مقالة خاصة: الدول الأوروبية تشدد إجراءات مكافحة الفيروس مع تسجيل فرنسا وألمانيا لارتفاعات قياسية يومية في الإصابات

بروكسل 22 أكتوبر 2020 (شينخوا) كشف تصاعد حالات الإصابة الجديدة يوم الخميس عن مشهد قاتم بأوروبا تصارع فيه القارة جائحة كوفيد-19، ما دفع المزيد من الحكومات إلى تشديد القيود لوقف انتشار الفيروس.

-- حصيلة قياسية يومية

شهدت كل من ألمانيا وفرنسا، وهما دولتان لهما ثقل كبير في الاتحاد الأوروبي، بلوغ حالات الإصابة بكوفيد-19 لديهما في يوم واحد مستويات مرتفعة جديدة يوم الخميس، بعد أن أبلغت كل من بريطانيا وبولندا وهولندا والنمسا وكرواتيا وليتوانيا جميعا يوم الأربعاء عن أرقام قياسية يومية جديدة منذ تفشي فيروس كورونا الجديد.

فقد أعلن معهد روبرت كوخ الألماني، وهو الوكالة الحكومية الفيدرالية المعنية بالسيطرة على الأمراض والوقاية منها، يوم الخميس أن عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 في البلاد زاد بمعدل قياسي بلغ 11287 حالة في غضون يوم واحد، ليرتفع الإجمالي إلى 392049.

وقال رئيس المعهد لوثار ويلر في مؤتمر صحفي إن "الوضع أصبح بشكل عام خطيرا للغاية"، مشيرا إلى أنه "في الوقت الحاضر، لا تزال لدينا فرصة لإبطاء الانتشار المستمر للفيروس".

وارتفع عدد الوفيات في ألمانيا 30 حالة ليصل إلى 9905 يوم الخميس، حسبما ذكر المعهد. وأكد ويلر أنه يجب افتراض أنه ستكون هناك حالات إصابة ووفاة أكثر خطورة بكوفيد-19 في ألمانيا.

كما أن الوضع في فرنسا مثير للقلق. فقد أبلغت وكالة الصحة العامة في البلاد مساء الخميس عن 41661 حالة إصابة جديدة بكوفيد-19 خلال الـ24 ساعة الماضية، وهو رقم قياسي جديد بعد تسجيل 32427 حالة يوم السبت. ويبلغ إجمالي عدد الإصابات الآن 999043.

وفي إيطاليا، وهي أول دولة أوروبية يجتاحها كوفيد-19، تم فرض حظر التجوال على أكثر من 21.7 مليون شخص، أي أكثر من ثلث سكان البلاد، وسط ارتفاع حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا الجديد، والتي بلغ عددها 13860 يوم الخميس، حسبما قال مسؤولون.

وفي يوم الخميس أيضا، سجلت الدنمارك واليونان وسلوفينيا والمجر عددا قياسيا من الإصابات اليومية الجديدة في الـ24 ساعة الماضية.

وأكد وزير الصحة الإسباني سلفادور إيلا مؤخرا أن الموجة الثانية "أصبحت حقيقة واقعة في جميع أنحاء أوروبا"، مضيفا أن مناطق الحكم الذاتي الـ17 في البلاد تدرس فرض حظر التجوال لمنع الاختلاط الاجتماعي ليلا.

-- مزيد من أوامر حظر التجوال

هناك دول أوروبية تطبق أو ستطبق تدابير أكثر استهدافا وأكثر صرامة - من بينها المزيد من أوامر حظر التجوال.

فقد أعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس يوم الخميس أنه اعتبارا من منتصف ليلة الجمعة سيتم توسيع حظر التجوال المفروض من التاسعة مساء حتى السادسة صباحا ليشمل 38 مقاطعة أخرى في البر الرئيسي الفرنسي وأراضي بولينيزيا الفرنسية في الخارج. ويُطلب الآن من حوالي 46 مليونا من سكان فرنسا البالغ عددهم 67 مليونا البقاء في منازلهم ليلا.

وأضاف كاستيكس قائلا "إذا فشلنا في وقف الجائحة، فسنواجه وضعا صعبا وسيتعين علينا التفكير في إجراءات أكثر صرامة".

وقال وزير الصحة أوليفييه فيران إنه في إطار إستراتيجيتها لمكافحة الموجة الثانية من الجائحة، عززت الحكومة القدرة على إجراء الاختبارات لتصل إلى 1.6 مليون اختبار أسبوعيا دون تأخير متزايد في إصدار النتائج.

وفي اليونان، أعلن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس يوم الخميس عن تدابير تقييدية إضافية أكثر صرامة لمكافحة الجائحة، حيث تم الإبلاغ عن ارتفاع يومي جديد بلغ 882 حالة.

ولفت الزعيم اليوناني إلى أن حظر للتجوال يُفرض من الـ12:30 صباحا حتى الـ5:00 صباحا، وسيكون استخدام الكمامات إلزاميا في كل مكان داخليا كان أم خارجيا بالمناطق ذات الحمل الوبائي الثقيل والمصنفة على أنها عند مستوى الإنذار الثالث ومستوى الإنذار الأقصى الرابع على خريطة مراقبة كوفيد-19 التي وضعتها السلطات.

وقال إنه نظرا لكون مسألة تطبيق إغلاق كامل ثان يشمل أنحاء البلاد على غرار الإغلاق الذي فُرض في الربيع لأكثر من شهر ليس من ضمن خيارات الحكومة، فسيتم تطبيق الإجراءات المستهدفة التكميلية اعتبارا من صباح يوم السبت في إطار الجهود المبذولة للحد من انتشار الفيروس.

وبالمثل، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مجددا موقفه لتجنب إغلاق يشمل أنحاء البلاد خلال مكافحة جائحة كوفيد-19، قائلا إن حكومته ستعمل جاهدة على حماية الوظائف ووضع البلاد في وضع أفضل للانتعاش الاقتصادي.

وقال جونسون إن القيود الحالية تبلي بلاء حسنا وإن رقم تكاثر الفيروس، المعروف بالرقم "آر"، يبلغ نصف "معدله الطبيعي". فقد أظهرت نتائج الاختبارات التي أجريت لـ21242 شخصا آخرين في بريطانيا إصابتهم بكوفيد-19، ما رفع العدد الإجمالي لحالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد في البلاد إلى 810467، وفقا للأرقام الرسمية الصادرة يوم الخميس.

ومن ناحية أخرى، فرضت أيرلندا مرة أخرى الإغلاق في جميع أنحاء البلاد اعتبارا من يوم الخميس بسبب عودة ظهور حالات إصابة بكوفيد-19 في البلاد.

وبموجب ما تسميه الحكومة الأيرلندية المستوى الخامس أو أعلى استجابة للجائحة، يتعين على جميع الأشخاص في البلاد البقاء داخل نطاق 5 كيلومترات من منازلهم باستثناء أولئك الذين يتعين عليهم الذهاب إلى مكان العمل أو المدرسة أو الذين يتعين عليهم مغادرة المنزل من أجل إنجاز بعض الأغراض الخاصة الأخرى مثل شراء الطعام وزيارة الصيدليات أو المستشفيات.

وفي رسالة فيديو نُشرت على حسابه على تويتر في وقت سابق من اليوم، حث الرئيس الأيرلندي مايكل دي هيغينز الجمهور على العمل معا لمكافحة الفيروس. وقال "لن ينجو أحد من الفيروس حتى نكون جميعا في مأمن منه".

وبينما يكافح العالم لاحتواء الجائحة، تتسابق دول تشمل فرنسا والصين وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة لإيجاد لقاح.