الرئيس التونسي لايستبعد إعلان حظر التجول في كامل البلاد لمجابهة "كوفيد-19"

تونس 28 سبتمبر 2020 (شينخوا) لم يستبعد الرئيس التونسي قيس سعيد مساء اليوم (الاثنين)، إعلان حظر للتجول في كامل أنحاء البلاد للحد من مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) الذي اتسعت دائرة انتشاره وسط ارتفاع ملحوظ في عدد الوفيات والاصابات.

وقالت الرئاسة التونسية في بيان، إن الرئيس قيس سعيد أكد في كلمة افتتح بها اجتماعا لمجلس الأمن القومي التونسي عُقد بقصر قرطاج الرئاسي، أنه "يمكن إعلان حظر التجول مُجددا بكامل تراب الجمهورية في صورة تفاقم العدوى وارتفاع عدد الوفيات".

وخُصص الاجتماع الذي شارك فيه رئيس الحكومة هشام المشيشي، ورئيس البرلمان راشد الغنوشي، للنظر في الإجراءات التي ينبغي اتخاذها تزامنا مع التطورات الحاصلة على عدة أصعدة وخاصة في المجال الصحي، إلى جانب بحث المستجدات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المسائل التي تشغل الرأي العام في تونس.

وأضاف الرئيس قيس سعيد في كلمته، أنه تم الاتفاق على تولّي الولاة (المحافظون) إعلان الحجر الصحي على المستوى الجهوي أو المحلي كلما كانت هناك ضرورة، على أن يتم التنسيق في كل الحالات مع السلطات المركزية.

وشدد على وجوب تشخيص الأسباب وراء تزايد عدد الوفيات بهذا المرض وبحث طرق محاصرته، داعيا في المقابل، المواطنين إلى الالتزام الصارم بالبروتوكول الصحي الذي وضعته وزارات الصحة والداخلية والشؤون المحلية والبيئة.

وانتقد في هذا السياق، ما يقوم به البعض من بث للفزع وتغذية النزعات الجهوية والانقسامات، مشددا على أن الأزمات التي نعيشها تقتضي الوحدة في حين أن الانقسامات والفرقة لا تزيدها إلا تعقيدا.

وأكد "ضرورة أن تكون للدولة سياسة واحدة يقع تطبيقها على المستوى المركزي وفي الجهات"، لافتا إلى أن "البلاد بحاجة ملحة اليوم الى سياسة وطنية تقوم على قرار وطني واضح"، على حد تعبيره.

وتشهد تونس منذ بداية الشهر الجاري ارتفاعا ملحوظا في عدد الوفيات والاصابات ب(كوفيد-19)، حيث بلغت حتى يوم السبت الماضي، 213 حالة وفاة، و16 ألفا و114 إصابة مؤكدة، وفقا لبيان وزعته اليوم وزارة الصحة التونسية.

ودفع هذا الوضع السلطات الصحية التونسية إلى دق ناقوس الخطر والتحذير من وضع وبائي أكثر خطورة خلال الأسابيع القادمة فيما بدأت البلاد اليوم تطبيق حزمة من الإجراءات الوقائية الجديدة للحد من انتشار مرض (كوفيد-19).

وتشمل هذه الإجراءات المراكز التجارية الكبرى والأسواق والمقاهي والمنتزهات الترفيهية والمسارح ودور السينما، وهي تتعلق بإجبارية ارتداء الكمامة وتطبيق التباعد الجسدي، ومنع جميع التظاهرات التي تستقبل عددا كبيرا من المشاركين سواء كانت ذات طابع ثقافي أو رياضي أو سياسي أو علمي، بحسب بيان مشترك لوزارات الصحة والداخلية والشؤون المحلية التونسية .

كما تشمل أيضا المنع التام لاستعمال الشيشة (النرجيلة) في المقاهي التي يتعين عليها استعمال الأواني ذات الاستخدام الواحد، مؤكدة في الوقت نفسه أن عدم الالتزام بهذه الإجراءات سيترتب عليه الإغلاق الفوري.

وترافقت هذه الإجراءات مع إعلان رئيس الحكومة، هشام المشيشي أنه تقرر اللجوء الى عمليات عزل للمناطق الموبوءة، على قاعدة "250 إصابة لكل 100 ألف ساكن" في كل بلدة كحد أدنى لتطبيق الحجر الصحي العام لمدة أسبوعين.