خبراء عمانيون يؤكدون أهمية دور الأمم المتحدة ويشيدون بالتعاون الصيني

2020-10-03 10:37:59|arabic.news.cn
Video PlayerClose

مسقط 3 أكتوبر 2020 (شينخوا) أجمع عدد من الخبراء والباحثين العمانيين على أهمية دور منظمة الأمم المتحدة في صون النظام الدولي وحفظ العدل والسلام الدوليين، وأكدوا على أهمية الاجتماع رفيع المستوى الذي عقد يوم الاثنين الماضي للاحتفال بالذكرى السنوية الـ75 للأمم المتحدة، وقالوا إن هذا الاجتماع اتخذ أهميته الكبيرة من موعد انعقاده حيث جاء في ظل ما يعيشه العالم من أزمة عالمية طاحنة جراء جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

ورأي هؤلاء الخبراء أن الأمم المتحدة تظل المظلة الكبرى التي تستظل بها دول العالم وهي الأم لكل الدول، وأنها تسعى لتأدية دورها بالشكل المطلوب منها والمنوط بها، غير أنه لا يمنع من أنها تحتاج إلى بعض الإصلاحات للوصول إلى هذا الهدف النبيل الذي يخدم العالم.

وأشاد الخبراء بالسياسة الصينية الحكيمة التي تعتمد علي التعاون والتشاور والتشارك بل والنفع للجميع والتي تطبقها الصين عمليا على أرض الواقع سواء من خلال تعاونها مع الدول بشكل فردي، أو من خلال العمل الجماعي عبر المنظمات والهيئات الدولية ومنها الأمم المتحدة، أو من خلال مبادرتها العالمية النفع المتمثلة في "مبادرة الحزام والطريق".

وقال رئيس قسم التاريخ السابق بجامعة السلطان قابوس الدكتور محمد بن سعد المقدم: إن اجتماع الأمم المتحدة الـ75 الذي عقد مؤخرا يمثل أهمية كبيرة هذه المرة للكثير من بلدان العالم، وذلك بسبب موعد انعقاده حيث يأتي في ظل جائحة فيروس كورونا الجديد وتأثيراتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ولذا فمن الضرورى على العالم أن يستفيد من ذلك وأن يكون بمثابة يد ودولة واحدة حتى نتمكن من تحقيق السلام والوئام في العالم، لأن الشراكة والتعاون السياسي والاقتصادي هي الوصفة الصحية والأساسية لمواجهة تحديات وباء (كوفيد-19)، ولأن التعاون الدولي والمصالحة هما الحل الأمثل لتبعات تلك الجائحة لأنها ليست محلية ولا إقليمية وإنما قضية وأزمة عالمية.

وأكد المقدم، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن الرؤية التي قدمتها الصين من خلال كلمة رئيسها شي جين بينغ في الاجتماع الأخير تعد نموذجا ينبغي الاحتذاء به في التعاون الدولي، حيث ركز الرئيس الصيني في كلمته بعد الحديث عن المنظمة ودورها وأهميتها، ركز على ضرورة التعاون الدولي، كما أكد على عدد من المبادىء التي إذا تم الحفاظ عليها والعمل بها لعم السلام والأمن الدولي ومنها: مبدأ العدالة والمساواة والاحترام المتبادل بين دول العالم، وتعزيز مبدأ التعاون الدولي، والالتزام بحكم القانون ومبادىء الأمم المتحدة.

وذكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس الدكتور هاني البسوس لـ((شينخوا)): أن الأمم المتحدة ما زالت الأم لكل دول العالم، وهي تمثل المظلة الواسعة والكبرى التي من خلالها يتم التنسيق من أجل التصدي للأوبئة ومن أجل القيام بتحفيز الأنشطة الاقتصادية أيضا.

وأضاف قائلا إن كل ما يتعلق بالعمل الاقتصادي والمالي الدولي يجرى تحت بعض الوحدات التابعة للأمم المتحدة، وتعمل هذه الوحدات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة أيضا بتنسيق عال من أجل تقديم ما يلزم من مساعدات وتحفيز اقتصادي من أجل كثير من الدول وخاصة دول العالم الثالث، وأيضا بالنسبة للدول التي تأثرت من الجائحة، لأن الوضع الاقتصادي بالعالم في تدهور نتيجة الجائحة ويحتاج إلى نوع من التعاون في كثير من المجالات سواء في مجال الطيران، التصنيع، الاستيراد والتصدير وفي كثير من القطاعات الأخرى.

