مقالة خاصة: رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يحذر من ديناميات ركود مع استمرار المحادثات بشأن حزمة الإغاثة

2020-10-07 16:52:30|arabic.news.cn
Video PlayerClose

واشنطن 6 أكتوبر 2020 (شينخوا) حذر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول يوم الثلاثاء من أن التعافي الاقتصادي البطيء والذي سيمتد لفترة مطولة قد يؤدي إلى ديناميات ركود مطردة، حيث مازالت المحادثات بشأن حزمة الإغاثة من كوفيد-19 جارية مع عدم وجود اتفاق بين الحزبين في الأفق.

وقال باول في الاجتماع السنوي الافتراضي للرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال "يجب أن نستمر في القيام بما في وسعنا لإدارة المخاطر السلبية التي قد تعترض الآفاق المستقبلية. ويكمن أحد هذه المخاطر في أن حالات الإصابة بكوفيد-19 قد ترتفع مرة أخرى إلى مستويات تحد بدرجة كبيرة من النشاط الاقتصادي، ناهيك عن الآثار المأساوية على الأرواح ورفاه الناس".

وذكر أن "الخطر الثاني يكمن في أن التباطؤ لفترة مطولة في وتيرة التحسن يمكن أن يؤدي بمرور الوقت إلى ديناميات ركود مطردة، حيث يتغذى الضعف على الضعف. وقد تستمر فترة طويلة من التقدم البطيء دون داع في إحداث تفاقم في التباينات الحاصلة في اقتصادنا".

وأشار باول إلى أن إجراءات السياسة المالية والنقدية للولايات المتحدة قد "أخمدت إلى حد كبير" حتى الآن ديناميات الركود العادية التي تحدث في فترة الانكماش الاقتصادي، ولكن بدون تقديم مزيد من الدعم، قد يستمر ظهور تلك الاتجاهات الهبوطية.

وقال "بمرور الوقت، سترتفع حالات إفلاس الأسر المعيشية وإفلاس الشركات، ما يضر بالقدرة الإنتاجية للاقتصاد ويعيق نمو الأجور".

وأشار باول إلى أنه مقارنة بشهري مايو ويونيو، فإن تعافي الاقتصاد من الركود الناجم عن كوفيد-19 قد تباطأ في الأشهر الأخيرة مع تلاشي آثار التحفيز المالي.

وأضاف قائلا "هناك خطر من أن المكاسب الأولية السريعة من إعادة الفتح قد تتحول إلى فترة أطول من المتوقع في مسألة العودة إلى التعافي الكامل حيث تكافح بعض القطاعات مع استمرار تداعيات الجائحة"، داعيا صانعي السياسات إلى توفير المزيد من الإغاثة للأسر والشركات المتضررة من الجائحة.

وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي "في هذه المرحلة المبكرة، أود القول إن مخاطر تدخل السياسات لا تزال غير متكافئة، حيث أن قلة الدعم ستؤدي إلى انتعاش ضعيف، ما سيخلق صعوبات غير ضرورية للأسر والشركات".

وأضاف "حتى لو ثبت في نهاية المطاف أن إجراءات السياسة أكبر مما هو مطلوب، فلن تذهب سدى. وسيكون الانتعاش أقوى ويتحرك بشكل أسرع إذا استمرت السياسة النقدية والسياسة المالية في العمل جنبا إلى جنب لتوفير الدعم للاقتصاد حتى يتحقق بوضوح الخروج من المأزق".

جاءت تصريحات باول في الوقت الذي لا يزال فيه المشرعون في الكونغرس وإدارة ترامب في طريق مسدود بشأن حزمة الإغاثة التالية من كوفيد-19.

فقد استأنفت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ووزير الخزانة ستيفن المفاوضات بشأن حزمة الإغاثة في الأيام الأخيرة، لكن المحادثات حتى الآن لم تسفر عن أي اتفاق، مع بقاء اختلافات كبيرة في مجالات رئيسية مثل مساعدة حكومات الولايات والحكومات المحلية.

وذكرت بيلوسي في بيان يوم الثلاثاء أن "تحذير الرئيس باول لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا: فثمة حاجة لاتخاذ إجراءات صارمة على الفور لتجنب كارثة اقتصادية ناتجة عن الدمار الذي أحدثته جائحة فيروس كورونا الجديد".

وأضافت قائلة "لقد طال انتظار انضمام الجمهوريين إلينا في تمرير مشروع قانون يلبي احتياجات الشعب الأمريكي من خلال حماية أبطالنا وسحق الفيروس ووضع الأموال في جيوب العمال".

وقد أقر مجلس النواب الأمريكي الذي يسيطر عليه الديمقراطيون في الأسبوع الماضي مشروع قانون إغاثة من كوفيد-19 بقيمة 2.2 تريليون دولار أمريكي. غير أن بعض الجمهوريين في مجلس الشيوخ أشاروا في وقت سابق إلى أنهم غير مستعدين لدعم أي حزمة تزيد تكلفتها عن 1.5 تريليون دولار لإنقاذ الاقتصاد الذي يعاني من الجائحة.

وجادل الاقتصاديون، وكذلك مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي، بأن هناك حاجة إلى مزيد من الإغاثة المالية للحفاظ على الانتعاش الاقتصادي، محذرين من عواقب وخيمة إذا لم يتم توفير المزيد من الدعم المالي في الوقت المناسب.

وتشمل المخاطر السلبية الرئيسية التي يواجهها الاقتصاد الأمريكي تقاعس السياسات المالية، وحدوث موجة ثانية من كوفيد-19 وعدد متزايد من حالات الإفلاس، وفقا لاستطلاع للرأي شمل 52 اقتصاديا ونشرته الرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال يوم الاثنين.

وقدر حوالي نصف الاقتصاديين الذين شملهم الاستطلاع بأن احتمالات حدوث ركود "مزدوج" في الولايات المتحدة تصل إلى 20 في المائة أو أقل، فيما أشار 12 في المائة من الاقتصاديين إلى أن هذه الاحتمالات تصل إلى 50 في المائة أو أكثر.

ومع بقاء أقل من شهر على يوم الانتخابات، ليس من الواضح ما إذا كان بإمكان الجمهوريين والديمقراطيين تجاوز خلافاتهم والتوصل إلى اتفاق بشأن حزمة الإغاثة قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 3 نوفمبر.

جاءت تصريحات باول أيضا بعد أن شهدت الولايات المتحدة ارتفاعا جديدا في حالات الإصابة بكوفيد-19 في يوم واحد خلال الأسبوع الماضي، حيث أبلغت أكثر من 20 ولاية عن ارتفاع في الحالات.

وأبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي في الشهر الماضي سعر الفائدة القياسي دون تغيير عند مستوى قياسي منخفض بالقرب من الصفر وأشار إلى أنه سيحافظ على هذا النطاق المستهدف حتى عام 2023 على الأقل، مشيرا إلى أن مسار الاقتصاد سيعتمد بشكل كبير على مسار فيروس كورونا الجديد.

الصور

010020070790000000000000011100001394239931