تحقيق إخباري: مخاوف وأحلام... أطفال في غزة التي مزقتها الحرب يتطلعون إلى المستقبل

2020-11-21 13:16:04|arabic.news.cn
Video PlayerClose

غزة 21 نوفمبر 2020 (شينخوا) بعد مرور وقت طويل على مقتل والدتها وأخت وأخوين لها في غارة ليلية شنتها طائرات حربية على مدينة رفح، لا يزال دوي الانفجارات الممزوج بالصراخ والبكاء يدور في بعض الأحيان في مخيلة سجى زعرب.

"ما زلت أتذكر تلك اللحظة"، هكذا قالت زعرب، وهي لاجئة تبلغ من العمر 15 عاما وأيضا طالبة في المرحلة الثانوية، مضيفة "لقد سمعت صوت محركات الطائرات الإسرائيلية يقترب أكثر فأكثر، وانفجرت القنابل فوق رأسي، ثم فقدت الوعي".

وأفاقت زعرب بعد أيام وتعافت تدريجيا، لكن الآثار النفسية الصعبة للغاية التي خلفها ذلك قد تستمر معها مدى الحياة. وبالنسبة للأطفال في مناطق الصراع مثل زعرب، يتمثل حلمهم الأكبر في العودة إلى مسقط رأسهم والعيش حياة سعيدة وآمنة مع العائلة والأصدقاء.

هذة الفتاة الفلسطينية هي من بين عشرات الملايين من الأطفال في جميع أنحاء العالم الذين يعانون من العنف والصراع، فضلا عن الفقر وأزمة الغذاء الناجمة عن اشتباكات لا تنتهي. وقد رسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش صورة قاتمة لنحو 250 مليون طفل حول العالم يعيشون في مناطق تعاني من الصراع.

ومن ناحية أخرى، ذكر تقرير للأمم المتحدة صدر في مايو أن حوالي 19 مليون طفل في جميع أنحاء العالم نزحوا داخل بلدانهم بسبب الصراعات والعنف في عام 2019، وهو عدد أكبر من أي عام آخر.

وعلى الرغم من أن لها منزلا، إلا أن زعرب تشعر دائما بالخوف والوحدة، خاصة بعد وفاة والدتها، حيث قالت "أتذكر أن أمي كانت تقول لي دائما أنها ستحميني من الهجمات الإسرائيلية وتجعلني في أمان، لكنها رحلت".

وتابعت قائلة "لقد سئمت الاشتباكات والدمار والقتل. آمل في أن أحيا حياة طبيعية ومستقرة، كشخص عادي، وسط شعور بالأمان"، مضيفة "بعدما فقدت أمي، فقدت الإحساس (بالأمان) في نفس الوقت".

في غزة، الجيب الساحلي المحاصر، يمر العديد من الأطفال بتجربة مماثلة لتجربة زعرب. فالفتي محمد الجديلي (13 عاما)، الذي يعيش في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة منذ ولادته، يتمنى دائما أنه يتمكن من العودة إلى مدينة المجدل التي ولد وعاش فيها جده.

قال الجديلي "حسبما أتذكر، فأنا أعلم أن مخيم اللاجئين، بشوارعه الضيقة ومنازله المتهالكة، ليس المكان الذي أنتمي إليه، ولكنه مكان أبقى فيه فقط بشكل مؤقت".

وشأنه شأن العديد من أقرانه في غزة، يضطر الجديلي إلى العمل لكي يدعم النفقات المنزلية الأساسية لأسرته. فكل يوم بعد المدرسة، يعمل بائعا متجولا يبيع وجبات خفيفة مثل البسكويت والحلوى لكسب القليل من المال.

تجدر الإشارة إلى أنه من أجل تعزيز الوعي والتضامن الدوليين من أجل الأطفال في جميع أنحاء العالم وتحسين رفاههم، حددت الأمم المتحدة يوم 20 نوفمبر من كل عام ليكون اليوم العالمي للطفل.

ومع حلول اليوم العالمي للطفل هذا العام، دعت المنظمة العالمية جميع البلدان إلى التأكد من حصول كل طفل على الخدمات الصحية، ومضاعفة الجهود لحماية ودعم الأطفال وأسرهم الذين يعيشون في ظل الصراعات والكوارث والنزوح.

وهذا العام، أدى التفشي المفاجئ لكوفيد-19 إلى تفاقم الوضع. والأطفال في منطقة غزة الفقيرة هذه هم من بين أكثر الفئات عرضة للتأثر بالانتشار العالمي للفيروس القاتل، إنهم يحتاجون بشدة إلى الحصول على المزيد من الإمدادات الغذائية والمياه النظيفة والكهرباء، وإلى أفضل سبل الوقاية والعلاج.

وإنه لمن الصعب للغاية احتواء الفيروس في مخيمات اللاجئين الثمانية المكتظة بالسكان في غزة. ونظرا للعدد المتزايد من حالات الإصابة، تم تصنيف المجتمع الذي يقطنه الجديلي بأنه منطقة حمراء بالنسبة لتفشي الجائحة، ما يعني أنه يتعين على السكان تطبيق حجر صحي ذاتي صارم في المنزل.

لقد تسببت الجائحة في مزيد من الآلام، حيث ذكر الجديلي "جميع أفراد عائلتي يشعرون بالتوتر والقلق إزاء خطر الإصابة بالعدوى".

وحتى الآن، سجلت المنطقة أكثر من 11 ألف حالة إصابة مؤكدة ووفاة بكوفيد-19، وفقا لما ذكرته وزارة الصحة التي تديرها حماس.

وقالت زعرب "لقد دمرت الجائحة، شأنها شأن الغارات التي يشنها الجيش الإسرائيلي، حياتنا"، مضيفة "لا يمكنني أن أرى بصيص أمل".

وعلى مدى العقود الماضية، عمل المجتمع الدولي على تخفيف التوترات في مناطق الصراع والمساعدة في تحسين ظروف معيشة الأطفال من خلال المساعدات المالية والمادية. ومن أجل خلق مستقبل أفضل للأطفال، يتعين على العالم العمل بجدية أكبر وبشكل أوثق لإنهاء جميع أنواع الصراعات والسعي لتحقيق سلام دائم.

وذكر الجديلي "أريد أن أقول للعالم أننا نأمل أن تنتهي الحرب في غزة، وفي كل ركن من أركان العالم"، مضيفا بقوله "نحلم بمستقبل أكثر أمانا وإشراقا، مستقبل يمكننا أن نبنيه بأمنياتنا وإرادتنا".

الصور

010020070790000000000000011100001395325351