية والنظارات الطبية وأدوات الاختبار إلى بلدان أخرى، مثل بولندا وبلغاريا وصربيا، تحت شعارات متنوعة تجلب الأمل للسكان المحليين مثل "الحب لا يعرف حدودا"، "الحب الذي يمتد لآلاف الأميال أقوى من الصخر"، "الاتحاد يصنع القوة"، "الأصدقاء الفولاذيون يتقاسمون أوقات السراء والضراء".

وكانت صربيا من بين أكبر المستفيدين من طريق الحرير الصحي.

ووصل الفريق الطبي الصيني إلى صربيا في 21 مارس. وفي الشهرين التاليين، قام أعضاء الفريق بجولة قطعوا خلالها أكثر من 20 ألف كم لزيارة مؤسسات طبية، حيث تحدثوا إلى نظرائهم وتبادلوا الخبرات والإجراءات الموصى بها لاحتواء انتشار الفيروس.

وإلى جانب ذلك، قامت صربيا بالشراكة مع مجموعة ((بي جي آي)) الصينية ببناء مختبرين هويان (عين النار) بسعة اختبار 3 آلاف عينة يوميا.

علاوة على ذلك، تم توسيع آلية تعاون "17 + 1" بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا لتشمل مجال الصحة، مما مكّن هذه الدول من المشاركة في مؤتمرات مع الخبراء الصينيين ومعرفة المزيد عن كوفيد-19.

وكان هذا التبادل بشأن الإمدادات والمعارف في مواجهة الوباء المستعر سيصبح مستحيلا بدون علاقات سريعة التطور بين الصين وأوروبا في السنوات الماضية، خاصة في مجال النقل.

--طريق الحرير الصحي

ولعب الجسر الجوي بين الصين وأوروبا دورا كبيرا في الاستجابة المبكرة لتفشي فيروس كورونا المستعر، بينما ساعد نقل البضائع بالسكك الحديدية لاحقا على تعويض الجمود في النقل الجوي العالمي وتأمين توريد المعدات الطبية إلى أوروبا بثبات.

واعتمدت الخدمات اللوجستية وراء تسليم مثل هذه الشحنات الكبيرة على خطوط النقل الجوي القائمة مع الصين داخل مركز منصة التجارة العالمية الإلكترونية لشركة علي بابا في مطار لييغ في بلجيكا، والذي سرعان ما أصبح مركزا لوجستيا رئيسيا في مكافحة الوباء في أوروبا، يتعامل مع تبرعات الإمدادات الطبية لدول من بينها فرنسا وألمانيا وإيرلندا وهولندا والبرتغال وسلوفينيا والسويد وسويسرا.

وقال ميشيل كيمبينيرز، مدير عمليات التصدير والاستثمار الخارجي في وكالة والونيا للتصدير والاستثمار، "تمكنت مؤسسة علي بابا ومؤسسة جاك ما من تنشيط هذه الشبكة اللوجستية بسرعة وكفاءة في بداية الأزمة لتقديم تبرعات في أمس الحاجة إليها من معدات الوقاية الشخصية"، مضيفا أنها كانت عاملا حاسما في اختيار منظمة الصحة العالمية لوضع لييغ على خريطة مراكز الإغاثة في حالات الطوارئ في العالم.

وبالمثل، لعبت المحاور العالمية لمنصة التجارة العالمية الإلكترونية لشركة علي بابا دورا مهما في توزيع الإمدادات الطبية الملحة في جميع أنحاء العالم، وستواصل جهودها في المساعدة على التعافي الاقتصادي في الأيام المقبلة، حسبما أعلنت الشركة.

وقال جيمس سونغ السكرتير العام لمكتب العولمة بمجموعة على بابا: "مع خروج البلدان تدريجيا من الأزمة، ستعمل مراكز منصة التجارة العالمية الإلكترونية الخاصة بنا على دعم التجارة العالمية، مع التركيز على استخدام التكنولوجيا لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، من أجل المساعدة في الانتعاش الاقتصادي".

فقد تم توسيع خطوط نقل البضائع بالسكك الحديدية لضمان استمرارية الشحن عندما عجز النقل الجوي عن تلبية الطلب الأوروبي على الإمدادات الطبية.

وفي منتصف أبريل، تم إنشاء خط شحن جديد بالسكك الحديدية بين الصين وأوروبا من أجل تلبية الطلب المتزايد على تسليم الطرود الدولية وسط جائحة كوفيد-19. ويربط الخط بين الصين وليتوانيا.

ووصل أول قطار ضمن الخدمة الجديدة بإمدادات طبية ماسة من بلدية تشونغتشينغ جنوب غرب الصين في 12 أبريل إلى فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، وتم توزيع 42 حاوية من الطرود على العديد من الدول الأوروبية.

وقال وزير النقل والمواصلات الليتواني ياروسلاف ناركيفيتش في ذلك الوقت إن بلاده منهمكة في تعاون وثيق مع الصين خلال فترة الوباء الصعبة، مضيفا أن خط السكك الحديدية الجديد "سيعطي زخما جديدا لمواصلة تعزيز الشراكة المتنوعة بين ليتوانيا والصين".

ومنذ إطلاق الخط الجديد، تم جلب الآلاف من الأطنان من المعدات الطبية والسلع الاستهلاكية إلى معظم الدول الأوروبية، مما ساعدها في مكافحة الوباء وتعزيز التبادل التجاري والتعاون متعدد الأطراف بين مناطق جنوب الصين والبلدان والمناطق على طول الطريق.

وقال مايكل سوخمان، رئيس مجلس إدارة الجمعية الاتحادية الألمانية للتنمية الاقتصادية والتجارة الخارجية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة مكتوبة، إن قطارات الشحن "التي أنشأتها وحسنتها مبادرة الحزام والطريق لعبت دورا إيجابيا في تأمين إمدادات معينة في بداية جائحة كورونا".

وقال إن "إمدادات أجهزة الحماية والمعدات الطبية الهامة القادمة من الصين وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية بسرعة وسهولة بهذه الطريقة"، مشيرا إلى أن مبادرة الحزام والطريق يمكن أن تقدم مساهمة مهمة في تطوير طرق نقل بديلة في المستقبل، وهو أمر أساسي لمنع توقف النقل.

وخلال حفل الترحيب بالقطار القادم من ووهان في مدينة دويسبورغ الألمانية، قال وزير نقل الولاية هندريك ويست إن الإمدادات التي نقلت من الصين بالسكك الحديدية، وخاصة الطبية منها، تتمتع بأهمية كبيرة لاستعادة الحياة الطبيعية بشكل ثابت، في ضوء معاناة الناس في ألمانيا من كوفيد-19 كذلك.

علاوة على ذلك، بالنسبة لإريك ستاك، الرئيس التنفيذي لشركة الخدمات اللوجستية الألمانية دويسبرغر هافن أيه جي، فقد ساعد قطار الشحن الصيني- الأوروبي أيضا على تعزيز التعاون في مجال الخدمات اللوجستية والتنمية الاقتصادية لكلا الجانبين.

والآن، خلال حقبة ما بعد الوباء القادمة، لا يستمر طريق الحرير الصحي للصين في لعب دور رئيسي في مساعدة أوروبا على مكافحة تفشي فيروس كورونا فحسب، بل تعد قدراته المجسنة في النقل والخدمات اللوجستية أيضا بتطور سريع لكلا الجانبين، لتسهيل الانتعاش الاقتصادي العالمي.

الصور

010020070790000000000000011100001393520671