وأشار البسوس إلى أن كثيرا من دول العالم تعتمد على السياحة في اقتصادها الوطني، وأنها فقدت هذا النشاط الاقتصادي، ومن ثم فهذه الدول تحتاج إلى نوع من التنسيق من أجل العمل على الحد من الوباء بها وآثاره عليها، وفتح آلية جديدة للالتفاف على الوباء وإمكانية التعامل مع الوضع بشكل يعيد التحفيز الاقتصادي وهذا كله - بالطبع - من الصعب أن يتم إلا من خلال العودة للأمم المتحدة والتنسيق مع المنظمات الدولية.

وذكر أن الصين دولة تعمل بشكل مستمر وتكافح الأوبئة ولديها إمكانياتها، كما أنها دولة لها تفوقات على مستوى العالم في كل السياقات خاصة في التكنولوجيا الحديثة وفي مجال الصحة، ويمكن أن تكون النقطة المهمة وتمثل أهمية كبيرة في التعاطي مع هذه الأزمة.

وأوضح البسوس قائلا إن المسألة أصبحت مسيسة في الوقت الحالي، ولكن لا بأس من أن تتعاون الصين مع كل الدول التي تتعاون معها خاصة في إمكانية الوصول إلى لقاح.

وأشاد الباحث في العلوم السياسية الدكتور ناصر أبو عون بكلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ في الاجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة، وأشار إلى أنه ركز في كلمته علي عدم الاحتكار وعدم إساءة الدول المنتسبة للمنظمة إلى الدول الأخرى، وهذا مبدأ مهم جدا كما أنه مبدأ أخلاقي وينبغي التحلي به والعمل عليه.

وقال أبو عون في تصريحات خاصة لـ((شينخوا)) إن الرئيس شي تحدث أيضا عن مبدأ الشراكة وذلك من خلال مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحها الرئيس في 2013 وعملية إعادة طريق الحرير القديم ليربط التجارة العالمية ببعضها وليعود بالنفع علي الجميع وهو المبدأ الذي تنتهجه وتطبقه وتؤكد عليه الصين دائما.

وأضاف أنه في المقابل - للأسف - تريد الولايات المتحدة احتكار كل شيء وألا يشاركها أحد وهذا مبدأ فيه أنانية.

ورأى أبو عون أن منظمة الأمم المتحدة لابد وأن تكون بمثابة حكم عدل بين جميع الدول ولا تترك قوة واحدة تنفرد بالعالم لأن هذا "خراب" ودمار على العالم، فلا مانع أبدا من أن يكون هناك نوع من التنافس الشريف بين الدول.

وأشار إلى أن الصين تدرك ما تريد وتعرف طريقها جيدا ولذا فهي تسير وفق خطوات مدروسة ومتأنية، وهي تقوي نفسها وتتقدم علميا واقتصاديا وتجاريا - فما العيب في ذلك؟- ولذا فهي تصل إلى ما تريد وتحقق طموحها وحلم شعبها.

ولفت أيضا إلى أن الصين لديها حضور متميز في قارة إفريقيا منذ سنوات وذلك في إطار الشراكة والتعاون الحقيقي و"لذا نجد أن الصين تنال الثقة وتجد الترحيب والقبول على الدوام".

وأشاد أبو عون بالخطوة الصينية المتمثلة في إعلان الرئيس الصيني في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا، بأنه بعد الانتهاء من أعمال البحث والتطوير المتعلقة باللقاح الصيني الجديد المضاد لـ(كوفيد-19) ووضعه قيد الاستخدام، سيتم جعله منفعة عامة عالمية من أجل تحقيق إمكانية الوصول إلى اللقاح وتوافره في البلدان النامية، وهذه خطوة جد مهمة لأنها إنسانية وتمثل إنسانية الصين، لأنه في الوقت الذي تبادر فيه الصين باتاحة اللقاح للجميع، تنظر دول أخرى إلى اللقاحات على أنها مكسب تجاري وهذا يبرز إنسانية الصين.

وبالرغم من رؤية أبو عون لأهمية الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة، إلا أنه رأى أن دورها من الممكن أن يكون أهم وأعظم، ولذا فهي مطالبة بعمل إصلاحات حتى تصل إلى أهدافها.

الصور

010020070790000000000000011100001394160171