تحقيق إخباري: تباين آراء الشارع العربي حول اتفاقيات بين إسرائيل والإمارات والبحرين يبرز تعقيدات مسألة التقارب

2020-09-16 05:51:12|arabic.news.cn
Video PlayerClose

رام الله 15 سبتمبر 2020 (شينخوا) تباينت آراء الشارع العربي بشأن التوقيع على "معاهدة السلام" بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، و"إعلان تأييد السلام " بين مملكة البحرين وإسرائيل، فبينما عارض البعض بشدة المعاهدة والإعلان، دافع عنهما آخرون، باعتبارهما خطوة جريئة لتعزيز عامل الاستقرار في المنطقة، مما يبرز التعقيدات التي يمكن أن تنشأ من مسألة التقارب العربي مع الدولة العبرية.

وتمثل المعاهدة والإعلان، تم توقيعهما اليوم (الثلاثاء) في مراسم رسمية بباحة البيت الأبيض في واشنطن بحضور ودعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "تحولا جذريا" في مواقف البلدين العربيين حيث لم يكن من الممكن تصور أنه سيحدث من قبل، وقع المعاهدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووقع الإعلان عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية البحريني ونتنياهو.

وسيطرت مراسم الاحتفال على المشهد العربي حيث حظيت بتفاعل واسع اختلفت درجته من عاصمة لأخرى، في وقت أعرب العديد من المواطنين في الدول العربية استطلعت آرائهم وكالة أنباء ((شينخوا)) أنه من الصعوبة التكيف مع بدء علاقات عادية مع إسرائيل طالما ما تزال تحتل أراض عربية وترفض مبدأ إنهاء الصراع مع الفلسطينيين بإقامة دولتهم.

وقال السعودي فهد الذي يعمل في شركة تجارية في الرياض إن العلاقات مع إسرائيل هي "مجرد أمور سياسية (..) وعلينا التعود على هذا الشيء، نتمنى أن تتغير الأمور في المستقبل".

وقال فهد معلقا على موقف بلاده من المعاهدة والإعلان وهي من أكثر دول الشرق الأوسط نفوذا، إنه "لا يوجد في الإمارات والبحرين مناطق مقدسة مثل المملكة العربية السعودية وهما دولتان غنيتان ولكن عدد سكانهما قليل وبالتالي العلاقات معهما لن تتعدى كونها إعطاء ما كان يجري في الخفاء طابع رسمي".

ولم تعارض المملكة العربية السعودية علنا المعاهدة والإعلان جارتهما الإمارات والبحرين واللتين تعتبران أكبر حليفين لها، لكنها أكدت التزامها بمبادرة السلام العربية التي أطلقتها الرياض العام 2002 ولم يتم تنفيذها.

ورأى شبان عرب في المصالح الواسعة خصوصا العلاقات الخليجية المتوترة مع إيران دافعا لإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل بغض النظر عن الموقف من القضية الفلسطينية.

وتقول البحرينية أنيسة أحمد عبدالله إن العلاقات مع إسرائيل بمثابة "حلا استراتيجيا للتصدي للأعداء المشتركين"، مؤكدة دعمها التام لتوجهات قيادة بلادها.

أما حسين سند الطالب الجامعي فيعتبر التصالح مع إسرائيل "خطوة جريئة" في هذه الفترة، لكون قضية فلسطين هي قضية العرب جميعا.

وقال "تعلمنا منذ الصغر أنه سيأتي يوم وستنتصر فلسطين، ولكن عندما نبحر في التاريخ نرى أن هذا الصراع لم يعد للشعب الفلسطيني بأي نفع بل جلب لهم كل أشكال الضرر".

واعتبر اتفاقية السلام مع إسرائيل "نهجا جديدا قد يكون جيدا لحل هذا الصراع وإيجاد حل عادل للفلسطينيين بالحصول على دولتهم"، وانه قد تفتح هذه الخطوة أبواب الاستقرار والسلام في المنطقة.

