تقرير اخباري: ملايين اليمنيين يواجهون خطر أسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود

2020-11-22 01:55:34|arabic.news.cn
Video PlayerClose

عدن، اليمن 21 نوفمبـر 2020 (شينخوا) حذرت منظمات دولية من أن ملايين اليمنيين يواجهون خطر أسوأ مجاعة يشهدها العالم، مع نقص تمويل مشاريع الاغاثة واستمرار الصراع للعام السادس في هذا البلد الفقير.

وذكر بيان صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش حول اليمن، تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أن اليمن يواجه اليوم خطراً وشيكاً بأن يشهد أسوأ مجاعة شهدها العالم منذ عقود، محذرا من خسارة ملايين الأرواح في حال عدم اتخاذ إجراءات فورية.

وأرجع جوتيريش ذلك "إلى الانخفاض الكبير في تمويل عمليات الإغاثة المنسّقة التي تقوم بها الأمم المتحدة هذا العام مقارنة بعامي 2018 و 2019".

كما أرجع جوتيريش الخطر الذي يحدق باليمنيين إلى "الفشل في الحفاظ على الدعم الخارجي للاقتصاد اليمني، لاسيما فيما يتعلق باستقرار قيمة الريال اليمني، وبسبب تأثير الصراع المستمر والعقبات التي تفرضها الأطراف اليمنية ذات النفوذ وغيرها على عمل الوكالات الإنسانية المنقذ للأرواح".

وتابع "كما ساهمت أسراب الجراد والفيضانات أيضا في تفاقم هذه المشاكل".

وحث جوتيريش "كل من له نفوذ على التصرّف على وجه السرعة بشأن هذه القضايا لدرء الكارثة"؛ طالبا أيضًا من الجميع "تجنب اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يزيد من سوء الوضع المتردي أصلاً".

ونبه الأمين العام إلى أنه "في حال عدم القيام بذلك، فإننا نجازف بمأساة ليس فقط على مستوى الخسائر الفورية في الأرواح ولكن مع عواقب سيتردّد صداها إلى أجل غير مسمى في المستقبل".

وقال مكتب تنسيق الشؤون الانسانية للامم المتحدة، إن هناك فجوة كبيرة في التمويل للمشاريع في اليمن، وهو الأمر الذي يهدد بحدوث مجاعة واسعة.

وأوضح بيان للمكتب الأممي أنه "حتى منتصف نوفمبر الحالي، لم يكن قد وصل سوى 1.58 مليار دولار من أصل 3.2 مليار دولار مطلوبة للعام 2020".

وقالت المنسقة الأممية في اليمن ليز غراندي إن "اليمن يواجه خطرا حقيقيا يهدد بحدوث مجاعة واسعة النطاق ونحن بحاجة إلى مانحين لتمويل العملية الإنسانية حتى نتمكن من انقاذ أرواح الأشخاص الذين سيواجهون الموت جوعا".

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم؛ إذ يحتاج ما يقرب من 80 في المائة من السكان (أي أكثر من 24 مليون شخص) إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية والحماية، حسب البيان.

بدوره، قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ديفيد بيزلي "نحن بصدد العد التنازلي نحو وقوع كارثة في اليمن".

وأكد بيزلي، الأسبوع الماضي خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن الأزمة الإنسانية في اليمن، أن الشعب اليمني يعاني بالفعل منذ سنوات عديدة من الجوع وسوء التغذية اللذين أججهما النزاع؛ والآن، يعمل المزيج السام الذي يتألف من العنف المتصاعد، والانهيار الاقتصادي المتزايد، وتراجع قيمة العملة، وجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) على الانتقال بما يعانيه الشعب من بؤس إلى مستوى جديد تماماً".

وتابع "ينبغي علينا أن نجعل العالم يفتح عينيه على هذه الكارثة الإنسانية المتفاقمة، قبل فوات الأوان.. وإذا قررنا غض طرفنا عن الأمر، فسوف يسقط اليمن في مجاعة مدمرة في غضون بضعة أشهر".

وبحسب المسؤول الدولي، فان "الحرب محتدمة الآن على أكثر من 40 جبهة، وقد تراجعت احتياطيات اليمن من العملات الأجنبية إلى الصفر تقريباً وقفزت أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل كبير".

وفي السياق ذاته قالت منظمة (اوكسفام) إن اليمن بات يعاني بالفعل من أزمة إنسانية تُعتبر الأكبر في العالم، حيث أن 10 ملايين شخص يعانون من الجوع، بالإضافة إلى أن اليمن يعاني من أكبر تفشي للكوليرا في التاريخ المُسجل.

واضافت المنظمة في بيان قبل أيام، أن فيروس كورونا أدى إلى تفاقم هذه الظروف الأليمة، وعلى الرغم من ذلك، فإن خطة الإستجابة الإنسانية للأمم المتحدة الخاصة بتوفير المياه النظيفة والغذاء والرعاية الطبية تُعتبر ضعيفة إلى أبعد مدى فيما انه لم يتم تمويل سوى 44 في المائة فقط من خطة الإستجابة الإنسانية لهذا العام.

ويشهد اليمن نزاعا دمويا منذ أواخر العام 2014، بين القوات الحكومية والحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني.

ولايزال الصراع مستمرا حتى اليوم في مناطق واسعة من البلاد، وخاصة في محافظة مأرب التي تضم أكثر من مليوني نازح.

ومع استمرار الصراع، يشهد اليمن تدهورا حادا في سعر العملة الوطنية، حيث بلغت مؤخرا قيمة الدولار الواحد بحدود 850 ريالا، في حين كان سعر الدولار الواحد قبل الحرب عند حدود 215 ريالا.

كما يشهد اليمن تفشي مرض (كوفيد-19) منذ العاشر من أبريل الماضي ، وسجل حتى اليوم 2069 حالة إصابة مؤكدة توفي منها 604 فيما تماثل للشفاء نحو 1378، بحسب اللجنة الحكومية لمواجهة المرض.

وإلى جانب ذلك واجهت ولا تزال مناطق واسعة في اليمن منخفضات مدارية خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وبحسب الارصاد اليمنية، فإن منخفضا جويا يتوقع أن يبدأ خلال الساعات القادمة وسط مخاوف من أن يؤثر على المحافظات الشرقية والجنوبية الشرقية من البلاد.

ووجهت الحكومة اليمنية، أمس الجمعة، السلطات المحلية في ست محافظات للاستعداد لمواجهة منخفض مداري يتوقع أن يضرب أجزاء واسعة من البلاد خلال أيام.

كما حثت الحكومة المنظمات الدولية والمحلية إلى أخذ الاحتياطات اللازمة والاستعدادات لمساندة جهود السلطات المحلية في عملية الانقاذ والاغاثة.

الصور

010020070790000000000000011100001395337621