تحقيق اخباري: اليونيفيل تمول مشغل كمامات بجنوب لبنان

مرجعيون، جنوب لبنان 26 سبتمبر 2020 (شينخوا) وسط قاعة بيضاوية الشكل في مركز "نادي الخيام الثقافي الاجتماعي" عند المدخل الغربي لبلدة "الخيام" بجنوب لبنان، تعمل مجموعة من النسوة خلف ماكينات خياطة كهربائية وطاولات خشبية جمعت ما يلزم لانتاج الكمامات من أقمشة وخيطان ومقصات ودبابيس وزوايا قياس خشبية.

وتعمل مجموعة من النساء المتطوعات في جمعية باسم "سيدات الخيام" في مشروع انتاجي لتفصيل وخياطة الكمامات لتوفيرها لأبناء البلدة والقرى المحيطة في ظل ارتفاع أعداد المصابين بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وعجز الكثير من العائلات عن تأمين ثمن الكمامات لأفرادها بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد.

ووفرت قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) التمويل لمشروع مشغل الكمامات وزودته بكافة الأجهزة والمعدات الضرورية وذلك بالتنسيق والتعاون مع البلدية وجمعية سيدات الخيام.

وداخل القاعة البيضاوية التي تجاوزت مساحتها 50 مترا مربعا، كانت العاملات المتطوعات تضعن كمامات متعددة الألوان والأشكال في حين علقت على الجدران صور متنوعة لكمامات جمعت من عدة مصادر محلية ودول أوروبية.

ويتراوح عدد العاملات المتطوعات في المشغل بين 7 الى 10 تقاسمن العمل بشكل منسق، فمنهن من تعمل على ست ماكينات خياطة ومنهن من يعمل في تفصيل الأثواب القماشية التي توزعت ألوانها بين الأسود والأبيض والبني.

وقالت رئيسة الجمعية المشرفة على المشغل صباح ابو عباس، إن فكرة انشاء مصنع خياطة للكمامات فرضها خطر تفشي كورونا والحاجة الماسة للحماية ضمن تدابير الوقاية.

وأضافت صباح لوكالة أنباء ((شينخوا))، أنجزنا المشغل بتمويل من اليونيفيل التي قدمت ماكينات الخياطة وكافة اللوازم التي نحتاجها في انتاج الكمامات وخاصة الأقمشة الممتازة والخيطان ومختلف المعدات الضرورية.

وقالت العاملة في المشغل فاتن صادق لـ ((شينخوا))، "توجهنا لتصنيع الكمامات بعدما نفدت من الصيدليات وارتفعت أسعارها بشكل جنوني وبعدما ظهرت في الأسواق كمامات مغشوشة غير صالحة للاستعمال".

وأضافت لقد اكتسبنا خبرات مهمة في هذا المجال عبر الانترنت من مصانع جمهورية الصين الشعبية.

من جهتها، قالت فاطمة موسى، وهي أيضا عاملة في المشغل، إن الكمامات التي بدأنا انتاجها هي من القماش الممتاز ومطابقة للمواصفات القياسية المطلوبة وتسمح بالاستخدام المتكرر بعد غسلها وتعقيمها بطريقة الكي.

أما المتطوعة سامرة خليل فأشارت الى أن "فكرة التصنيع وليدة الحاجة والضرورة ونجاحنا في انتاج الكمامات سيدفعنا لاحقا لانتاج مواد التعقيم والصابون من زيت الزيتون".

وكانت قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان ومع انتشار كورونا قد أضافت الى تقديماتها مساعدات ومعدات وأدوية للتصدي لكورونا، بحيث عملت على تزويد عشرات المراكز الصحية داخل منطقة عملها بالكثير منها.

وقال قائد الكتيبة الاسبانية في اليونيفيل المقدم خورخيرو ديرغز دي غوثمان خلال جولة قام بها في المشغل أول امس الخميس، إن المشروع يهدف لتعزيز إمكانات الحد من انتشار فيروس كورونا في ريف الجنوب، منوها بالتعاون القائم بين مؤسسات المجتمع المدني واليونيفيل.

بدوره، اكد رئيس بلدية الخيام المهندس عدنان عليان لـ ((شينخوا)) ضرورة دعم مثل هذه المشاريع في كافة المناطق اللبنانية.

وقال "نسعى عبر مشروعنا لتقديم أجود الكمامات مجانا لحوالي 50 ألف نسمة من سكان بلدة الخيام والقرى المحيطة في القطاع الشرقي من جنوب لبنان كمرحلة أولى".

ويأمل عليان أن يتمكن المشروع في مرحلة لاحقة بعد توسيع المشغل من تأمين الكمامات للنازحين السوريين في المخيمات المنتشرة في البلدة ومحيطها.

ويسجل مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) تفشيا واسعا في لبنان.

وأعلنت وزارة الصحة يوم أمس الجمعة عن تسجيل 1143 إصابة جديدة في حصيلة يومية قياسية غير مسبوقة منذ ظهور أول اصابة في البلاد قبل سبعة اشهر مما يرفع عدد الاصابات الاجمالي في البلاد إلى 33962 حالة .

وأعلن لبنان منذ شهر مارس الماضي حالة التعبئة العامة الصحية ومددها حتى نهاية العام لمنع تفشي (كوفيد-19) مع مجموعة من الإجراءات والتدابير الوقائية.