وفي مصر التي تعد أول دولة عربية أبرمت اتفاقا للسلام مع إسرائيل العام 1978 بموجب اتفاقية كامب ديفيد، ما يزال الشارع المصري غير مقتنع بإقامة علاقات عربية طبيعية مع الدولة العبرية مثل عبدالرحمن متولي (59 عاما) الذي قال إن ما قامت به الإمارات والبحرين "خطأ كبير قد يقضي على القضية الفلسطينية".

واعتبر متولي أن "تأثير هذا التطبيع على القضية الفلسطينية سلبي، لأنه يمثل اعترافا عربيا بإسرائيل، التي ترتكب انتهاكات كثيرة بحق الفلسطينيين".

وعلى النقيض من ذلك، قال أحمد حمدي (34 عاما)، وهو موظف في شركة توظيف مصرية، إن اتفاقيات السلام مع إسرائيل "تصب في صالح العرب والقضية الفلسطينية".

وتوقع حمدي أن يكون للاتفاقيات مع اسرائيل تأثير ايجابي على المدى القريب علي الدول العربية والقضية الفلسطينية، لأنه لا يوجد سبيل آخر غير الحديث مع إسرائيل إذا أردنا الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية.

وتابع قائلا "إسرائيل أصبحت أمرا واقعا ولابد من التعايش معه، طالما سيكون في صالح السلام".

وفي العراق، قال كاظم حيدر عزيز (22 عاما) وهو طالب جامعي إنه يؤيد العلاقات مع إسرائيل "لأننا تعبنا من الحروب، ويجب أن يعم السلام في المنطقة".

مع ذلك، أكد عزيز أنه لابد "من مراعاة حقوق الشعب الفلسطيني وايقاف الاستيطان الاسرائيلي والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين ومنحهم حقوقهم".

في المقابل، عارض رعد عبدالله (44 عاما) الذي يعمل مدرسا ما وصفه "التطبيع مع الكيان الغاصب للأراضي الفلسطينية" وأنه لن يحترم أي دولة تفعل ذلك".

وقال بنبرات غاضبة "علينا بدل التهافت واللهاث على التطبيع، أن نوحد صفوفنا ونقف مع الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه ونحرر المقدسات الاسلامية".

وأيد الأمر ذاته، حسن الراشد (65 عاما) بالقول إن "التطبيع فيه طمس للقضية ونضال الشعب الفلسطيني الذي استمر لعقود طويلة"، معتبرا أن خطوة الإمارات والبحرين "ستجر المنطقة إلى مزيد من المشاكل لأن هناك رفض شعبي واسع".

وفي الكويت الدولة الخليجية المجاورة للبحرين والامارات لم يصدر أي رد فعل رسمي على اتفاقي السلام مع إسرائيل حتى الآن.

وعبرت العديد من التيارات السياسية ومنظمات المجتمع المدني عن رفضها للخطوة.

وقالت الكويتية أنفال الحمد (65 عاما) لـ((شينخوا))، إن الشعب الكويتي متضامن مع الشعب الفلسطيني وسيقف دوما ضد "التطبيع".

كما اعتبر سعود فالح (35 عاما) أن القرارات التي اتخذتها بعض الدول الخليجية يمكن ان تكون سيادية لكنها لا تعكس رأي الشعوب الخليجية المعارضة للتطبيع فإسرائيل "هي كيان اغتصب الأرض الفلسطينية وما زال".

وفي دولة قطر، وصف نبيل عبدالله (46 عاما) العلاقات مع إسرائيل بأنها "خيانة"، مبررا ذلك بأنها تمت قبل التوصل إلى حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية.

وقال عبدالله لـ((شينخوا))، إن "الدول التي هرولت نحو التطبيع لها أجندات وأهداف بعيدة عن مصالح الأمة، لأنها لم تكن يوما في ساحة المواجهة مع إسرائيل، بل هي في مواجهة مع الفلسطينيين منذ سنوات".

كما رأى القطري حسين اليافعي (30 عاما) العلاقات مع إسرائيل وتوقيع الاتفاقيات معها يندرج في إطار صفقة القرن التي تعد إعلانا عن بيع القدس وتصفية القضية الفلسطينية .

أما إبراهيم عبيد (51 عاما) فاعتبر أن "لكل دولة رؤية فيما يخص مصالحها لكن التسويات التي تتم بين دول ما على حساب مصالح وحقوق دول أخرى مرفوضة، وقرارات هذه الدول لا تمثل المواطن العربي".

من جهتهم، اعتبر أردنيون أن توقيع اتفاقيات السلام مع إسرائيل "عملية تطبيع علاقات مجانية لها انعكاسات وتداعيات خطيرة على القضية الفلسطينية، والمصلحة الوطنية الأردنية على حد سواء".

ورأى الأردني يحيى ملكاوي (60 عاما) أن الاتفاقيات "هرولة بأحضان الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل لفرض صفقة القرن التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية".

فيما قال مشهور أبو عابد (40 عاما) ويعمل مدرسا إن الخطوة الإماراتية والبحرينية "لا تنعكس إيجابيا على المبادرة العربية التي تم الاتفاق عليها ويعد اختراقا لكل قرارات الجامعة العربية واهمها القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية".

وفي سوريا، تعالت أصوات تعارض العلاقات الرسمية مع إسرائيل، واعتبر شريف شحادة (53 عاما) أن الرعاية الأمريكية للعلاقات مع إسرائيل يؤكد استمرار واشنطن في دعم نهج إسرائيل ويثير التساؤلات حول مصير الصراع العربي الإسرائيلي.

واعتبر الشاب السوري حمد أبو عاصي في منتصف العشرينيات من عمره، أن الاتفاق الإسرائيلي مع البحرين والإمارات "خطوة بالاتجاه الخطأ لأنه لن يعيد الأراضي المحتلة من إسرائيل".

فيما أكدت الطالبة الجامعية مروة (18 عاما) أن الجميع يطمح أن يسود السلام ويتم وقف الحروب "لكن إسرائيل عليها وقف اعتداءاتها على العرب وأن تعيد الحقوق الى أصحابها".

أما الطالب الجامعي السودان محمد المجتبى صالح (22 عاما) فقال إن إقامة العلاقات مع إسرائيل "تؤشر إلى تغيرات كبيرة في الشرق الأوسط، ولن يقتصر الأمر على الإمارات والبحرين وحدهما بل ستتبعهما دولا أخرى".

وأيده حماد موسى حماد (62 عاما) الذي يعمل مدرسا، قائلا إنه يؤيد العلاقات مع إسرائيل "لأن ذلك يخدم قضية السلام في الشرق الأوسط وقد يخدم المصلحة الفلسطينية وإقناع إسرائيل بوقف التوسع".

في المقابل، اعتبر أحمد موسى عوض وهو موظف بالقطاع الحكومي السوداني (41 عاما) ما جرى "يخالف الإجماع العربي ومبادرة السلام العربية ويمثل انتكاسة للعمل العربي المشترك".

من جهتهم، لا يميل اللبنانيون إلى تأييد أي اتفاق تطبيع أو سلام منفرد مع إسرائيل انطلاقا من دعمهم لسلام عربي إسرائيلي شامل يضمن الحقوق الفلسطينية وفي مقدمها حق العودة للاجئين.

ورأى الطالب الجامعي سليم ضو (22 عاما) أن "التطبيع الاماراتي والبحريني تجاوز القضية والشعب الفلسطيني صاحب الحقوق، وجاء مجانيا بدون أن يؤمن أي فائدة أو مصلحة عربية".

بدورها، اعتبرت المدرسة سلمى صقر (40 عاما) أن توقيت الاتفاقات يشير إلى أن ترامب "حرص على الاستفادة إلى أقصى درجة من الاتفاقين الخليجيين مع إسرائيل، مشيرة الى انه (ترامب) يصور نفسه على أنه صانع سلام قبل انتخابات الرئاسة في نوفمبر المقبل.

أما السائق نبيل الأحمر (61 عاما) فقال إن مثل هذه الاتفاقات "لا يمكنها ان تدوم طويلا من دون الفلسطينيين".

وانتقد الأحمر موقف الشعوب العربية وقال إن " مثل هذه الاتفاقات من شأنها اضعاف الموقف العربي وان تقوي شرعية حضور إسرائيل في المنطقة ضد دول أخرى".

الصور

010020070790000000000000011100001393710981